تواصل اللجنة الدولية في السودان تركيزها على العمل الإنساني في المنطقة في حين تستمر محادثات السلام الخاصة بدارفور. وتحافظ اللجنة الدولية على مرونتها في التعامل مع ظروف انعدام الأمن السائدة وذلك في محاولاتها للوصول إلى الجماعات الريفية المحتاجة للمساعدة. ومما يؤسف له أن هناك الكثير من السكان الذين يتعذر على اللجنة الدولية الوصول إليهم ولا تتم الاستجابة لاحتياجاتهم.
قريضة
إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي المنظمة الإنسانية الوحيدة التي تقوم بعملية واسعة النطاق في مخيم قريضة جنوب دارفور الذي يديره طاقم كبير من الموظفين الدوليين. وتواصل اللجنة هناك توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين.
وفي بداية شهر أبريل/نيسان كان أكثر من 100.000 شخص قد تلقوا حصتهم الشهرية من السرغوم والعدس والملح والسكر والصابون.
وتؤمن اللجنة الدولية المياه لمخيم قريضة وتُعنى بصيانة نظام توفير المياه, وتقوم ببناء المزيد من المراحيض لتحسين الظروف الصحية داخل المخيم. ويساعد فريق يتألف من 50 متطوعاً من الهلال الأحمر السوداني سكان المخيم على التخلص من النفايات وجثث الحيوانات في أماكن خاصة خارج مدينة قريضة تم تحضير حفر فيها لدفن القمامة.
وتقوم اللجنة الدولية أسبوعيا في مركز التغذية العلاجية والتكميلية الذي تديره بالتعاون مع الصليب الأحمر البريطاني والصليب الأحمر الاسترالي, برعاية 700 طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية. وتتم معالجة هؤلاء الأطفال ضد أمراض الديدان ويتلقون, بالإضافة إلى الرعاية الصحية الأساسية مكملات من الفيتامين ووجبات غذائية خاصة تؤمن لهم ما يعادل 1.500 وحدة حرارية في اليوم.
هذا وتتم يومياً في العيادة الرئيسية في المخيم, التي تديرها اللجنة الدولية, استشارات طبية يقارب عددها 400 استشارة لأمراض جهاز التنفس والإسهال وداء البلهارسيا وعلل أخرى. وتقوم القابلات اللواتي تتولين رعاية الأم والطفل الصحية بأربعين أو خمسين استشارة سابقة للولادة وتلقحن حوالي 30 طفلاً يومياً. وقام فريق اللجنة الدولية الجراحي الميداني المتنقل بالتوجه مرتين خلال الشهرين الماضيين إلى مستشفى قريضة حيث قام بإجراء عمليات لتسعة مرضى.
وإلى جانب عملها على تأمين الاحتياجات الأساسية لسكان المخيم, تساعد اللجنة الدولية كذلك الأشخاص الذين عادوا إلى قراهم خاصة عبر إعادة إنعاش الإنتاج الزراعي وتأمين توفر المياه. وتكمن استراتيجية اللجنة الدولية في دارفور بشكل عام في التركيز على المناطق الريفية النائية ومساعدة سكانها على التوصل إلى الاكتفاء الذاتي لمنع انتقال طالبي المساعدة إلى المراكز الحضرية.
وفي الأسابيع القادمة وقبل موسم الأمطار ستقوم اللجنة الدولية بتوزيع لوازم منزلية ضرورية كأواني المطبخ والمشمَّعات والبطانيات والفرش والملابس والأوعية على 3.500 عائلة من المقيمين أو العائدين إلى القرى المحيطة بقريضة.
إعادة لم شمل العائلات
تواصل اللجنة الدولية متابعة حالات العائلات التي فرقها النزاع خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال. فعلى سبيل المثال, قامت اللجنة الدولية في أواخر شهر أبريل/نيسان بجمع شمل فتاة في سن الخامسة عشرة وأمها في الجنينة شرقي دارفور. وكانت الفتاة تعيش مع عائلة حاضنة وجدتها في سبتمير/أيلول 2003 لدى اندلاع النزاع. وقررت العائلة, خوفاً على أمنها, النزوح إلى زالنجي وأخذت الفتاة معها. ووجدت اللجنة الدولية الأم في الجنينة ونقلت الفتاة من زالنجي إلى هناك.
