أكدت دراسة صادرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أنه في الوقت الذي احتلت فيه الأزمة الإنسانية في دارفور قمة الاهتمام العالمي في السنوات الثلاثة الماضية، باعتبارها الأسواء منذ مذابح رواندا- على حد قول كوفي عنان سكرتير عام الأمم المتحدة- إلا أن المواقف الرسمية والغير رسمية العربية اتسمت بالمحدودية أو التجاهل أو إنكار ما يحدث من انتهاكات وفظائع ضد الإنسانية، وُثِقَّت بواسطة فريق بعثة تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة، والذي ضم في عضويته السيد محمد فائق الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
الدراسة التي أعدها الباقر العفيف الباحث السوداني والمدير السابق للحملات بمنظمة العفو الدولية رصدت وحللت ردود الفعل الإعلامية العربية ومواقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبعض المفكرين الإسلاميين ذائعي الصيت في المنطقة فضلا عن الأحزاب السودانية من جرائم دارفور.
الدراسة والتي صدرت مؤخراً بعنوان “ما وراء دارفور: الهوية والحرب الأهلية في السودان” تسعى إلى التركيز على إشكالية الهوية في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات كأحد مداخل تفسير الصراعات الأهلية الممتدة في السودان منذ الخمسينيات من القرن الماضي كمحاولة للتنقيب عن الجذور الأكثر عمقا للحرب في السودان التي تكمن بحسب الباحث في الهوية العرقية إلى جانب الأسباب السياسية والاقتصادية والتنموية.
Share this Post