قال رودولف أدادا قائد القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المزمع نشرها في إقليم دارفور غرب السودان إن مهمة هذه القوات تنطوي على تعقيدات، لكنه رغم ذلك عبّر عن تفاؤله بنجاحها.
ولم يخف وزير الخارجية الكونغولي السابق الذي عين بداية مايو/ أيار الماضي ممثلا خاصا للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، الطبيعة المعقدة للقوات التي سيقودها.
وتقضي العملية المشتركة بأن تحل محل القوة الأفريقية التي تضم سبعة آلاف عنصر في دارفور، قوة أخرى من عشرين ألف عنصر.
ومع قبول السودان بهذه العملية، ثمة مشروع قرار قيد الإعداد في الأمم المتحدة لضمان تمويلها.
ووصل أدادا إلى الخرطوم الجمعة وسيتولى قيادة القوة الأفريقية في السودان (أميس) في انتظار انتشار القوة المشتركة، كما سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين السودانيين حول طبيعة مهمته قبل توجهه إلى دارفور الاثنين القادم لإجراء أول لقاء ميداني مع القوة الأفريقية.
وقال المسؤول العسكري إنه يعول على تعاون الحكومة السودانية لنجاح مهمته، مضيفا «في مهمة كهذه لا يمكن القيام بشيء من دون دعم الحكومة السودانية».
وتم تمديد مهمة القوة الأفريقية ستة أشهر إضافية، ويبحث المعنيون تأمين مساعدات لها لتتمكن من استكمال مهمتها حتى النهاية، وسط مخاوف من وقف التمويل الحالي الذي يعتمد خصوصا على المساهمات الأوروبية.
تحركات دبلوماسية
ويرى أدادا أن التحدي الآخر الذي ينتظره يتمثل في إيجاد حل سياسي بدارفور، حيث انشق المتمردون الذين لم يوقعوا اتفاق السلام إلى فصائل صغيرة تحاول الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جمعها.
وتشهد الخرطوم تحركات دبلوماسية مكثفة هذه الأيام حيث تستضيف حاليا المبعوث الأممي يان إلياسون بغرض شرح الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سياسي بدارفور، وذلك قبيل اجتماع دولي في ليبيا بعد أسبوع سيركز على الموضوع نفسه.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن إلياسون توجه الخميس إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور لعقد مزيد من الاجتماعات.
وفي سياق متصل قالت ماري أوكابي نائبة المتحدثة باسم البعثة الأممية في الخرطوم إن ليبيا ستستضيف يومي 15 و16 يوليو/ تموز الحالي مؤتمرا دوليا حول دارفور من أجل دعم الجهود المبذولة لإنهاء الحرب التي تعصف بالإقليم.
وسيعقد المؤتمر في طرابلس بمشاركة 13 دولة هي إضافة إلى ليبيا السودان وتشاد ومصر وإريتريا والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وهولندا والنرويج، وأيضا الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
الصليب الأحمر أكد أنه عزز حضوره
وأوضحت أوكابي أن هدف المؤتمر تقييم حجم التقدم الذي تحقق على مدى الشهرين الماضيين وتقييم تنفيذ خارطة الطريق بشأن درافور، ومراجعة مقترحات للسير قدما خصوصا بشأن كيفية إطلاق مرحلة التفاوض.
الصليب الأحمر
من جهة أخرى أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عززت حضورها في دارفور لمساعدة سكانه قبل حلول موسم الأمطار الشديدة في هذا الشهر.
وقالت اللجنة في بيان لها إنها ستركز أنشطتها في منطقة الطويلة شمال دارفور والتي شهدت هجمات ومواجهات متكررة، مذكرة بأن 40 ألف شخص فروا من هذه المنطقة ويعيشون حاليا في ظروف صعبة.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في الإقليم عام 2003 عن نحو 200 ألف قتيل وأكثر من مليوني نازح بحسب تقديرات منظمات دولية، وهي أرقام تشكك الخرطوم في صحتها.