يعيق تقلب الأوضاع في دارفور جهود البحث عن المفقودين التي يقوم بها متطوعو وموظفو اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد قامت اللجنة الدولية بجهد مميز لتدريب متطوعي الهلال الأحمر السوداني على العمل في المناطق التي يتعذر أو يستحيل على أطقم اللجنة الدولية الوصول إليها. ويقوم المتطوعون باستمرار بتوزيع رسائل الصليب الأحمر ويبحثون بفعالية عن المفقودين وخاصة الأطفال الذين يفتش عنهم أقرباؤهم.
نشر القانون الدولي الإنساني في جنوب السودان وفي كافة أنحاء البلاد
تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفقاً للمهمة الموكلة إليها بتعزيز التوعية بالقانون الدولي الإنساني والتأكد من احترامه وتعقد بانتظام حلقات إعلامية لحملة السلاح. وقد عقدت مؤخراً عدة حلقات من هذا النوع في منطقتي رمبيك وملاكال حضرها 40 ضابطاً من كبار ضباط الجيش الشعبي لتحرير السودان و 400 عضو سابق في الميليشيات المسلحة التي انضمت مؤخراً إلى القوات المسلحة السودانية. وقد جاء ذلك في إطار تنفيذ مقتضيات اتفاق السلام الشامل.
بالإضافة إلى ذلك, تعمل اللجنة الدولية مع القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان عل إدخال أحكام القانون الإنساني في حلقات التدريب والعمليات.
هذا وتقوم اللجنة بانتظام بتذكير المجموعات المسلحة والميليشيات بالقواعد الأساسية الواجب تطبيقها في أوقات النزاع وتتحدث مع كافة الأطراف لتأمين وصولها إلى من يحتاجون للمساعدة في دارفور.
التعاون مع الهلال الأحمر السوداني
تدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الهلال الأحمر السوداني منذ سنوات عديدة وذلك بهدف تعزيز قدراته في المجالات التالية: نشر القواعد والقيم الأساسية, إعادة الروابط العائلية والتأهب لحالات الطوارئ ومواجهتها.
وقامت الجمعية العامة للهلال الأحمر السوداني التي عقدت في ميداني (في ولاية الجزيرة) في أوائل شهر أبريل/نيسان, بانتخاب لجنة مركزية جديدة اختارت من صفوفها لجنة تنفيذية تتألف من عشرة أعضاء. وقد تم انتخاب الدكتور حبيب مثوم, الوالي السابق لولاية جنوب كردوفان رئيساً, وممثل عن جنوب السودان, السيد «مارك أكيو» من جوبا نائباً للرئيس.
وقد وافقت الجمعية العامة على إضافة تعديلات على تركيبتها مؤكدة على بقاء الهلال الأحمر السوداني كجمعية وطنية واحدة ذات هيئة تنفيذية واحدة وشعار مميز واحد. واعتمدت رسمياً إنشاء » أمانة عامة جنوبية» تكون مسؤوليتها الإدارة والتعاون. والهدف من ذلك تعزيز دور الهلال الأحمر السوداني في جنوب السودان وتوسيع قاعدته من المتطوعين وفتح فروع في مناطق لا وجود لها فيها.
وفي جنوب السودان, كيّفت اللجنة الدولية أنشطتها لتستجيب إلى الاحتياجات المتنامية في حالات ما بعد النزاع. وقد ركّزت على بناء القدرات لنشر القانون الدولي الإنساني (لحكومة جنوب السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان) وإعادة التأهيل البدني ودعم الهلال الأحمر السوداني في مساعدة السكان الأكثر ضعفاً.