أغلق السودان حدوده مع تشاد وأصدرت الحكومة السودانية توجيهات لقواتها بعدم السماح لأي قوة مسلحة معارضة من دخول الأراضي التشادية عبر حدودها لمواجهة التصاعد العسكري، غير أن مسؤولا في انجماينا شكك في نوايا الخرطوم وحثها على تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وتسلم الرئيس السوداني عمر البشير رسالة من نظيره التشادي ادريس دبي لدى استقباله مبعوثه وزير البنية التحتية آدم يونس تتعلق بالتطورات الأمنية على الحدود بين البلدين، إثر تصاعد العمليات العسكرية التي تشنها مجموعات التمرد المناهضة لحكومة دبي والتي اعلنت في وقت سابق استيلاءها على مدينة تسي على مثلث الحدود بين تشاد وافريقيا الوسطى والسودان.
وقال وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة، ان حكومته اصدرت قراراً بإغلاق حدودها مع جارتها تشاد وان توجيهات صدرت للقوات المسلحة السودانية بعدم السماح لأي قوة من شأنها زعزعة الاستقرار بدخول الاراضي التشادية عبر الحدود السودانية.
من جانبه، أصدر قائد الجيش التشادي الجنرال عبد الرحيم بحر اتينو وهو ابن عم الرئيس التشادي ادريس دبي بياناً اعلن فيه مقتل ما لا يقل عن 100 من المتمردين و6 من جنوده في المعارك التي دارت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين الى جانب جرح 34 من قوات الحكومة من بينهم الجنرال اتينو نفسه. وقال اتينو الذي نقل الى انجامينا ان دبي شارك بنفسه في المعارك العسكرية في الايام الماضية، وأضاف «هذا مؤشر قوي للمغامرين ان القائد موجود في ميدان المعركة».
وفي انجامينا قال مسؤول الاعلام في القصر الرئاسي عمر يحيى لـ«الشرق الأوسط» إنه يتشكك في نوايا الخرطوم من إغلاق حدودها مع بلاده، وأضاف أن حكومته لم تصدر قراراً بإغلاق حدودها مع السودان، وأضاف «لكن اذا استمرت الحكومة في الخرطوم من دعم المتمردين فاننا سنقطع علاقتنا معها»، حاثاً السودان بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما.
من جانبه، أقر السفير السوداني في انجامينا عبد الله الشيخ تأثير التوترات في شرق تشاد على اقيلم دارفور، نافياً تورط بلاده في دعم اطراف المعارضة التشادية، وقال ان ما يحدث في تشاد لا علاقة له بالسودان وهو شأن داخلي.
من جهة أخرى، نفى الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني بشدة ما تردد حول أن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية سيلتقي مبعوثين للأمين العام للامم المتحدة، على هامش اجتماعات القمة الأوربية الافريقية التي بدأت اعمالها في العاصمة البرتغال لشبونة امس.
وقال اسماعيل في تصريحات صحافية ان بامكان الامين العام للامم المتحدة ارسال مبعوثيه مباشرة إلى السودان ليتصلوا بالجهات المعنية، كما أن بامكان الأمين العام للامم المتحدة أن يتصل بالرئيس البشير أو بوزير الخارجية، ولكن الرئيس البشير قطعا لن يلتقي بأي مبعوث من الأمين العام خارج السودان. وعما إذا كان الأمين العام سيشارك في القمة، قال مستشار الرئيس عندئذ يكون الموضوع آخر، ويمكن للرئيس ان يلتقي به، أما أن يكون للأمين العام مبعوثون فيمكنهم أن يلتقوا بالوزراء والمسؤولين في ملف دارفور سواء الموجودين في لشبونة مرافقين للسيد رئيس الجمهورية أو اولئك الموجودون في السودان.
وكشف ان البشير سيلتقي الرئيس الشادي ادريس دبي في العاصمة البرتغالية لشبونة، وذلك على هامش القمة الاوروبية الأفريقية التي تستضيفها البرتغال، وقال ان لقاء الرئيسين البشير ودبي يأتي لمزيد من التنسيق والتعاون بين البلدين. وقال اسماعيل إن زيارة الوفد التشادي للخرطوم جاءت لتوضيح الأمور «لأننا في السودان فوجئنا في الايام القليلة الماضية باتهامات شادية للسودان لا علاقة له البتة»، وأضاف «استفسرنا القيادة الشادية عن مرجعية هذه الاتهامات، وأكد الوفد الشادي أن السودان لا علاقة له بما يجري في تشا