السودان: مؤسسة الرئاسة تعلن اليوم وثيقة مشتركة تنهي أزمة أبيي

June 2008 · 3 minute read

تعتمد مؤسسة الرئاسة السودانية التي تضم الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت والنائب علي عثمان محمد طه اليوم وثيقة اتفاق نهائي ينهي النزاع في منطقة «ابيي» الغنية بالنفط، بعد أسبوعين متصلين من المحاولات المتعثرة من الطرفين لإنهاء الأزمة.
وكشف مسؤول في الحركة الشعبية ان الاتفاق يتضمن إخضاع تقرير خلافي أعده خبراء في وقت سابق حول حدود ابيي للتحكيم الدولي، وانشاء ادارة مؤقتة في ابيي، وانسحاب قوات الطرفين من المنطقة، واعادة النازحين الذين فروا من منازلهم بسبب الاشتباكات الاخيرة في مدينة ابيي بين قوات منسوبة للجيش السوداني وأخرى تتبع الحركة الشعبية.
فيما لم يصدر اي تعليق من حزب المؤتمر الوطني حول مسودة الاتفاق المرتقب اعلانه اليوم، وقال مسؤول في حزب المؤتمر الوطني طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» ان حزبه آثر عدم الخوض في التصريحات قبل إعلان ما يتفق عليه اليوم، واضاف: «اكتشفنا بان التصريحات تفهم في السياق الخطأ». وقال دينق الور القيادي في الحركة الشعبية وعضو فريق العمل المشترك بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ان الفريق المشترك عكف طوال الايام الماضية على صياغة مقترحات تم التشاور بشأنها وضمنت في وثيقة الاتفاق، واضاف ان الفريق التقى سلفاكير في مدينة جوبا اول من امس، واطلعه على محتوى وثيقة الاتفاق، واعرب دينق الور عن امله في ان يتم الاتفاق حول قضية ابيي وان يعود الاستقرار للمنطقة ويعم السلام البلاد.
من جانبه، قال الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة في تصريحات صحافية إن الشعب السوداني موعود اليوم بأخبار مبشرة وسارة بشأن أبيي، قبل ان يكشف أن الشريكين اتفقا على تشكيل إدارة حسب بروتوكول أبيي تكون حدودها مؤقتة على أن يتم اللجوء للتحكيم الدولي عند تحديد الحدود الدائمة لأبيي وبشأن تقرير الخبراء، وأضاف مشار أن الاتفاق سيتضمن كذلك بنود خاصة بعودة نازحي أبيي الى مناطقهم، وكيفية تقديم المساعدات الإنسانية والأغاثية للمتضررين هناك، مع سحب كل طرف لقواته، ونشر القوات المشتركة والشرطة، بجانب تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث الأخيرة تضم «ممثلين للجنة العسكرية بوقف إطلاق النار وآخرين». ووصف لوكا بيونق وزير رئاسة حكومة الجنوب أن ما ستعلنه الرئاسة اليوم بشأن ابيي سيفتح صفحة جديدة لتحسين الشراكة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وطمأنة الشعب السوداني، وقال «الشريكان متفقان لانقاذ كافة بنود اتفاقية السلام والمضي بها الى نهاياتها المرجوة تحقيقا للاستقرار والتنمية والأمن في السودان». حمّلت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني ورئيسه المشير عمر البشير مسؤولية الدماء المهدرة في منطقة أبيي جراء الحرب الأخيرة التي جرت بالمنطقة. وقالت على لسان امينها العام باقان إن أبيي تعيش الآن في وضع إنساني بالغ التعقيد. في غضون ذلك حمل الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم حزب المؤتمر الوطني مسؤولية تردي الاوضاع في ابيي، وقال في احتفال لابناء ابيي بالخرطوم إن المؤتمر الوطني أعطى تعليمات للواء «31» التابع للجيش بالمنطقة لطرد المواطنين، وأضاف: هذه حقيقة سنقولها مهما كلّفت، واضاف أن تعاطي المؤتمر الوطني مع القضايا لن يدفع البلاد إلى الأمام وإنما سيدخلها في نفق مظلم، حسب تعبيره.