اتهم جيش تحرير السودان القوات الحكومية السودانية ومليشيات تابعة لها بمهاجمة قرية مهاجرية في جنوب دارفور, فيما وصف بضربة جديدة لمحاولات الإعداد لمؤتمر سلام دارفور الذي يعقد في ليبيا الشهر الحالي برعاية الأمم المتحدة.
وقال مسؤولون بجيش تحرير السودان إن طائرات حكومية هاجمت هذه البلدة التابعة للفصيل الذي يقوده مني أركو ميناوي, وهو الفصيل الوحيد الذي وقع اتفاق سلام في مايو/أيار عام 2006 مع الخرطوم من بين ثلاثة فصائل للمتمردين كانت تتفاوض مع الحكومة.
وأعلن سيف هارون المتحدث باسم ميناوي في الخرطوم أنه لا يمكن في الوقت الحالي إحصاء عدد القوات الحكومية المهاجمة أو مليشيا الجنجويد التي تدعمها. واتهم هارون الخرطوم بمحاولة تدمير فصيل ميناوي قبل مؤتمر طرابلس.
واعتبر المتحدث باسم فصيل جيش تحرير السودان التابع لميناوي أن الهجوم انتهاك واضح لاتفاق السلام الموقع منذ عام, قائلا إنه «لا يبشر بالخير قبل المحادثات المقررة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
من جانبه وصف مدير مكتب ميناوي، محمد بشير ما حدث بأنه «تطور خطير للغاية», قائلا إن نصف بلدة «مهاجرية» قد احترق.
من جهتها أكدت فصائل متمردة منافسة لم توقع على اتفاق أبوجا وقوع الهجوم على مهاجرية، وأشارت إلى أن القوات الحكومية تحتشد أيضا بالقرب من بلدة تني على الحدود التشادية استعدادا لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون شمال دارفور.
ولم تعلق الحكومة السودانية على تلك الاتهامات, كما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الاتحاد الأفريقي.
العنف المتواصل يهدد المفاوضات المرتقبة في ليبيا قبل نهاية الشهر الحالي (الفرنسية-أرشيف)
تحذير أممي
من جهة ثانية وفي نيويورك حذرت إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من أن الوضع على الأرض قد تدهور في الأسابيع الماضية.
وقال مدير إدارة حفظ السلام جان ماري غوهينو إن العنف في دارفور يهدد باتساع نطاق الصراع في السودان ويظهر الحاجة إلى عتاد متقدم, لاسيما المروحيات.
وأشار غوهينو إلى أن الاشتباكات التي وقعت مؤخرا بين الحكومة والمتمردين في منطقة كردفان تمثل تهديدا خطيرا باحتمال امتداد الأزمة خارج نطاق دارفور.
وكان مسلحون قد هاجموا قاعدة لقوات الاتحاد الأفريقي بالقرب من بلدة حسكنيتة في جنوب دارفور في 29 سبتمبر/أيلول ودمروا القاعدة وقتلوا عشرة من قوات حفظ السلام.
في المقابل عبر السفير السوداني لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم عن رفض الخرطوم لأي طيارين من الولايات المتحدة لقيادة المروحيات المقترح تزويد قوات حفظ السلام بها.
كما نفى عبد الحليم الاتهامات الموجهة للحكومة السودانية بتدمير قرية حسكنيتة وقال إن المتمردين الفارين «هم الذين أحرقوها».
في هذه الأثناء أدانت السفارة الأميركية في الخرطوم ما وصفته بتدمير حسكنيتة وحذرت من اتساع نطاق المواجهات خارج دارفور, مطالبة جميع الأطراف بوقف فوري لعجلة العنف.
وقد أكدت مصادر مسؤولة بالأمم المتحدة في تصريحات لأسوشيتد برس وقوع الهجمات التي قالت إن مليشيات عربية بدأتها, لكنها نفت معرفتها بتلقي هذه المليشيات «أوامر مباشرة من الحكومة السودانية».
على صعيد آخر استقبل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وفد قيادات حركات التمرد في دارفور. وضم الوفد ممثلين عن حركتى تحرير السودان والعدل والمساواة والفصائل المنشقة عنهما.
وأشارت الخارجية المصرية فى بيان لها إلى أن قيادات حركات التمرد أعربت عن التزامها الكامل بالمشاركة في مفاوضات ليبيا.