في 19 مارس 2024، لقي 9 مدنيين حتفهم فيما أصيب 7 آخرين نتيجة تفجير جماعة أنصار الله (الحوثي) لمنزل سكني في حي الحفرة بمدينة رداع في محافظة البيضاء جنوبي شرق صنعاء، ضمن هجوم جديد يعكس مدى استخفاف الحوثيين بحياة المدنيين في اليمن، بما في ذلك توظيفهم عمليات الهدم بشكل عقابي بحق المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها. مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومنظمات الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان يطالبون بسرعة إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة حول هذا الهجوم وغيره من الجرائم الأخرى ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي أدت إلى تفاقم الانتهاكات المرتكبة من كل أطراف النزاع في اليمن.
بحسب مقابلات أجراها مركز القاهرة مع شاهد عيان وثلاثة من العاملين في مجال حقوق الإنسان، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم خوفًا من الاستهداف؛ حاصرت مدرعة منزلًا سكنيًا، في الخامسة من فجر الثلاثاء 19 مارس، واقتحمت قوات الأمن المنزل، وأجبرت سكانه على المغادرة. وبعدما فتشته وضعت المتفجرات داخله، في تجاهل تام لمناشدات السكان بعدم الإضرار بالمنزل؛ وتحذيرهم من احتمالية الإضرار بالمنازل المحيطة نتيجة تكدس المباني السكنية بالمنطقة. وبحسب شاهد عيان، فجر الحوثيون المنزل في السادسة والنصف صباحًا، الأمر الذي أسفر عن انهياره، وألحق أضرارًا جسيمة بخمسة منازل أخرى مجاورة. وقد حصل مركز القاهرة على قائمة بأسماء 9 أشخاص لاقوا مصرعهم جراء التفجير، بينهم طفلين و3 نساء من أسرة واحدة، فضلًا عن إصابة 7 أشخاص أخرين. وبحسب شهود العيان ومقاطع الفيديو التي اطلع عليها المركز، تقاعست السلطات عن إجراء أية عمليات إنقاذ، واقتصر الأمر على محاولات سكان المنطقة انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
في اليوم التالي، أصدرت جماعة الحوثيين بيانًا رسميًا جاء فيه أن الحادث كان نتيجة «خطأ ارتكبه بعض رجال الأمن» الذين «استخدموا القوة المفرطة وغير القانونية» دون أوامر من قادتهم أو من وزارة الداخلية. وأضاف البيان أن وزارة الداخلية شكلت لجنة تحقيق لتقديم الجناة للعدالة. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن حوادث القتل والدمار التي حدثت في وقت سابق، حظي جميع مرتكبيها بإفلات تام من العقاب.
الهجوم الأخير على حي الحفرة من المرجح أنه جزء من نزاع عنيف بين قوات الحوثيين وصاحب المنزل المستهدف، إبراهيم الزيلعي. إذ كانت قوات الحوثيين قد ارتكبت انتهاكات عديدة بحقه، وثمة مزاعم أنها تسببت في مقتل شقيقه، لكن لم يتم التحقيق في هذه الادعاءات على النحو الواجب، ولم يُحاسب الجناة.
هذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها ضحايا مدنيين نتيجة هجمات الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم؛ فوفقًا لتقرير صادر عن مواطنة لحقوق الإنسان، ارتكب الحوثيون 53 هجومًا خلال عام 2021 فقط، في الحديدة وتعز ومأرب والبيضاء والضالع ولحج وعدن. ويزعم أن هذه الهجمات أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وحتى الآن، لم يُحاسب أحد على هذه الهجمات.
Share this Post