اتهمت الأمم المتحدة الخرطوم بالتراجع عن تعهداتها السابقة بتسهيل نشر القوات المشتركة في إقليم دارفور غربي السودان, الأمر الذي نفته الحكومة بشدة.
وقال جان ماري غيهينو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام بدارفور إن نشر تلك القوات الأممية والأفريقية «يصطدم بتحديات جوهرية في ثلاثة مجالات هي تزويدها بالرجال والعتاد والتوصل إلى اتفاق نهائي حول تركيبتها ووجود عقبات إدارية».
ومن المشاكل التي أوردها غيهينو -خلال جلسة نقاش بمجلس الأمن- اعتراضات الخرطوم على بعض الوحدات غير الأفريقية وتقاعسها عن تقديم أرض للقوة, وفرض قيود على رحلات المروحيات, والبحث عن اتفاق لوضع القوات, مؤكدا أن تلك المشاكل «ستجعل من المستحيل تنفيذ البعثة».
وأضاف المسؤول الأممي أن القوات المشتركة بحاجة أيضا إلى نحو 18 مروحية نقل وست مروحيات قتالية قبل خمسة أسابيع على نشرها.
الوضع الإنساني
بدوره أعرب الموفد الأممي للإقليم يان إلياسون أمام مجلس الأمن عن قلقه حيال الوضع الإنساني الحالي بدارفور الذي قال عنه إنه «يعوق العملية السياسية».
واشترط إلياسون لتحقيق تقدم بالإقليم أن «تظهر الأطراف جدية ورغبة سياسية والتزاما ثابتا من أجل السلام».
بالمقابل أكد السفير السوداني بالأمم المتحدة أن بلاده قدمت كافة التسهيلات المطلوبة لنشر القوات المشتركة. وأنحى السفير محمود عبد العليم محمد باللائمة على فصائل التمرد التي ترفض المشاركة في العملية السلمية في الإقليم.
وكان مجلس الأمن قرر في أواخر يوليو/تموز الماضي نشر قوة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور تضم نحو 19 ألف جندي وستة آلاف شرطي ونحو 5500 مدني.
بكين قلقة
من جهة أخرى أعلن سفير الصين لدى الخرطوم قلق بلاده على أمن جنوده الذين وصلوا إلى الإقليم, وذلك عقب التهديدات باستهدافهم من قبل جماعة التمرد.
وقال السفير لي شينغ وين «لا نقبل هذه الانتقادات ولن نقبل التهديدات الأمنية التي تستهدف جنودنا», مضيفا أنه سيجري اتصالاته بعدد من هيئات القوات المشتركة لضمان أمنهم.
وكانت حركة العدل والمساواة نفت صدور أي تهديدات منها باستهداف القوات الصينية. ومع ذلك فقد اتهمت الحركة بكين بأنها شريك فيما سمته عمليات الإبادة التي تجري في دارفور.
وتشكل المجموعة التي حلت وعدد أفرادها 135 جنديا وضابطا طليعة القوة الصينية المشكلة من 315 جنديا ضمن القوات المشتركة.
وستعمل القوة الصينية, وهي وحدة عسكرية هندسية, في التجهيزات الضرورية لنشر قوات حفظ السلام المقرر مطلع العام المقبل حيث تعمل على تشييد المعسكرات والمطارات والطرق وحفر آبار المياه