إلى عناية: البعثات الدائمة للدول الأعضاء لدى الأمم المتحدة في جنيف
نكتب إليكم، نحن المنظمات الموقعة أدناه، فيما يتعلق بالإضراب المستمر عن الطعام لأكثر من 800 سجينًا في سجن (جو) بالبحرين، متطلعين إلى استغلال فرصة الجلسة الـ 54 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والمقرر أن تبدأ في 11 سبتمبر الجاري وتمتد حتى 13 أكتوبر، للضغط على السلطات البحرينية لضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين تعسفيًا، أو رهن محاكمات بالغة الجور، بمن فيهم المدافع عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة، والدكتور عبد الجليل السنكيس. كما ندعو حكوماتكم إلى طرح قضية السجناء في جلسة المجلس من خلال بيان شفهي مشترك بين الدول، في إطار البند 4 من جدول أعمال الجلسة خلال المناقشة العامة؛ أو إثارة هذه القضية والحالات أدناه في بيانات فردية على أقل تقدير.
وفقًا للمعلومات الواردة عن الأفراد المحتجزين في السجن من بعض أفراد أسرهم، يشير مركز البحرين للحقوق والديمقراطية إلى إجبار المحتجزين في سجن (جو) على مواجهة ظروف قاسية للغاية، بما في ذلك قضاء 23 ساعة يوميًا في زنازينهم. وتتمحور مطالبهم في وضع حد للحبس الانفرادي، والسماح لهم بقضاء بعض الوقت خارج زنازينهم، والصلاة في جماعة في مسجد السجن، والسماح لهم بالزيارة دون حواجز زجاجية، والحصول على الرعاية الطبية الكافية، وحقهم في التعليم.
نحن قلقون بشكل خاص على حياة عبد الهادي الخواجة، وهو مدافع بحريني دنماركي بارز عن حقوق الإنسان، مضرب حاليًا عن الطعام احتجاجًا على سجنه الجائر وحرمانه من الرعاية الطبية العاجلة خلال احتجازه.
الخواجة، المؤسس المشارك لكل من مركز الخليج لحقوق الإنسان ومركز البحرين لحقوق الإنسان، مسجون ظلمًا منذ 12 عامًا، وتم اعتقاله عام 2011 بسبب مشاركته في المظاهرات السلمية خلال الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في البحرين، ويقضي حاليًا حكمًا بالسجن مدى الحياة في البحرين.
أصدر فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي تعليقًا عام 2012 اعتبر فيه أن استمرار احتجاز الخواجة، تسبب في تدهور صحته بشكل كبير، كما تعرض للتعذيب الجسدي والجنسي والنفسي الشديد في سجنه. فقد تقاعست سلطات السجن مرارًا عن توفير أو السماح للخواجة بالحصول على العلاج الطبي المناسب. وفي فبراير 2023، عانى الخواجة من عدم انتظام ضربات القلب، ولعدة أشهر، حرم من الحصول على العلاج الطبي رغم استمرار مشاكل القلب وخطر تعرضه للسكتة القلبية.
في 9 أغسطس 2023، بدأ الخواجة إضرابًا عن الطعام إلى جانب مئات السجناء الآخرين للمطالبة بظروف أفضل. وبعد يومين، في 11 أغسطس/آب، تم نقله لوحدة العناية المركزة في مستشفى عسكري بحريني، بسبب مشاكل خطيرة في القلب. وقد شدد طبيبه المعالج على الخطر الوشيك على حياة الخواجة، ولجأ للحقن في الوريد حتى يستقر معدل ضربات قلبه. بعدهاأٌعيد الخواجة للسجن، حيث واصل إضرابه عن الطعام. وفي28 أغسطس، تم نقله للمستشفى لفترة قصيرة، حيث أجرى الطبيب له عدة فحوصات، مؤكدًا أن حالته تستوجب مزيد من المتابعة، والرعاية الطبية العاجلة والكافية، والتي لا توفرها سلطات السجن. ووفقًا لطبيب مستقل يقدم استشارات طبية للأسرة وعلى دراية بحالة الخواجة، أكد أن حياة عبد الهادي الخواجة في خطر وشيك، نظرًا لحالته المتدهورة ومشاكله الصحية المزمنة، على نحو قد يعرضه لسكتة قلبية مفاجئة ومميتة.
وبالمثل نشعر بقلق عميق إزاء صحة الدكتور عبد الجليل السنكيس، وهو أكاديمي بحريني ومدافع عن حقوق الإنسان حائز على جوائز حقوقية، يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة في البحرين. السنكيس مضرب عن الطعام الصلب منذ 8 يوليو 2021، احتجاجًا على مصادرة سلطات السجن كتاباته المدونة بخط اليد داخل السجن. وطوال مدة امتناعه عن الطعام الصلب، يعتمد السنكيس فقط المكملات السائلة متعددة الفيتامينات والشاي مع الحليب والسكر والماء والأملاح. كما خضع الدكتور السنكيس للحبس الانفرادي وُحرم من العلاج الطبي الكافي، رغم من احتجازه لفترة في مركز كانو الطبي.
السلطات البحرينية، بما في ذلك وزارة الداخلية والأمانة العامة للتظلمات ووحدة التحقيقات الخاصة، مسئولة عن الأوضاع المتردية التي يواجها السجناء المضربون عن الطعام، إذ تشرف وزارة الداخلية على سجن (جو)، بينما قدمت الأمانة العامة للتظلمات مؤخرًا تقريرًا مضللاً حول ظروف السجن، وفقا لمركز البحرين.
أن مجلس حقوق الإنسان لم يتطرق بشكل كافي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البحرين، منذ صدور بيان مشترك بين الدول في هذا الصدد عام 2015.واليوم يستوجب الخطر المحدق على حياة المدافعين عن حقوق الإنسان ومئات غيرهم من المسجونين ظلمًا في البحرين تحرك سريع وقوي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
نرحب بعقد اجتماع مع حكوماتكم لمناقشة مزيد من التفاصيل في هذا الصدد، ونقدر وقتك واهتمامك.
المنظمات الموقعة:
- أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين
- الخدمة الدولية لحقوق الإنسان
- الديمقراطية الآن للعالم العربي
- حملة #الحرية_للخواجة
- فرونت لاين ديفندرز
- فريدم هاوس
- مؤسسة حقوق الإنسان
- مؤسسة رافتو لحقوق الإنسان
- مركز الخليج لحقوق الإنسان
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (بوميد)
- معهد البحرين للحقوق والديمقراطية
- منظمة العفو الدولية
- هيومن رايتس فيرست
- هيومن رايتس ووتش
Share this Post