حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى إلى دارفور يان إلياسون أمس من أن مؤشرات تجدد المواجهات في الإقليم المضطرب تهدد محادثات السلام المرتقبة بين الحكومة السودانية وفصائل التمرد، فيما أعلنت الخرطوم أن الرئيس عمر البشير لن يستقبل ممثلي الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون خلال مؤتمر القمة الأفريقية – الأوروبية التي بدأت أعمالها في لشبونة.
ويقوم إلياسون بجولة تستمر أربعة أيام في دارفور لحض قيادات التمرد التي ترفض الحوار مع الخرطوم على تنسيق جهودها وتوحيد صفوفها للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة. وكان مقرراً أن يلتقي المسؤول الأممي أمس زعيم «حركة العدل والمساواة» الدكتور خليل إبراهيم، لكن السلطات في ولاية شمال دارفور منعته من الذهاب إلى منطقة بامينا القريبة من الحدود التشادية للقاء إبراهيم. وعزا الياسون القرار إلى تأخير استخراج تصريح لطائرته بسبب الأوضاع الأمنية فى المنطقة المتاخمة للمواجهات بين الحكومة التشادية والمعارضة المسلحة هناك. وقال إنه اكتفى باتصال هاتفي بإبراهيم، اتفقا خلاله على «تفعيل العمل المشترك وتهيئة المناخ لاستئناف التفاوض».
وأشارت مصادر في الأمم المتحدة إلى تقارير عن مواجهات عنيقة قرب الحدود السودانية – التشادية، على بعد 14 كلم من نقطة اللقاء المقررة بين إلياسون وإبراهيم، كما تحدثت عن تقارير غير مؤكدة أفادت أن المقاتلات التابعة للجيش السوداني دكت مواقعاً للمتمردين مجاورة لنقطة اللقاء، خلال اليومين الماضيين. ولم يستبعد المبعوث الأممي انتهاك الخرطوم تعهداتها وقف النار، واعتبر ذلك مؤشراً يدعو إلى القلق على جهود السلام.
وكانت الحكومة السودانية أعلنت الجمعة أن المواجهات في تشاد أجبرتها على إغلاق حدودها. وقال الياسون إن الخطوة ستؤثر سلباً على الأوضاع الإنسانية، متوقعاً تدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى دارفور في حال استمر القتال بين الحكومة التشادية ومعارضيها. وقال وزير الدولة في الخارجية السودانية السماني الوسيلة إن حكومته «أصدرت قراراً بإغلاق كامل للحدود مع تشاد، وتوجيهات للجيش بعدم السماح بعبور أي قوة من شأنها زعزعة الاستقرار في تشاد».
من جهة أخرى، قال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إن البشير لن يستقبل مبعوثيْ الأمين العام للأمم المتحدة خلال قمة لشبونة التي انطلقت أمس، موضحاً أن بان «يمكنه أن يرسل المبعوثيْن إلى الخرطوم مباشرة، كما أن في إمكانه أن يتصل بالبشير أو بوزارة الخارجية السودانية».
غير أن إسماعيل أشار في تصريحه الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية إلى أن مبعوثيْ الأمين العام يمكنهما أن يجتمعا خلال قمة لشبونة مع مسؤولين سودانيين مكلفين ملف دارفور. وكان بان أعلن أنه سيرسل مبعوثيْن إلى لشبونة للحديث مباشرة مع أكبر عدد ممكن من الزعماء السودانيين حول مهمة حفظ السلام في دارفور. وأضاف أن المبعوثيْن سيحاولان أيضاً الحصول على تأكيد رسمي يفيد أن الخرطوم تخلت عن اعتراضها على خطط الأمم المتحدة إشراك وحدات من نيبال وتايلاند في القوة الدولية – الافريقية التي تعمل في الإقليم.
وأضاف إسماعيل أن البشير سيلتقي على هامش القمة الأوروبية – الافريقية نظيره التشادي إدريس ديبي الذي يتهم الخرطوم بتسليح المتمردين الذين يقاتلون جنوده في شرق تشاد. وجدد إسماعيل تأكيده أن «السودان ليس له أي علاقة بما يجري في تشاد».
على صعيد آخر، أغلق قدامى العسكريين في الجيش السوداني كل الطرق المؤدية بين الخرطوم وولاية النيل الأزرق ظهر أمس، احتجاجاً على تأخر صرف مستحقاتهم المالية. ومنع مئات من متقاعدي الجيش حركة السيارات المتجهة إلى مناطق الخرطوم بحري وبري والمنشية وامتداد ناصر، والمركبات المتجهة إلى وسط الخرطوم من تلك المناطق، ما أدى إلى شلل حركة السير لأكثر من ساعة، قبل أن تبدأ سيارات الشرطة في توجيه المركبات بتغيير مساراتها منعاً لتكدس السيارات في وسط المدينة.
وفرضت الشرطة العسكرية طوقاً أمنياً على المكان، فيما وقف عناصر شرطة العمليات من دون أن يتدخلوا، مكتفين بمراقبة الموقف عن كثب. ونجحت مفاوضات قادها اثنان من ضباط الجيش في إقناع المحتجين بفض التظاهرة بعد وعد بصرف مستحقاتهم غداً الاثنين