توقع مصدر تشادى ان تطرح الخرطوم تفعيل مقترح القوات المشتركة بديلا للدولية لحفظ الامن على الحدود، فيما بدأت بقاعة الصداقة امس المباحثات التمهيدية للقمة وسط ستار حديدى من السرية. وبحسب مصدر حكومى رفيع ان المباحثات تناولت الوضع فى دارفور والملفات العالقة بين البلدين.
وقال المصدر ان روحا ايجابية سادت المباحثات لافتا الى الدور الايجابى الذى لعبته الخرطوم فى مفاوضات طرابلس بين الحكومة التشادية ومعارضيها . واضاف المصدر لـ(الرأي العام) ان الجانب التشادى أعلى من هذا الدور مؤكدا ان انجمينا ستلعب دورا مماثلا فى حث الرافضين لاتفاق ابوجا للجلوس على طاولة التفاوض. واكد المصدر ان الجانبين أبديا حرصهما على جعل الحدود الفاصلة بينهما هادئة تماما.
وتوقع المصدر ان تطرح الخرطوم على انجمينا تخوفاتها من اصرار المجتمع الدولى على نشر قوات دولية على الحدود مع السودان. وابان ان تشاد ستستمع لوجهة النظر السودانية وتقف على تحفظات الخرطوم فى هذا الجانب واشار المصدر الى ان تشاد لم تحسم امرها حتى الآن فى قبول او رفض تلك القوات وانها ستنظر فى الامر وفقا لمشاورات عديدة تجريها الآن داخليا وخارجيا. وأبان المصدر الذى فضل عدم الكشف عن هويته لعدم التخويل بالحديث ـ حسبما ذكرـ ان عددا من الدول المجاورة لتشاد لديها تحفظات على القوة المقترحة غير انه شدد على ان القرار فى النهاية للحكومة التشادية التى لها مبرراتها وخياراتها.
الى ذلك قال وزير البنى التحتية التشادي آدم يونسمي الذى وصل الى الخرطوم ظهر امس أن زيارتهم تأتي في اطار اعمال اللجنة العليا لمتابعة الاتفاقيات الثنائية. وقال نحن سنعمل على مناقشة وتبادل الآراء حول ماتم الاتفاق عليه بين الجانبين بانجمينا كما سنعمل على بحث نقاط محددة بالخرطوم من أجل تعزيز علاقات التعاون والتأكد من دفع علاقاتنا مع السودان. وفي رد على سؤال ’’لسونا’’ حول تنفيذ آليات الترتيبات الأمنية لنشر القوات على الحدود المشتركة قال الوزير التشادي إن هذه العملية من العمليات التي ينتظر أن تتم بخطوات مضطردة وأنها ستكون احد المواضيع التي سنتباحث حولها توطئة للتحديد والاتفاق النهائي على موعد لنشر هذه القوات على الحدود.
من ناحيته قال وزير شؤون رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمباحثات ان البلدين يتطلعان الى علاقات راسخة في المجالات كافة وذلك بعد ان وضع اتفاقا الرياض وطرابلس المسار الصحيح للعلاقات الثنائية مبينا ان الارث التاريخي بين الشعبين الشقيقين هو الاساس الذي ستقوم عليه هذه العلاقات. واوضح ان زيارة الرئيس التشادي ادريس ديبي للبلاد تأتي في اطار التطور الذي تشهده علاقات البلدين واضاف ’’ نحن نعول كثيرا على هذه الزيارة التي تأتي في ظروف بالغة الحساسية ’’.
و اكد السيد ادم يوسمي رئيس الجانب التشادي وجود ارادة كاملة بين انجمينا والخرطوم للوصول الى علاقات متينة مشيرا الى ان زيارة الرئيس ديبي تعد فرصة للتفاكر بين قيادتي البلدين خاصة في المجالات السياسية والامنية واوضح ان اتفاق طرابلس بين الجانبين قطع شوطا مقدرا في التطبيق مبينا حرص البلدين على الالتزام بتعهداتهما في اتفاق الرياض وطرابلس وقد تم تكوين لجنتين سياسية وامنية بين الجانبين.