قالت حركة العدل والمساواة، وهي حركة مسلحة في اقليم دارفور ان الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي طرحا عليها «خريطة طريق» للحل السياسي للازمة في الاقليم المضطرب. وهددت «العدل والمساواة» بالدخول في مفاوضات منفردة مع الحكومة حال عدم تمكن وصيفتها المسلحة في دارفور «حركة تحرير السودان» من توحيد فصائلها المختلفة في غضون شهرين.
وقال نائب الامين السياسي للحركة عبد العزيز عشر ان الرئيس خليل إبراهيم الذي شمله الحظر الاميركي على السودان، أبلغ وفدا مشتركا من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي استعداد حركته للتفاوض، واشترط على الوسطاء الالتزام والاقتناع بتحقيق المطالب العادلة لاهل دارفور.
وذكر عشر في تصريحات ان وفدا برئاسة ديقا هستو ممثل الام المتحدة وسام ايبوك عن الاتحاد الافريقي التقى اول من امس في احد المواقع التى تسيطر عليها الحركة في دارفور بخليل ابراهيم وعدد من القيادات السياسية والعسكرية وطرح عليهم خريطة طريق للحل السلمي في دارفور. وقال عشر ان الخطة ترتكز على توحيد فصائل حركة تحرير السودان تمهيدا للتفاوض الذي حددت له جدولاً زمنياً لا يتجاوز يوليو (تموز) المقبل على ان تكون الوساطة مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. واشار عشر الى اتصال هاتفي بين دكتور خليل وسالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي لدارفور اثناء الاجتماع بحثا فيه ترتيبات للقاء يجمعهما بغرض الاتفاق على تجاوز ما سماه عشر بالماضي والموافقة على وساطة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة.
وذكر عشر ان قيادات الحركة ابلغت الوسطاء بضرورة الاتفاق على اطار بموجبه تحقق مطالب أهل دارفور ويتيح دورا لدول الجوار والمجتمع الدولي والمانحين المشاركة في الحل، مشترطين عدم مشاركة الصين التي اتهموها بمساعدة الحكومة في حرب دارفور. ودعا الاجتماع الى توحيد المبادرات المطروحة ودمجها في المبادرة الاممية المشتركة. ووصف عشر الاجتماع بانه ايجابي وأسس لشراكة جديدة بين الاطراف تمكن من الوصول لحل الازمة. وقال عشر ان الحركة ابلغت الوسطاء باستعدادها للتفاوض غير انها استعجلت توحيد حركة تحرير السودان، واضاف ان العدل والمساواة لا يمكنها ان تتفاوض مع فصائل شتى تتجاوز 13 فصيلاً على حد تعبيره.
وقال ان الاجتماع ابلغ الوسطاء بان الحركة على استعداد للتفاوض منفردة اذا فشلت حركة تحرير السودان في توحيد فصائلها في مدة تتراوح ما بين 45 الى 60 يوما. ونفى بشدة ان تكون فكرة جبهة الخلاص ماتت رغم اقراره بعدم التمكن من تشكيل هياكلها الى الآن، وقال ان هذه الخطوة تم تأجيلها لوقت لاحق محملا انشقاقات حركة تحرير السودان المسؤولية فى ذلك. من جهة اخرى، دعا الناطق باسم حركة العدل والمساواة، احمد حسين، حركات تحرير السودان الرافضة لابوجا الى الإسراع بالتوحد، معتبرا ان ذلك يعطي أملا في الوحدة والتماسك من اجل حقوق اهل دارفور، وقال «نحن مطمئنون بان الإخوة في حركة تحرير السودان مستشعرون للمسؤولية التاريخية الملقاة علي عاتقهم».
وفي نفس الوقت، رفض الناطق باسم حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا، عصام الحاج، ما سماه الوصاية من رئيس حركة العدل والمساواة على توحيد حركات التحرير. وطالبه بأن يتحدث عن حركة العدل والمساواة فقط فاتحا امامها الباب للتفاوض مع الحكومة السودانية بشكل منفرد اذا أرادت. وقال اذا كانت هناك اسباب لتصريحاته ودوافع دولية نأمل الا ينعكس ذلك على موقف حركته في البحث عن حقوق اهل دارفور والا تصبح الدوافع الشخصية سببا عن تنازل الحركة المستحسنة جماهيريا. وترك الحاج في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» الباب مفتوحا امام كل الاحتمالات للاجتماع المزمع عقده في احدى العواصم الأوروبية لجمع حركات تحرير السودان المنشقة على نفسها، وقال ان موفدا من الاتحاد الاوروبي يبحث مع الحكومة إجراءات نقل القيادات الميدانية من داخل دارفور.
Share this Post