قال ليو جويجين مبعوث الحكومة الصينية الخاص بشأن دارفور، ان ربط القضية بالألعاب الاولمبية لن يساعد، بل انه يتعارض مع الروح الاولمبية التي تفصل ما بين الرياضة والسياسة، واضاف انه انتهاك للروح الاولمبية، بادعاء الغرب ان على الصين واجبا يجب ان تقوم به في الاقليم السوداني، لان بكين تستضيف ألعاب 2008.
وفي نفـس الوقت كانت لليو حجة جديدة في حقيبته، وقال ان الرئيس بوش يوافق الصين على هذه النقطة، وكذلك رئيس الوزراء البريطــاني غوردون براون، من غير ذكر الرئيس الفرنسي نيكولا ســاركوزي. واعلن هؤلاء الزعماء رغبتهم في حضور مراسم احتفالات الافتتاح في 8 أغسطس (آب)، واضاف ليو اذا كانت الناس تفكر بان دارفور سبب لإبعاد البهجة عن الألعاب الاولمبية، اقترح على ناشطي حقوق الإنسان والمدافعين عن دارفور ان يكونوا خارج الخط.
وقال ليو «اننا لاحظنا المناقشات والتصرفات الاخيرة حول موقف الصين من قضية دارفور.. وطبقا لمعرفتي فان بعضا منها ينطلق من القلق على الوضع هناك، الا ان آخرين يحاولون ربط القضية بالسياسة الصينية حول السودان ودورة الالعاب الاولمبية». واضاف «ان ذلك مفهوم إذا كانوا لا يفهمــون سياسة الحكومة الصينية، ولكن إذا كان وراءه دوافع سياسية فاننا لا نقبــله».
لكن مبعوث بكين الذي عاد من محادثات في الخرطوم وعواصم اخرى دافع الجمعة عن بلاده، وقال انها «تعمل بجد» بشأن السودان وقضايا اخرى لانهاء القتال، مضيفا ان الصين يمكنها العمل كوسيط لتقريب فرص الســلام. وقال مبعوث الصين ان بلاده حثت السودان على بذل مزيد من الجهود لوقف القتال في دارفور والاسراع بوصول مزيد من قوات حفظ السلام في معرض دفاعه عن بلاده التي وصفها بأنها جسر دبلوماسي للمساعدة في انهاء اراقة الدماء. وخروجا على اللغة الغامضة عادة، التي تستخدمها الصين بشأن دارفور وصف ليو العنف هناك بأنه «كارثة انسانية، أجبرت الملايين على النزوح من ديارهم وبوجه خاص اسفرت عن مقتل عشرات الالوف»، حسب رويترز وقال ليو في مؤتمر صحافي، ان جماعات المتمردين التي ترفض تقديم تنازلات تتحمل جزءا من اللوم، لكنه قال ان حكومة السودان تتحمل المسؤولية الاكبر في عدم وقف اعمال القتل. كما حث الخرطوم على تقديم تنازلات في الخلافات التي تعرقل انتشار قوة حفظ سلام كاملة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وقال ليو عن اجتماعاته الاخيرة مع الرئيس عمر حسن البشير وكبار المسؤولين، «نقلت قلق الصين البالغ بشأن تدهور الاوضاع في دارفــور».
وأصبح دور الصين موضع اهتمام متجدد منذ انسحاب المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيــرغ من منصب المســتشــار الفني لدورة الالعاب الاولمبية التي ستقام عام 2008 في بكين قائلا: ان الصين تقاعست عن استخدام نفوذها في اقناع الخرطوم بالسعي الى السلام. والصين مستثمر كبير في مجال النفط في الســودان، وهي أكبر مورد للاسلحة للخرطوم.
وأظهرت تصريحات ليو التوازن الصعب الذي تسعى اليه بكين بشأن دارفور من خلال رفض مزاعم بأنها لم تبذل جهدا كافيا والدفاع عن مصالحها الاقتصادية والسعي الى تحقيق تقدم نحو السلام لان القتال ودورة الالعاب الاولمبية في اغسطس، ستجعل دور الصين تحت الاضواء الدولية.
وقال: «يجب ان تتحلى الحكومة السودانية بمزيد من المرونة بشأن القضايا التي لم تحل وبشأن بعض القضايا التي قدمت تنازلات بشأنها لكن يمكنهــا عمل المزيد».
ودعا عضو الكونغرس الاميركي فرانك وولف يوم الخميس المسؤولين في بلاده الى مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية في بكين، للضغط على الصين للقيام بمزيد من الجهد بشأن دارفور. لكن ليو قال ان الربط بين الأزمة ودورة الالعاب مسألة «غير معقولة».
وقال «مجموعة من الاشخاص تنتهز مجموعة من القضايا للسعي لتشويه دورة الالعاب الاولمبية لكن هذا الاسلوب سيفشل».
الصين: ربط قضية دارفور بالألعاب الأولمبية يتعارض مع مبدأ فصل الرياضة عن السياسة
March 2008 · 3 minute read