حذرت مؤسسة بحثية يوم الاثنين من فشل محادثات السلام في منطقة دارفور بغرب السودان اذا لم يجد المفاوضون وسائل جديدة لضم قبائل عربية واطراف اخرى ضالعة في الصراع المتشابك على نحو بعيد.
وحثت المجموعة الدولية للازمات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي على تغيير اسلوبهما في التفاوض وذلك من اجل جلب المزيد من الجماعات العربية والمنظمات النسائية واللاجئين السياسيين الى مائدة التفاوض مع الحكومة السودانية والفصائل المتمردة المتحاربة.
وقالت المجموعة الدولية للازمات في تقرير من 40 صفحة ان الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في حاجة الى القيام بما هو اكثر من المصالحة بين متمردي دارفور والقوات الحكومية المتحاربين منذ أربعة أعوام ونصف العام .
واضافت ان عليهما ان يواجها «الخطر الكبير» المتمثل في امكانية اندلاع انتفاضات عربية جديدة في المنطقة بالاضافة الى الاشتباكات العنيفة بين الاعداد الكبيرة لنازحي دارفور والنزاعات بين القبائل على اراضي.
وقال التقرير «الاستراتيجية التي يتبعها الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لا يمكنها التعامل مع هذا الواقع الجديد ويجب تعديلها.» واضاف ان المحادثات يجب ان تكون «اكثر شمولا وتعالج الاسباب الاساسية للصراع.»
واضاف ان القتال منذ بدء الصراع «أخذ اشكالا مغايرة وتفتت الاطراف وتزايدت المواجهات.»
وهناك بالفعل دلائل على ان الصراع يمتد الى منطقة كردفان المجاورة وقد يصل الى ابعد من ذلك .
وقالت دانييلا كروسلاك مديرة الابحاث في المجموعة الدولية للازمات في افريقيا «الفشل في الرد بشكل مناسب سيترك المجتمع الدولي شريكا دون قصد في اندلاع الحرب القادمة في السودان.»
وتحدث التقرير عن زيادة الاشتباكات بين جماعات عربية من اجل السيطرة على اراض. وشعرت الكثير من الجماعات العربية انها تعرضت للاستغلال من الخرطوم.
وقالت المجموعة الدولية للازمات «بدون التوصل الى تسوية ستزداد فرص انضمام عرب ساخطين الى الجماعات المتمردة.»
وقال التقرير ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان يواصل زعزعة استقرار المنطقة باغراقها بالاسلحة وتسليح ميليشيات وتحريض اطراف ضد اخرى.
واضاف «في اطار استراتيجيته العسكرية اصبح الحزب هو المورد الرئيسي للاسلحة في دارفور.»
وقالت المجموعة الدولية للازمات ان اتفاق سلام دارفور الذي وقعته حكومة الخرطوم عام 2006 مع جماعة متمردة واحدة في دارفور هي فصيل جيش تحرير السودان بزعامة ميني اركوا ميناوي قد فشل فشلا ذريعا.
واضافت «رغم ان ميني ميناوي وقع على الاتفاق الا ان جماعته نفذت الكثير من الهجمات وعمليات القتل والخطف والسرقة في دارفور على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية.»
وتوقفت في اواخر أكتوبر تشرين الاول محادثات سلام جديدة توسطت اليها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بين الحكومة السودانية وجماعات التمرد في دارفور وجرت في مدينة سرت الليبية.
وقاطعت معظم الجماعات المتمردة الكبيرة المفاوضات قائلة انها في حاجة الى مزيد من الوقت لاعداد موقفها التفاوضي.
وقال ديفيد موزيرسكي مدير برنامج القرن الافريقي في المجموعة الدولية للازمات ان الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في حاجة الآن الى استغلال حالة التوقف الراهن بالعودة الى دارفور واقناع المزيد من الجماعات بحضور الجولة القادمة.
وكان الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وجها الدعوة لبعض الممثلين عن مخيمات النازحين والمنظمات النسائية وجماعات عربية للمشاركة في محادثات سرت. لكن الجماعات تحتاج الى مزيد من الوقت لتجهيز انفسها وليكون لها مطلق الحرية في اختيار ممثليها. كما تحتاج ايضا الى التأكد من ان القضايا الاساسية مثل ملكية الارض وحقوق الرعي تحتل مكانة اساسية في المفاوضات.
وقال موزيرسكي لرويترز «بدون هذه الاشياء لن تنجح عملية السلام.