ممارسات تكرس السيطرة علي الإعلام ”
[spoiler effect=”slide” show=”التفاصيل” hide=”التفاصيل”]
في أول أغسطس 2012 تسلم صلاح عبد المقصود حقيبة وزارة الإعلام، في إشارة مقلقة إلي إصرار مؤسسة الرئاسة على وجود وزارة للإعلام تتبع السلطة التنفيذية وتوجيهاتها، وإحكامًا لسيطرة حزب الحرية والعدالة علي المنظومة الإعلامية، قام مجلس الشورى -الذي يسيطر عليه أغلبية من حزب الحرية والعدالة- بتعيين مجموعة جديدة من رؤساء تحرير الصحف القومية؛ كانت محل انتقاد معظم أهل المهنة ومتخصصيها، كونها لا تعبر عن رغبه في إحداث إصلاح حقيقي في المؤسسات الصحفية.
سياسة قصف الأقلام التي اتبعتها الصحف اليومية بعد تغيير رؤساء تحريرها، تعكس تكذيبًا واضحًا لما تعهدوا به ووزير الإعلام بأن تصبح وسائل الإعلام المملوكة للدولة ساحة تتنوع فيها الآراء وتختلف فيها الانتماءات، حيث قامت صحيفة الأخبار اليومية بمنع نشر مقال للكاتبة عبلة الرويني بعنوان “أخونة الصحافة” في ٩ أغسطس ٢٠١٢ بعد أن رفضت الكاتبة طلب الصحيفة بتخفيف نبرتها الحادة ضد الإخوان. وفي سياق متصل منعت الجريدة نفسها مقال للروائي يوسف القعيد بعنوان “لا سمع ولا طاعة” يوم الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٢، يتناول فيه حادثة مدينة الإنتاج الإعلامي -والتي تعرض أثناءها بعض الإعلاميين للهجوم من قبل من اتهموا بأنهم أنصار جماعة الأخوان المسلمين- وأخيرًا تم منع صفحة الآراء الحرة كاملة من جريدة الأخبار مما أدي إلي إلغاء المقال الأسبوعي للكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد. وفي جريدة الأهرام تم منع نشر مقال الكاتب والمحامي ثروت الخرباوي والقيادي الاخواني السابق الذي كان بعنوان “ليت الذين يحكمونا يفهمون”.
في 8 أغسطس 2012 قامت مجموعة يُقال أنها من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي وممارسة اعتداءات لفظية وبدنية علي رواد المدينة، كما تم التعدي بالضرب علي الإعلامي خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة وموقع اليوم السابع ، المعروفان بمواقفهما النقدية للجماعة ورئيس الجمهورية ولقد تم فتح تحقيق في نيابة أول أكتوبر في الواقعة الثانية ولم تظهر نتيجة التحقيقات حتى الآن.
في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس مرسي أنه لن تُصادر صحيفة أو تغلق قناة في عهده ، قامت إدارة مكافحة جرائم المطبوعات بوزارة الداخلية بمصادرة عدد جريدة الدستور الصادر بتاريخ 11 أغسطس، وذلك وفقًا لقرار إداري يفيد بالمصادرة، وهو القرار الذي أيده فورًا رئيس محكمة الجيزة الابتدائية ليلة المصادرة، ورغم رفض مطابع الجمهورية تسليم قوات الشرطة “الزنكات” الخاصة بالعدد وإصرارها علي طباعة العدد، نظرًا لعدم وجود سند قانوني للمصادرة، قامت قوات الداخلية بمصادرة أعداد الجريدة من الأكشاك. كما أنه تم استدعاء رئيس تحرير جريدة الدستور إسلام عفيفي للتحقيق معه في قضية إهانة الرئيس والتحريض علي الفوضى بالمجتمع في أثناء أول 60 يومًا من رئاسة الدكتور محمد مرسي.
في ٩ أغسطس صدر قرار إداري بوقف بث قناة الفراعين لمدة ٤٥ يومًا وتم توجيه الإنذار لها بسحب الترخيص. والملفت هنا هو أن نيابة أمن الدولة هي التي تحقق في ثلاث بلاغات مُقدمة ضد رئيس قناة الفراعين توفيق عكاشة بتهمة إهانة الرئيس والتحريض علي قتله.
في 23 أغسطس تمت إحالة رئيس تحرير جريدة “الدستور” المصرية “إسلام عفيفي” للمحاكمة بالمخالفة للقانون الذي يشترط إخطار النقابة بموعد التحقيق مع الصحفي وحضور ممثل عن نقابة الصحفيين لكافة التحقيقات مع أي صحفي فيما يتعلق بجرائم النشر. وتمت إحالة “عفيفي” إلى “محكمة جنايات جنوب الجيزة” برئاسة المستشار “محمد فهيم درويش” الذي رفض سماع الدفاع، وأمر بالحبس الاحتياطي بحق “عفيفي” والتحفظ عليه على ذمة قضية “إهانة الرئيس محمد مرسي ونشر أخبار كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالمصلحة العامة”.
فوجئت الإعلامية بالتلفزيون المصري هالة فهمي، الأحد 26 أغسطس بعد توجهها إلى مبنى التليفزيون، بعدم وجود تصريح دخول لضيوف الحلقة الجديدة لبرنامجها” الضمير”، وأنه بصعودها إلى الاستديو، فوجئت بعدم وجود الديكور الخاص ببرنامجها، وفوجئت بمن يخبرها بأن البرنامج تم إلغاءه. حررت هالة فهمي محضر بقسم شرطة بولاق، ضد وزير الإعلام صلاح عبد المقصود ورئيس القناة الثانية ممدوح يوسف ورئيس قطاع التليفزيون عصام الأمير، بسبب منعها من تسجيل حلقة برنامجها دون إبداء أسباب. وأكدت بمحضر الشرطة أن السبب وراء القرار يرجع إلى آخر حلقة تم بثها عبر برنامجها، حيث كان موضوع الحلقة متعلق بالضمير الإعلامي وفضح الفساد المالي والإداري المتفشي في جهاز الإعلام الحكومي، كما ناقشت ظاهرة التخوف من “أخونة الإعلام”.
كذلك صار يعاقب موظفي ماسبيرو إذا تطرقوا بالنقد للحكومة أو رئيسها، أو سياسات الرئيس وقراراته، بل وصل الأمر إلى معاقبتهم في حالة صمتهم عن نقد ضيوف البرامج المتلفزة لسياسات الرئيس دون أن يقوموا بالرد على تلك الانتقادات، وهو ما حدث مؤخرا مع طاقم برنامج نهارك سعيد الذي تم استدعائه للتحقيق بسبب انتقاد أحد الضيوف لحزب الحرية والعدالة الحاكم.
[/spoiler] |