«الحياة» في أم درمان«مدينة الاشباح»: القتلى 530 والمتمردون يعدون بهجوم جديد

May 2008 · 2 minute read

بدت أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة السودانية، «مدينة اشباح» أمس، بعد أيام من تأكيد قوات الأمن نجاحها في «دحر» هجوم متمردي دارفور عليها يوم السبت، وهو الهجوم الذي أفادت الاحصاءات الأخيرة أنه أوقع ما لا يقل عن 530 قتيلاً بينهم 400 من متمردي «حركة العدل والمساواة» و100 من القوات الحكومية. وفي وقت سُمع دوي إطلاق نار خصوصاً في الأحياء الغربية لأم درمان حيث كان آلاف من قوات الأمن يطاردون فلول المتمردين، أوقفت أجهزة الأمن لساعات الزعيم المعارض الدكتور حسن الترابي و18 من قيادات حزبه، المؤتمر الشعبي، للتحقيق معهم في مزاعم عن علاقتهم بمهاجمي العاصمة السودانية، وتعهد الرئيس عمر البشير إجراء «محاكمات عادلة» لنحو 300 من أسرى «العدل والمساواة» التي أكد زعيمها الدكتور خليل إبراهيم انه ما زال في أم درمان وان هجومه على الخرطوم لم ينته. (راجع ص 5)

وانتقل التوتر من أم درمان إلى الخرطوم أمس بعد اعلان مجلس الوزراء انتهاء العمليات العسكرية و «دحر» محاولة «حركة العدل والمساواة» بزعامة خليل ابراهيم اطاحة نظام الحكم بالقوة.

وذكرت آخر احصاءات شبه رسمية أن ضحايا هجوم المتمردين على أم درمان نحو 400 قتيل من المتمردين، واكثر من مئة قتيل من القوات الحكومية ونحو ثلاثين من المدنيين.

وشهدت الخرطوم صباح أمس ربكة أمنية استمرت ساعات بعدما حاصرت قوة من الأمن والشرطة سبعة متمردين في قلب الخرطوم قرب محطة المواصلات الرئيسية. وأدى إطلاق النار إلى فرار المواطنين واغلاق المحال التجارية، فيما عاد معظم الموظفين إلى منازلهم.

ولمح مجلس الوزراء إلى وجود تقصير في التصدي لتسلل المتمردين إلى أم درمان ظهر السبت الماضي.

وأفرجت أجهزة الأمن مساء أمس عن الدكتور الترابي بعدما أوقفته قرابة 12 ساعة للتحقيق معه في شأن علاقة حزبة بالمتمردين الذين دخلوا أم درمان. لكن الدكتور خليل إبراهيم، زعيم «العدل والمساواة»، نفى علاقة الترابي بهجوم مقاتليه على العاصمة السودانية. ووصف ابراهيم في اتصال مع «رويترز» الترابي بأنه «شخص مزعج» وقال إنه لا يعرف شيئًا عن الهجوم. وقال في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية إن الهجوم هو مجرد البداية لعملية وإن النهاية ستكون بانتهاء هذا النظام. وأضاف: «لا تتوقعوا هجوماً واحداً آخر … هذه مجرد البداية». وقال إبراهيم إنه يتحدث من أم درمان الضاحية الغربية للخرطوم التي استهدفها الهجوم وتقع في مواجهة قلب العاصمة على الضفة المقابلة من النهر مباشرة. لكن لم يتسن الحصول على تأكيد مستقل لمكان ابراهيم.