قال مسؤول كبير يوم السبت إن المأزق السياسي الذي تواجهه حكومة السودان والمتمردون الجنوبيون قد يقوض الامن في كل انحاء منطقة القرن الافريقي.
ووقعت الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاق سلام في عام 2005 لانهاء اطول حرب اهلية في افريقيا لكن العلاقات المتدهورة بين الجانبين وصلت الى مرحلة الازمة في أكتوبر تشرين الاول عندما سحبت الحركة وزراءها من الحكومة الائتلافية متهمة الخرطوم بعدم تنفيذ اتفاق السلام الشامل.
وقال توم فرالسن الرئيس المنتهية مهمته للجنة الدولية التي تشكلت لتقييم تطبيق اتفاق السلام الشامل «انهما في مأزق الان. انها ورطة.»
واضاف فرالسن لرويترز «اشعر بخيبة امل لما وصلنا اليه الان. كنت اعتقد ان الجانبين سيقطعان شوطا طويلا على الطريق نحو تطبيق اتفاق السلام..كنت امل في تحقيق الكثير.»
ومن المقرر ان يغادر فرالسن السودان يوم الثلاثاء بعد انتهاء تعاقده الذي استمر عامين كرئيس للجنة التقدير والتقييم والتي تشكلت في اطار اتفاق سلام لمراقبة مدى الالتزام به.
وبموجب العقد المبرم معه فانه يحظر عليه التعليق علانية اثناء فترة عمله على مدى التقدم في تنفيذ اتفاق السلام. وقال فرالسن انه يشعر ان بامكانه التحدث بصفة شخصية الان لان فترته في السودان اوشكت على الانتهاء.
وقال فرالسن ان ايجاد مخرج من المأزق يقع على عاتق الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وتابع «الامر عاجل. عليهم التحرك الان. ان تعايش السودان في سلام مع النفس يمكن ان يكون له اثر كبير على الاستقرار في المنطقة. اما اذا كان السودان في حرب مع النفس فسيأتي بنتيجة عكسية ويمكن ان تكون له عواقب خطيرة على الاستقرار في القرن الافريقي.»
واضاف ان عدم الاستقرار في السودان قد يمتد الى اوضاع متوترة بالفعل في تشاد المجاورة وجمهورية افريقيا الوسطى واثيوبيا واريتريا.
وقال فرالسن -وهو سفير نرويجي سابق الى السودان- ان الجانبين حققا تقدما كبيرا في حث خطى اتفاق السلام لكنهما مازالا متعثرين بشأن قائمة القضايا الاساسية المتعلقة بالامن والسياسة والاقتصاد.
وقال «هناك اجزاء مهمة جدا لم تنفذ من اتفاق السلام الشامل وانهما بعيدان بشكل كبير عن تنفيذها.»
وتتمثل العقبة الكبرى في وضع منطقة أبيي الغنية بالنفط. وتشمل العقبات الاخرى التأجيل في اعادة انتشار القوات الشمالية والجنوبية خلف حدودهما وفي التخطيط لاجراء انتخابات واحصاء سكاني موعود.
وقال فرالسن «اعتقد ان هناك اهتماما حقيقيا بالسلام.» واضاف «لكن كل جانب يريد سلاما بشروطه الخاصة. وهنا فانك تتعامل مع طرفين في حالة حرب من الناحية السياسية والعسكرية منذ اكثر من 20 عاما. وبالنسبة للجانبين فان بناء الثقة الضرورية ليس سهلا على الاطلاق.»
ودعا فرالسن الخرطوم الى اعطاء الرئيس القادم للجنة التقدير والتقييم المزيد من الحرية كي يتحدث علانية وينشر تقارير.
وقال ان السودان يجب ان يكون اكثر انفتاحا لقبول المساعدة من الدول الاجنبية في الوساطة بشأن النزاعات المتعلقة باتفاق السلام.
وقال «اذا وجدتم شخصا ما في الخارج يريد حقيقة تقديم المساعدة بدافع الدعم النزيه لتطبيق اتفاق السلام الشامل فلماذا لا تسعون لطلب مساعدته