نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مساء الأربعاء 13 سبتمبر، ندوة نقاشية ضمن فعاليات صالون ابن رشد، تحت عنوان «هل أصبح التعاون العربي الأوروبي في مكافحة الهجرة غير النظامية أداة لخدمة سلطوية جنوب المتوسط؟». استضافت الندوة كل من مسعود الرمضاني العضو السابق في اللجنة التنفيذية الأورو متوسطية للحقوق، وإيلينا بيزي منسقة برامج الهجرة واللجوء في منظمة الأورو-متوسطية للحقوق، وعزالدين فشير الكاتب والأكاديمي المصري، وأميرة ماركوس الناشطة الليبية في مجال حقوق الإنسان. وأدار اللقاء كريم سالم الباحث بمركز القاهرة.
استعرضت ألينا في البداية عدة نماذج للتشديد المتزايد خلال السنوات الماضية من جانب الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بشأن سياسات الترحيل والهجرة من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وآثار ذلك الكارثية من الناحية الإنسانية. مستعرضة كيف سعي الاتحاد الأوروبي، منذ 2015 بشتى الطرق، لما في ذلك من خلال تمويل الدول المصدرة للمهاجرين دون أي شروط، لمنع الهجرة والحيلولة دون وصول المهاجرين وطالبي اللجوء للأراضي الأوربية.
وفي هذا الإطار ركز مسعود رمضاني على أثر هذه التمويلات الخطير على تمكين النظم السلطوية في بلدان المنطقة، وكيف ساهم في منح مشروعية لأنظمة الاستبداد، معتبرًا أن علاقة التعاون في مجال الهجرة بين أوروبا والأنظمة الاستبدادية في المنطقة هي علاقة «ابتزاز» ثمنها الصمت الأوروبي على انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، مقابل ممارسة الأنظمة الاستبدادية دورهم كحراس لحدود أوروبا، وحصولهم على المشروعية اللازمة لوجودهم في السلطة. هذا بالإضافة إلى التهالك الاقتصادي لاقتصاديات جنوب المتوسط، والذي يدفع الحكام لتوظيف أموال المعونات من أجل دعم ميزانياتهم الضعيفة، وشراء المزيد من المعدات الأمنية، التي تساعدهم على إحكام السيطرة داخليًا.
في الإطار نفسه، أكدت أميرة ماركوس أن قيود أوروبا على تدفقات الهجرة تنامت بشكل كبير جدًا مؤخرًا، وكلما تزداد الأزمات التي تواجهها بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا ككل، كلما زاد التضييق على فرص الهجرة حتى الهجرة بشكل نظامي وقانوني. مضيفة «ما نراه اليوم من ازدياد في أعداد المهاجرين إلى أوروبا بطريقة غير نظامية هو نتيجة طبيعية لهذه الأنظمة والسياسات التي منعت الناس فرصة البحث عن حياة أفضل لنفسها وعائلاتها بطرق قانونية».
ولكن عز الدين فشير أعتبر أن هذه ليست مسئولية الدول الأوروبية، إذ أن الأسباب الحقيقية للأزمة تكمن في غياب فرص الحياة الكريمة لهؤلاء المهاجرين داخل بلدانهم، ومن ثم يتحول أملهم كله للهجرة سواء بشكل نظامي أو غير نظامي. ومن ثم فالمشكلة تكمن ليس فقط في سلطوية أنظمة الحكم في دول المنطقة، وإنما في ضعف وفشل هذه الدول؛ قائلاً: “نحن دول ضعيفة اقتصاديًا وسياسيًا، هذا الضعف الواضح في اهتراء الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الداخلية، يجعلنا دائمًا في موقع الدول المتطلعة للمساعدة (التي تطلب) والأكثر استعدادًا لتقديم تنازلات. وما لم يتم علاج هذا الفشل ستتواصل الهجرة وسيستمر استخدمها السياسي.”
شاهدوا التسجيل الكامل للندوة هنا:
Share this Post