وقّعت الحكومة السودانية والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد»، أمس، اتفاق «سوفا» الذي يحكم وضع القوات المشتركة في الإقليم والإطار القانوني لعمل البعثة التي يُفترض أن تضم 26 ألف عنصر وعلاقاتها مع الجهات السودانية وبقية الأطراف.
ووقّع الاتفاق عن الجانب السوداني وزير الخارجية دينق الور وعن البعثة رئيسها رودلف أدادا. وتضم القوة المشتركة حالياً نحو تسعة آلاف عنصر فقط معظمهم من الدول الافريقية.
واعتبرت الحكومة السودانية الاتفاق خطوة لمساعدة أهل دارفور وأكدت دعمها ومساندتها لتسهيل مهمات «يوناميد»، ونفى وزير الخارجية دينق الور في رده على اسئلة الصحافيين وجود خلافات حول وضع القوات، وأضاف: «لو كانت هناك خلافات لما وضعنا هذا الاتفاق». وأكد في المؤتمر الصحافي المشترك مع أدادا تعاون الحكومة السودانية الكامل مع البعثة المشتركة «يوناميد» لانجاح مهمتها في دارفور، مبيّناً أن حماية أهل الإقليم هي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة الاتحادية في حين أن جهود المجتمع الدولي ليست إلا صورة من صور الدعم والمساعدة في تأمين الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن الصبغة الافريقية ستكون هي الغالبة في العملية، لافتاً إلى أن توقيع الاتفاق يمثل إشارة البداية في مسيرة التعاون بين الحكومة و «يوناميد».
أما أدادا فقال: «بتوقيعنا اتفاق وضع القوات المشتركة فى دارفور تكون «يوناميد» بدأت عملها بشرعية كاملة في دارفور». وأعرب عن أمله في أن تتكامل جهود كل الأطراف من أجل انجاح العملية المشتركة في دارفور، مشيراً إلى أن الاتفاق قنن وجود البعثة المشتركة وعملها في السودان فضلا عن احترامها القوانين الوطنية والمحلية.
وأضاف أدادا ان الوثيقة «ستكون دستوراً لنا خلال المرحلة المقبلة وستمثل تفاهماً كاملاً مع الحكومة وهي مهمة جداً لأهل السودان ودارفور».
ولاحظ مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبدالحليم ان الاتفاق قنن عمل البعثة وعلاقاتها مع الجهات السودانية والأطراف الأخرى، غير انه لم يعالج الجدول الزمني لوصول القوات، موضحاً أن هذا ستتحكم فيه الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، معلناً اكتمال وصول كتيبتين من إثيوبيا ومصر بنهاية آذار (مارس) المقبل، مشيراً إلى استمرار العملية طيلة العام.
وأضاف عبد المحمود أن الاتفاق راعى سيادة السودان ووحدته وقوانينه المحلية كما عالج علاقة البعثة مع القضاء السوداني في شأن ارتكاب اعضائها لأي مخالفات، إضافة إلى معالجته الامتيازات والحصانات والمسائل الخاصة باتصالات البعثة والوسائط الإعلامية لها.
إلى ذلك، يتوجه مستشار الرئيس الدكتور مصطفى اسماعيل ووزير الخارجية دينق الور الى واشنطن اليوم. وقال ألور للصحافيين إن الزيارة تأتي لتحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطن وازالة العقبات التي تقف في طريق تطبيعها، والنظر في قضية المعتقلين السودانيين في غوانتانامو، إلى جانب بعض القضايا التي لم يكشف عنها. وأضاف أن اصلاح العلاقات الخارجية للسودان يُعد أولوية قصوى بما في ذلك اجراء مصالحة مع بعض الدول خصوصاً أميركا والدول الغربية.