6 رؤساء أفارقة وعرب في طرابلس للتحضير لقمة الاتحاد الأفريقي

January 2008 · 4 minute read

بحث 6 رؤساء دول افريقية أمس في طرابلس جدول اعمال قمة الاتحاد الافريقي المقبلة المقرر عقدها من الاول الى الثالث من فبراير (شباط)، وذلك في قمة مصغرة مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية من مصادر ليبية.

واضافة الى الزعيم الليبي، ضمت القمة المصغرة رؤساء السودان عمر البشير وتشاد ادريس ديبي ومصر حسني مبارك والسنغال عبد الله واد واريتريا اسياس افورقي. وشارك في اللقاء مسؤولون كبار من موريتانيا والغابون. واستعرض الرؤساء «مختلف القضايا التي يتضمنها جدول اعمال القمة المقبلة» اضافة الى عدد اخر من «المشاكل الافريقية ووسائل حلها»، بحسب الوكالة.

وتطرق الرؤساء ايضا الى مشروع تشكيل حكومة فيدرالية افريقية اقترحها الزعيم الليبي اثناء قمة الاتحاد الافريقي الاخيرة في يوليو 2007 في غانا. وكان رؤساء دول وحكومات 53 دولة عضوا في الاتحاد الافريقي، ابدوا انذاك وجهات نظر مختلفة بشأن مشروع القذافي، المهندس الرئيسي لفكرة «الولايات المتحدة الافريقية» والذي يحاول منذ سنوات اقناع نظرائه بفكرته.

ويمكن للقذافي الاعتماد خاصة على دعم الرئيس السنغالي عبد الله واد الشديد الانتقاد للاداء الحالي للاتحاد الافريقي وهيئاته ولا سيما الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا.

وافادت وكالة الانباء الليبية ان واد والقذافي شددا أمس خلال مباحثات ثنائية على ضرورة الاسراع في اقامة «حكومة فدرالية افريقية» وتنسيق المواقف لتشكيل هذه الحكومة خلال القمة القادمة للاتحاد الافريقي.

وهذا اللقاء الذي لم تعلنه طرابلس، سيخصص لبحث «حال العلاقات بين السودان وتشاد اثر الاعتداءات المتكررة لهذا البلد ضد مناطق مختلفة من اقليم دارفور» غرب السودان والذي يشهد حربا اهلية، كما اعلن السماني الوسيلة مساعد وزير الخارجية السوداني السبت في الخرطوم. وفي بروكسل يطلق الاتحاد الاوروبي اليوم بعد اربعة اشهر من الاستعدادات اكبر عملية انتشار عسكري في تاريخه بتفويض من الامم المتحدة، بهدف ارساء الامن في المناطق المضطربة من شرق تشاد وافريقيا الوسطى المجاورة لدارفور (غرب السودان). وافاد دبلوماسيون ان وزراء خارجية الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي سيصادقون في بروكسل على ارسال القوة الاوروبية «يوفور» الى تشاد وأفريقيا الوسطى وقوامها 3700 جندي من 14 بلدا منهم 2100 فرنسي و400 بولندي و400 ايرلندي.

وأوضحوا ان انتشارهم سيكون «سريعا» كما سيؤكده الثلاثاء في بروكسل قائد يوفور الجنرال الايرلندي باتريك ناش. وأعلنت النمسا الاربعاء ارسال اول وحدة قوامها 15 جنديا الى تشاد، وايرلندا خمسين رجلا مطلع شباط/فبراير لاعداد انتشار القوات وضمان امنها. ومن المتوقع ان ينتقل جنود فرنسيون من القوات المنتشرة في تشاد الى يوفور. وتوقع دبلوماسي ان تستكمل قوة يوفور كامل عناصرها في مايو (ايار) او يونيو (حزيران) مع بداية موسم الامطار.

وتتمثل مهمة العسكريين الاوروبيين الاساسية في مساعدة 300 مدرب من بعثة الامم المتحدة في افريقيا الوسطى وتشاد لتدريب 850 شرطيا محليا على حماية مخيمات لاجئي دارفور السودانيين ومواقع النازحين من تشاد وافريقيا الوسطى. وستكون مهمة يوفور مكملة لقوة السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي التي اوكلت اليها مهمة ارساء السلام في دارفور حيث سقط 200 الف قتيل منذ فبراير 2003 ونزح مليونان بسبب الحرب الاهلية.

وفي هذا المجال اوكلت الى قوة يوفور حماية 241 الف لاجئ سوداني في شرق تشاد وثلاثة الاف اخرين في شمال شرقي افريقيا الوسطى وكذلك 179 الف تشادي و20 الفا من نازحي افريقيا الوسطى داخل بلديهما بسبب انعدام الامن في مناطقهم. كما يتعين على القوة الاوروبية ان تحمي العاملين في المجال الانساني وقوافل المساعدة للاجئين التي تتعرض احيانا الى هجمات. وأكد دبلوماسي أن «الهدف الأساسي هو الاتاحة لمئات آلاف الاشخاص بالعودة الى ديارهم في السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى دون خوف من العصابات المسلحة التي تتنقل على طرفي الحدود». وستخضع العملية الى اوامر الجنرال ناش الذي اتخذ من مون فاليريان بضواحي باريس مقره العام في حين سيقود الجنرال الفرنسي جان فيليب غناسيا الذي يتخذ من ابيشي (شرق تشاد) مقرا له العمليات ميدانيا.

ونظرا لخطورة الوضع الانساني كان مقررا ان تنتشر هذه القوة في نوفمبر تشرين الثاني 2007 بعد ان صادق مجلس الامن الدولي في سبتمبر (ايلول) على القرار 1778 الذي يفوضها. لكن دول الاتحاد الاوروبي واجهت صعوبات في توفير الوسائل الجوية الضرورية من مروحيات وطائرات نقل. وفي نهاية المطاف وفرت فرنسا وبلجيكا وبولندا في خامس اجتماع عقده العسكريون في 11 يناير (كانون الثاني) ما كان ينقص من عتاد.

وينتشر الجيش الفرنسي الذي سيشكل اكثر من نصف قوات يوفور، منذ عشرين سنة في تشاد في اطار قوة ايبرفييه بناء على اتفاق عسكري مع نجامينا كان يهدف حينها الى التصدي للمطامع الاقليمية والسياسية الليبية في تشاد. واكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اول من أمس في كينشاسا ان يوفور لم تكلف بحماية حكومة الرئيس ادريس ديبي التشادية كما يشتبه في ذلك المتمردون الذين يواجهون القوات النظامية في شرق تشاد في نهاية 2007. كذلك اعربت منظمات غير حكومية عن قلقها من خطر خلط المهام.