قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في تصريح لها عشية انعقاد المؤتمر الدولي الذي ترعاه الأمم المتحدة في باريس حول الأزمة في دارفور، إنها تشعر بخيبة أمل إزاء فشل المجتمع الدولي في وضع حد للعنف الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرد الملايين في تلك المنطقة الغربية من السودان.
وأضافت رايس أنه مع دخول العنف الذي ترعاه حكومة الخرطوم عامه الخامس: «سأكون صريحة للغاية. فأنا لا أعتقد بأن المجتمع الدولي قد كان أمينا لالتزاماته ومسؤولياته هناك.»
وقد أدلت رايس بهذا التصريح في مؤتمر صحفي عقدته يوم 24 حزيران/يونيو الجاري عقب اجتماع خاص في باريس عقدته مع نظيرها الفرنسي برنارد كوشنير تم خلاله بحث الأزمة في دارفور.
وأثنت وزيرة الخارجية على كوشنير لالتزامه الدائم بقضايا حقوق الإنسان ولاستضافة بلاده مؤتمرا دوليا حول دارفور كان من المقرر أن يبدأ أعماله في اليوم التالي. وأعربت رايس عن سرورها لمعاودة فرنسا ممارسة الضغوط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر تحديدا.
وأبلغت رايس الصحافيين أن دارفور «يمثل إحدى الكوارث الإنسانية الحقيقية التي نواجهها في السياسة الدولية اليوم. وقد بات لزاما على المجتمع الدولي أن يتصرف على نحو أسرع وبشكل أكثر مسؤولية لوقف القتل والدمار في دارفور».
وقالت رايس إنه على مدى السنوات الثلاث التي مضت، منذ أن اعتبرت الولايات المتحدة جرائم القتل التي تقوم بها عصابات متجولة تدعى ميليشيا الجنجويد بأنها إبادة جماعية، فإن الولايات المتحدة «ما فتئت تواصل محاولتها حشد المجتمع الدولي» للتصرف بمزيد من الصراحة وبشكل مباشر.
وتحقيقا لهذه الغاية، قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة شددت مؤخرا عقوبات حظر السفر والعقوبات المالية المفروضة على عدد من الأفراد والشركات السودانية المسؤولة عن السياسات التي لا تزال تشجع أعمال العنف التي ترتكبها ميليشيا الجنجويد في دارفور.
وأضافت رايس تقول إننا سننظر في استصدار قرارات من الأمم المتحدة، ونحن بالطبع نعمل مع زملائنا من أجل استصدار قرار يؤدي إلى وضع نهاية للعنف.
وأكدت أن هذا الأمر سوف يتوقف على إرادة المجتمع الدولي في الإصرار على أن تقبل حكومة الخرطوم بنشر قوة هجينة (متعددة الجنسيات) تابعة للأمم المتحدة لتعزيز قوة حفظ السلام في دارفور التابعة للاتحاد الإفريقي الموجودة بالفعل في الإقليم والتي تعاني من الإرهاق.
وقالت رايس «إن مثل ذلك يعد أمرا ضروريا بسبب عجز الخرطوم عن توفير الأمن لمواطنيها أو عدم رغبتها في ذلك وبالتالي «يتحتم عليها قبول مساعدة دولية للقيام بذلك».
وأردفت أن الوضع يتطلب أيضا الإرادة الدولية اللازمة لمواصلة الجهود المبذولة بشأن مفاوضات السلام، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة شاركت بفعالية في تحقيق اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها في أبوجا في العام 2006، غير أن «من الواضح أنها اتفاقية تم إضعافها نتيجة لعدم مشاركة بعض الجماعات المتمردة، وعلينا أن نعمل على حل ذلك أيضا».
وفي سياق تعليقها على تأثير الصين باعتبارها أحد أكبر مستوردي النفط السوداني، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية أن الصين ستحضر مؤتمر باريس، مشيرة إلى أن الصينيين «يتحملون مسؤوليات خاصة، بالطبع، نظراً لكون بلادهم عضوا في مجلس الأمن وبسبب العلاقات الخاصة التي تربطهم بإفريقيا. واعتقد أنهم قد بدأوا مؤخراً التحدث بمزيد من القوة عن هذه القضية، وأرجو أن يستمر هذا المجهود، بل آمل أن يتكثف أيضا».
للمزيد راجع صفحة المساعدات الإنسانية الأميركية للاجئين، وصفحة المساعدات الانسانية الطارئة لدارفور، باللغة الإنجليزية، على موقع يو إس إنفو.