أعلنت الخرطوم، أمس، أنها تلقت تعهداً من الاتحاد الأوروبي بعدم تكرار توغل قواته المنتشرة في شرق تشاد («يوفور») في الأراضي السودانية، بعدما قُتل جندي فرنسي الأسبوع الماضي في اشتباك مع الجيش السوداني قرب الحدود مع تشاد. وقالت السلطات السودانية إنها تلقت أيضاً وعداً أوروبياً بتعويضها عن الخسائر البشرية والعسكرية للحادث الذي أودى بحياة أربعة سودانيين وجرح خمسة.
وتسلّم وفد من الاتحاد الأوروبي ليل الجمعة – السبت جثمان الجندي الفرنسي الذي وجدت جثته في جنوب دارفور. وجرى احتفال جنائزي – عسكري حضره نحو عشرين من سفراء المجموعة الأوروبية في الخرطوم.
وقال مسؤول المراسم في وزارة الخارجية السفير الصادق المقلي إن الجانبين ناقشا خلال اجتماع في حضور سفيرة فرنسا في الخرطوم كريستين روبشون، الجوانب الديبلوماسية والقانونية والسياسية والعسكرية والشرطية، موضحاً أن الجانب السوداني أكد مقتل الجندي الفرنسي في إطار عملية عسكرية بعد تبادل إطلاق النار بين عناصر من قوة «يوفور» الأوروبية توغلت داخل الاراضي السودانية، وعناصر من الجيش الإثنين الماضي.
وأضاف المقلي إن الجانب الأوروبي أشاد بالتعاون الكبير الذي وجده من السودان، ووعد بدرس التقرير النهائي المتعلق بالخسائر المادية والعسكرية والبشرية من الجانب السوداني، مبيّناً أن الوفد الأوروبي شدد على ضرورة التزام «يوفور» بنطاق عملها الجغرافي المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن، واتخاذ كل الاجراءات التي من شأنها الحيلولة دون تكرار مثل هذا الحادث مستقبلاً.
وكان وفد من الاتحاد الأوروبي وصل الى الخرطوم على متن طائرتين عسكريتين بغرض البحث مع السلطات الحكومية في ما يتعلق بالكشف عن هوية الجندي الفرنسي، واعادة جثمانه الى فرنسا. وعلم أن أسرة الجندي بعثت بخطاب مع الوفد الأوروبي تطالب فيه بعدم تشريح ابنها على رغم أن القانون الدولي يتيح للسودان تشريح الجثة، لكن لأسباب وصفتها الخرطوم بـ «الإنسانية» لم تُخضع الجثة للتشريح، وإن كان جرى فحص خارجي عليها قام به فريق مشترك من السودان وفرنسا.
لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دان «الاستخدام المتعمد وغير المتكافئ للقوة»، مما أدى إلى مقتل الجندي. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ساركوزي يدين بأكبر قدر من الحزم الاستخدام المتعمد وغير المتكافئ للقوة ضد جنود «يوفور» الذين يؤدون مهمة حماية انسانية لمصلحة السكان اللاجئين من دارفور والنازحين التشاديين. وأضاف البيان أن الرئيس الفرنسي يطلب من السلطات السودانية أخذ كل الاجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار هذا الأمر، مشيراً إلى أن جثة السرجنت بولين العامل في بعثة «يوفور» الذي اختفى الاثنين الفائت تم التعرف عليها رسمياً.
الى ذلك، أعلن مندوب السودان في الأمم المتحدة عبدالمحمود عبدالحليم عن زيارة يقوم بها مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد جين بينق إلى الخرطوم عقب تسلم مهماته رسمياً الشهر المقبل. وقال عبدالحليم إنه ناقش أمس مع بينق، الذي خلف الفا عمر كوناري، آخر تطورات الأوضاع في دارفور، والجهود التي تقوم بها الحكومة السودانية لتعزيز السلام والاستقرار في الاقليم.
على صعيد آخر، قال عبدالحليم إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد له أمس مشاركته في جهود المصالحة التي يقودها الرئيس السنغالي عبدالله واد بين تشاد السودان. وأعلن الرئيس عبدالله واد الجمعة في باريس أن الرئيسين عمر البشير وادريس ديبي مستعدان لتوقيع اتفاق سلام في اجتماع تستضيفه دكار الاربعاء المقبل، قبل يوم من انعقاد قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تستضيفها داكار على مدى يومين.
جنود اروبيون في مطار الخرطوم خلال نقل جثمان الجندي الفرنسي الذي قتل الاثنين في جنوب دارفور. (رويترز)