قال مسؤول أميركي إن ليبيا دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للمشاركة في الاجتماع الذي ستستضيفه طرابلس حول دارفور في اكتوبر المقبل، لكن رايس لم تعد بذلك بسبب ارتباطات خارجية كثيرة. وقال المسؤول الاميركي إن واشنطن لم تضع أي شروط للمشاركة، لكنها تريد أن ترى بعض التقدم في مسألة التعويضات المطلوبة من ليبيا بشأن قضيتي لوكيربي وتفجير ملهى ليلي في برلين قبل زيارة لرايس التي ستكون أعلى مسؤول أميركي يزور ليبيا منذ عام 1953 . واضاف مشيرا إلى الاجتماع المقرر عقده في ليبيا أواخر اكتوبر لبحث الازمة الانسانية في منطقة دارفور ’’انهم اوضحوا بجلاء أنها (رايس) ستلقى ترحيبا كبيرا هناك.’’ وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ’’انها لم تقدم ردا محددا… لان جدول ارتباطاتها مشحون.’’
وكانت رايس قد بحثت مع نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم الليلة قبل الماضية في نيويورك، الاوضاع في دار فور والعلاقات الثنائية حسب ما اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية. ورافق شلقم الى هذا اللقاء وهو الثالث الذي يعقده مع رايس، احد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي وهو معتصم بالله الذي عين مؤخرا مستشارا للامن القومي واشاد المسؤول الاميركي بنوعية المحادثات بين رايس وشلقم.
من ناحيته دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون الصين الى ممارسة نفوذها حول ملفي بورما ودارفور بتعاونها مع أعضاء مجلس الامن الاخرين. وقال أمام مؤتمر حزب العمال في بورنموث ’’آمل أن نتمكن من اقناع الاسرة الدولية باكملها وبالطبع مجلس الامن الذي يضم كل هذه الدول الكبيرة بالتحرك’’ مشيرا الى أن ’’الصين تتمتع بنفوذ في دارفور وكذلك تتمتع بنفوذ في بورما’’. واضاف أن رسالة بريطانيا هي ’’اننا نريد أن يكون العالم باسره معا وان لا ينقسم الى كتل من أجل معالجة هذه المشاكل غير الجائرة وغير المنصفة والظالمة التي فشلنا طويلا في العمل لحلها ان في دارفور او في بورما’’. وتعرضت بكين للنقد حيال الدعم الذي تقدمه للخرطوم ولعرقلتها حل النزاع في دارفور.
وفي الخرطرم عقد الموفد الاميركي الى السودان اندرو ناتسيوس لقاءات عدة بشان تطورات الأوضاع في الاقليم المضطرب غربي السودان .
وكان ناتسيوس قد وصل الى العاصمة السودانية الليلة قبل الماضية في مهمة تستمر عشرة ايام تتركز حول اقليم دارفور والسلام في جنوب البلاد، على ما ذكر مصدر رسمي. وقالت وكالة الانباء الرسمية ’’سونا’’ إن ناتسيوس الذي قام بعدة زيارات للسودان خلال الاشهر الاخيرة سيمضي عشرة أيام في البلاد لإجراء محادثات مع المسؤولين السودانيين حول مفاوضات السلام مع متمردي دارفور المقرر اجراؤها في ليبيا في 27 اكتوبر المقبل. من ناحيته قال مسؤول بوكالة الاغاثة ’’ويرلد فيجن’’ أمس إن الوكالة خفضت عملياتها في جنوب دارفور بعد أن تعرض العاملون بها لثلاث هجمات خلال أسبوع. وقال مايكل ارونجا مدير الاتصالات في الوكالة لرويترز إن ’’ويرلد فيجن لم تعلق عملياتها … خفضنا العمليات.’’ واضاف ’’وقعت ثلاث هجمات في اسبوع واحد … شملت موظفينا.’’ وطلبت وكالة الاغاثة من جميع الموظفين غير الضروريين في جنوب الاقليم النائي المغادرة في عطلة حيث سيتبقى 77 من بين 308 موظفين سودانيين ونحو نصف الموظفين الدوليين وعددهم 20 موظفا. وقال ارونجا إن الوكالة تجري تقييما للاوضاع الامنية لكنها لا تريد تعليق عملياتها. وقال لرويترز بالتليفون من جنوب دارفور ’’اذا كنا سننسحب فان هذا سيكون كارثة.’’ وقال ان نصف مليون شخص استفادوا من انشطة ويرلد فيجن في دارفور. وتساعد أكبر عملية مساعدات في العالم أكثر من أربعة ملايين شخص في دارفور حيث دخل الصراع بين المتمردين والحكومة عامه الخامس. ويقدر خبراء دوليون ان نحو 200 ألف شخص قتلوا وشرد 2,5 مليون خلال اربع سنوات ونصف السنة من القتال في دارفور. وقال ارونجا ان وكالة ويرلد فيجن ستواصل توزيع الغذاء وتشغيل العيادات الصحية والمدارس للاطفال الذي تعطل تعليمهم نتيجة للصراع.
في غضون ذلك اعلنت الجامعة العربية امس الانتهاء من ترتيبات عقد مؤتمر عربي حول دارفور في الخرطوم في 30 اكتوبر المقبل.