في اليوم العالمي للمهاجرين والذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، يّذكر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالأوضاع المزرية غير الإنسانية للمهاجرين المحتجزين في أماكن احتجاز غير قانونية وغير آدمية في مختلف أنحاء ليبيا، رغم اعتراف الممثلة الخاصة بالإنابة ستيفاني ويليامز، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين بأن ليبيا “بلد غير آمن للإنزال”.
وإذ يكرر مركز القاهرة إدانته لانتهاكات حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين علي يد مجموعات مسلحة مفوضة رسميًا من السلطات التنفيذية الليبية، ويستنكر تعاون دول الاتحاد الأوروبي مع تلك المجموعات المسلحة لإجبار المهاجرين على العودة قسرًا لليبيا، يتيح المركز للمرة الأولى غدًا الجمعة 18 ديسمبر 2020 الفيلم التسجيلي القصير “خلف القضبان” للمخرج الليبي محمد لاغا، والذي نجح في تصوير أحداثه في مركز إيواء المهاجرين- الكراريم، في مصراتة، مقدمًا لمحة عن الظروف المعيشية المروعة للمهاجرين في أماكن الاحتجاز في ليبيا.
تشير أحدث التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات ائتلاف المنصة الليبية، إلى أن ما لا يقل عن3200 لاجئًا ومهاجرًا قيد الاحتجاز حاليًا في المراكز الرسمية في ليبيا. وخلال هذا العام وحتى 3 ديسمبر الجاري أُعيد ما لا يقل عن 10950 مهاجرًا قسراً لليبيا؛ ولقي 728 مهاجرًا على الأقل حتفهم غرقًا أثناء محاولتهم مغادرة ليبيا. هذا بالإضافة إلى توثيق وقائع خطف وتعذيب لعدد كبير من المهاجرين، ووقوع بعضهم ضحايا لجماعات الإتجار بالبشر، ففي مركز احتجاز زليتين- على سبيل المثال- تؤكد الشهادات الموثقة أنه تم بيع ما لا يقل عن 60 مهاجرًا من بنجلاديش في الأشهر الأخيرة.
المعانا التي يجسدها هذا الفيلم – مع العلم أن مركز الكراريم أفضل حالاً من مراكز إيواء أخرى استحال تصويرها- تجدد المطلب الحقوقي الدائم الموجهة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بمراجعة سياساتهم المتعلقة بالهجرة، وإدارة الحدود ومراقبتها. ووقف تقويض الصكوك والاتفاقيات الدولية الحامية للمهاجرين، ووقف الدعم الممنوح للكيانات الليبية المشاركة في انتهاك حقوقهم– بما في ذلك جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وخفر السواحل الليبية- الثابت تورطهم في انتهاكات جسيمة كالإعادة القسرية والتعذيب والإتجار بالبشر، في سياق من الإفلات التام من العقاب.
وفي هذا العام ضاعف تفشي وباء كوفيد-19 من مأساة المهاجرين، فإلى جانب نقص الغذاء والنظافة والرعاية الصحية وإساءة المعاملة وقيود الحركة والتواصل، يهدد الوباء حياة الآلاف من المهاجرين المحتجزين، كما تسببت هذه الجائحة في تأجيج مشاعر الكراهية العنصرية تجاه المهاجرين بين السكان المحليين. هذا بالإضافة إلى تعرض المهاجرين للقتل أو البيع أو الاستغلال أو الاتجار سواء من قبل السلطات الليبية أو الجماعات المسلحة التابعة لها، فضلاً عن تقارير تفيد بترك المهاجرين عن قصد للموت أو الجوع أو الغرق، وإعاقة عمليات البحث عنهم وإنقاذهم.
أنتج مركز القاهرة هذا الفيلم ضمن مشروع أوسع تم إطلاقه في يوليو 2017 لدعم الشباب الليبي في تجسيد معاناتهم من خلال الفن. وفي إطار هذا المشروع، تم إنتاج 8 أفلام قصيرة تتناول موضوعات مثل وضع المهاجرين والنازحين داخليًا والعنف المنزلي وحرية التعبير وعمليات الاختطاف في ليبيا. وقد تم عرض بعضها في مهرجانات متخصصة في تونس وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا.
الصورة: رويترز / عصام عمران الفيتوري
Share this Post