افادت مصادر للمتمردين في اقليم دارفور بان القوات الحكومية السودانية وسعت حملتها العسكرية في الاقليم لتشمل بلدة تحت سيطرة الفصيل المتمرد الوحيد في دارفور الذي وقع اتفاق سلام مع الخرطوم في مايو آيار 2006.
وقد يشكل هذا الهجوم ضربة لمحادثات السلام المقرر عقدها في العاصمة الليبية نهاية هذا الشهر.
ويحاول المنظمون توحيد الرؤى بين مختلف الجماعات المتمردة قبل الاجتماع، لكن هذه الهجمات الجديدة قد تفقد الثقة في الحكومة.
وقد حذرت بريطانيا الثلاثاء الجماعات المتمردة بدارفور من مقاطعة محادثات السلام في ليبيا بعدما اشترط زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد النور المتواجد بباريس نشر قوات لحفظ السلام في دارفور للمشاركة فيها. وكانت فرنسا قد هددت بطرد النور من فرنسا ان هو رفض المشاركة في المحادثات.
وميدانيا، قالت مصادر فصيل جيش تحرير السودان الذي يقوده ميني ميناوي إن مدينة مهاجرية التي يسيطر عليها الفصيل قد احترق نصفها.
وقال جيش تحرير السودان لبي بي سي إن هذا الهجوم هو امتداد لهجوم الجيش على حسكانيتا. وافادت مصادر مختلفة بأن المعارك استمرت طيلة يوم الاثنين.
ومن ناحية أخرى، أرسلت الأمم المتحدة بعثة مراقبة ثانية إلى بلدة حسكانيتا التي تعرضت للحرق والنهب في إقليم دارفور غربي السودان.
وتتهم قوات المتمردين الجيش الحكومي وميليشيا الجنجاويد بتدمير البلدة وبالمسؤولية عن مهاجمة القوة الافريقية في الأسبوع الماضي.
ضحايا الهجوم على قاعدة الاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي
«انتقام»
وقالت حركة العدالة والمساواة لبي بي سي إن الدليل على ذلك هو صورة لدبابة خضراء اللون في البلدة. ولم تقل قوة المراقبة الدولية من المسؤول عن تدمير البلدة.
وتوجد في حسكانيتا قاعدة قوات حفظ السلام الافريقية التي تعرضت لهجوم من جانب المتمردين الاسبوع الماضي.
وكان المتمردون قد أعلنوا يوم الجمعة أن قوات الجيش السوداني هاجمت البلدة فيما بدا أنه انتقام للهجوم على قاعدة قوات حفظ السلام الافريقية.
وقال بيان لبعثة الأمم المتحدة في السودان «إن البلدة التي تخضع لسيطرة الحكومة قد أحرقت تماما ما عدا عدة بيوت». وأشار البيان إلى أن سوق البلدة تعرض لعملية نهب وسلب.
الهجوم الاخير على قوات حفظ السلام اثار تساؤلات عن قدرتها على الارض
«ابادة»
يذكر ان 12 حركة تمرد على الاقل تنشط في اقليم دارفور في الوقت الراهن.
وتصف واشنطن النزاع بأنه عملية إبادة جماعية، وهو الوصف الذي ترفضه الخرطوم وتتحفظ الحكومات الأوروبية على استخدامه.
وتقول الخرطوم إن عدد الضحايا في الاقليم لا يتعدى 9 آلاف.
ومن المتوقع أن تخيم أعمال العنف بظلالها على محادثات السلام في دارفور، والتي ستعقد في طرابلس في 27 أكتوبر تشرين أول الجاري بوساطة الأمم المتحدة.
يذكر ان حوالي 200 ألف شخص لقوا حتفهم بينما نزح زهاء مليونين بسبب الصراع الدائر في دارفور منذ اربعة اعوام.
وتتهم الميليشيات العربية التي يطلق عليها اسم الجنجاويد بمهاجمة سكان القرى في دارفور، وقتل السكان، وإجبار آخرين على الفرار، فيما توفر الحكومة السودانية الغطاء الجوي لها.
ومن المتوقع أن تنشر في العام المقبل قوة دولية افريقية مشتركة قوامها 26 ألف فرد ستستوعب القوة الافريقية الحالية وقوامها 7 آلاف فرد.