قالت حركة جيش التحرير السوداني المسلحة في اقليم دارفور وهي المنظمة الوحيدة التي وقعت على اتفاقية سلام مع الحكومة السودانية انها تنوي المشاركة في المحادثات التي ستجري في ليبيا في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال سيف هارون المتحدث باسم الحركة لبي بي سي ان حركته لا زالت ملتزمة بالحل السلمي، وأضاف ان الحركة تقوم بعملية مراجعة لعلاقتها بالحكومة السودانية.
وكانت الحركة قد اتهمت قوات الحكومة السودانية بمهاجمة بلدة المهاجرية التي تسيطر عليها، واسفر الهجوم عن مقتل اكثر من 45 شخصا بينما لا يزال اكثر من 80 شخصا في عداد المفقودين، واشارت الحركة الى مقتل 5 واصابة ثمانية من عناصرها.
وقد نفت الحكومة السودانية أن يكون الجيش هو من قام بالهجوم، الا أن قائد قوات الاتحاد الافريقي في دارفور الجنرال مارتن لوثر أجواي قال ان طائرات قصفت بلدة مهاجرية في دارفور الاثنين.
وأضاف الجنرال اجواي الذي يقود قوة من 7000 جندي لبي بي سي ان «القوات الحكومية السودانية وحدها تملك طائرات.»
وصرح ناطق باسم حركة جيش التحرير السوداني ان الهجوم اسفر ايضا عن اصابة عدد كبير من السكان.
وقد تولت قوات حفظ السلام الافريقية معالجتهم واضاف ان» العديد من الجثث ما تزال ملقاة في طرقات البلدة وقد بدا على العديد منها وكأنها تعرضت لعمليات اعدام».
وقالت الحركة ان «هجوم الجيش السوداني على البلدة هو بمثابة طعنة في الظهر».
يذكر ان حركة جيش التحرير السوداني بزعامة ميني ميناوي الذي يحتل منصب مساعد للرئيس السوداني، كانت قد وقعت على اتفاقية ابوجا للسلام في اقليم دارفور عام 2006 يينما رفضت الحركات الاخرى في الاقليم التوقيع عليه واستمرت في حمل السلاح ضد قوات الحكومة السودانية ومليشيا الجنجويد الموالية لها.
كما اشارت تقارير اخرى الى وقوع اشتباكات بين الحركة والجيش السوداني في بلدة التينة قرب الحدود التشادية.
ويشير المراقبون الى ان الاشتباكات الحالية تعتبر محاولة لكسب مزيد من الارض قبيل بدء مفاوضات السلام المزمع اجراؤها اواخر هذا الشهر في ليبيا.
حشود عسكرية سودانية
من جانب اخر قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشيونال) إنها تلقت تقارير تفيد بأن حشودا من قوات الجيش السوداني تتجمع باعداد كبيرة في 6 مدن على الأقل في اقليم دارفور.
وأضافت أنها تعتقد أن القوات الحكومية تريد مهاجمة تلك المنطقة التي تخضع لسيطرة جماعات المعارضة المسلحة قبل بدء محادثات السلام المقرر عقدها في ليبيا قبل نهاية الشهر الجاري.
وجاء الهجوم على مهاجرية بعد عشرة ايام فقط من هجوم على قاعدة للاتحاد الافريقي في حاسكانيتا نفذه مسلحون، ونسب وقتها للمتمردين. وقد لقي 10 جنود حتفهم في ذلك الهجوم كما سرقت معدات أو دمرت.
وتقول مراسلتنا في الخرطوم امبر هينشو ان هذه الحملة الاخيرة من اعمال العنف القت بظلالها على محادثات السلام المقبلة في ليبيا.
بريطانيا تحذر
ان زعماء الحركة المسلحة في اقليم دارفور الذين يرفضون حضور محادثات السلام المقبلة يتنازلون عن حقهم في تمثيل السكان
مارك مالوك براون وزير الدولة البريطاني للشؤون الافريقية
وقد حذرت بريطانيا الثلاثاء الجماعات المتمردة بدارفور من مقاطعة محادثات السلام في ليبيا بعدما اشترط زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد النور المتواجد بباريس نشر قوات لحفظ السلام في دارفور للمشاركة فيها.
كما ان فرنسا كانت قد هددت بطرد النور من فرنسا ان هو رفض المشاركة في المحادثات.
لكن حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة رفضتأ تلك الضغوط، وطالبتا بوقف القوات الحكومية هجماتها قبل بدء المحادثات.
كما قالت حركة العدالة والمساواة، وهي أيضا من كبرى فصائل المتمردين بدارفور، ان التهديدات البريطانية ليست بناءة.
ودعا مسؤولون من الامم المتحدة الى توفير الوسائل اللوجستية من مروحيات وشاحنة ليتسنى للمراقبين الـ7000 المتواجدين حاليا بالقيام بعملهم على احسن وجه.
ودعا الجنرال اجواي كل الفرقاء الى التخلي عن سلاحهم لايجاد حل سلمي للازمة.