في ديسمبر 2023، ورغم تحذيرات 55 منظمة مجتمع مدني، توصل المشرعون الأوروبيون لاتفاق سياسي بشأن ميثاق الاتحاد الأوروبي الجديد للهجرة واللجوء، يمثل استمرارًا لعقد من السياسة التي أسفرت عن انتشار انتهاكات الحقوق في أوروبا، فضلًا عما سيفرضه من آثار مدمرة على الحق في الحماية الدولية بداخل الاتحاد الأوروبي، إذ يمنح الضوء الأخضر لارتكاب انتهاكات في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك التمييز العرقي، والاحتجاز التعسفي، والترحيل القسري.
وغدًا، لدى لأعضاء البرلمان الأوروبي فرصة أخيرة لرفض هذا الميثاق الجديد أثناء تصويت اللجنة، ومنح الإشارة السياسية ضد اعتماد ميثاق من شأنه تقويض الحقوق الأساسية.
فهذه اللوائح الجديدة ستؤسس لنظام جديد لـ«إدارة الهجرة» في الاتحاد الأوروبي يتسم بالتالي:
- الاحتجاز التعسفي للعائلات التي لديها أطفال من جميع الأعمار على الحدود دون استثناء، وما قد يفرضه ذلك من اتباع إجراءات متسارعة ودون المستوى لتقييم طلبات اللجوء؛ بدلًا من التقييم بشكل كامل وعادل. وكذا تشديد إجراءات العودة مع إجراءات وقائية أقل.
- سينتهي الأمر بأعداد أكثر بكثير من طالبي اللجوء عالقين في الإجراءات الحدودية، وبسبب «عدم الاعتراف بالدخول غير القانوني» لن يتم اعتبارهم على أراضي الاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي بدوره لتراجع الإجراءات الوقائية وتزايد مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الترحيل القسري من الحدود. الإجراءات الحدودية نفسها تتيح للسلطات احتجاز الأطفال غير المصحوبين بذويهم، حينما تعتبرهم السلطات «خطرًا على الأمن الوطني أو النظام العام». بالإضافة إلى أن الإبقاء على أعداد كبيرة من الأشخاص في المناطق الحدودية سيسفر عن تدهور الظروف المعيشية والازدحام الشديد، حسبما كان الوضع سابقًا في جزر بحر إيجة.
- ومن خلال توسيع نطاق مبدأ «البلد الثالث الآمن»، سيتم اعتبار طالبو اللجوء غير مقبولين، ويتم ترحيلهم بشكل متزايد لبلدان أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، استنادًا إلى توافقات واسعة النطاق مع تلك البلدان، ما يزيد من خطر الإعادة القسرية. في الماضي تجلى ذلك في اتفاقيات فاشلة مثل الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مما أدى للتخارج من طلبات اللجوء عبر دول ثالثة.
- وفي ظل غياب مسارات آمنة ومنتظمة، فإن الأشخاص الباحثين عن الأمان أو سبل العيش مجبرون على سلوك طرق أكثر خطورة، الأمر الذي جعل 2023 العام الأكثر دموية منذ 2015. ففي منطقة البحر الأبيض المتوسط وحدها، هناك أكثر من 2500 شخص تم الإبلاغ عن وفاتهم أو اعتبارهم مفقودين على مدار 2023 فقط. ورغم فشل الميثاق في معالجة هذا؛ فإنه يواصل تعزيز تحصينات أوروبا.
وبشكل مستمر، أبلغت منظمات المجتمع المدني وهيئات مراقبة حقوق الإنسان بشأن الانتهاكات المنهجية للحقوق الأساسية بحق الأشخاص الباحثين عن الأمان أو سبل العيش، لا سيما المجتمعات التي تعاني من العنصرية؛ من خلال حرمانهم من الوصول إلى المأوى والخدمات وحق اللجوء وتنفيذ عمليات ترحيل قسري جماعية، وذلك في ظل اتباع سياسات تسعى لتجريم الحق في التنقل بشكل عام، ما يتسبب بدوره في تقليص الفضاء المدني. ورغم أن المفوضية طرحت الميثاق الجديد باعتباره يقدم «حلًا» للمعايير غير المتكافئة في تنفيذ نظام اللجوء الأوروبي المشترك عبر الدول الأعضاء؛ إلا أنه في حقيقة الأمر لا يقدم جديدًا لمعالجة هذا الأمر، ولا يقدم الدعم للدول الأعضاء التي تستقبل أعدادًا كبيرة من الوافدين على حدودها الخارجية. وبينما لا يزال مبدأ «بلد الدخول الأول» قائمًا، فبالتالي لا يجوز نقل الأشخاص الذين تم إنقاذهم من خلال بعثات البحث والإنقاذ -وهي مبادرة كان بإمكانها توفير حلولًا إنسانية ومستدامة من خلال التوزيع المتناسب لطالبي اللجوء في جميع أنحاء أوروبا. في المقابل، بإمكان الدول الأعضاء -الذين لا يستقبلون الوافدين مباشرةً- تجنب تقاسم المسئولية، إما عن طريق تمويل تحصين الحدود ومرافق احتجاز المهاجرين في الدول الأعضاء الحدودية، أو عن طريق تمويل «مشاريع» مشكوك فيها في بلدان خارج الاتحاد الأوروبي.
إن المسارعة بإغلاق المفاوضات من جانب المفوضية الأوروبية وإسبانيا وبلجيكا، اللتان تتقاسمان رئاسة المجلس، أدى لأكثر من 48 ساعة من المفاوضات الثلاثية الماراثونية، فضلًا عن التخلي عن الحد الأدنى من الإجراءات الوقائية التي أيدها البرلمان. كما أسفر عن إطار تشريعي معقد للغاية، لا يقدم حلول فعالة لقضايا إدارة الهجرة التي أثيرت على مدى السنوات الماضية، ويفشل في الحفاظ على سلامة الأشخاص، رغم أن الاتفاق، في جوهره، يكرر كل مبدأ من مبادئ ولاية المجلس.
نحن، الموقعون أدناه، ندعو أعضاء البرلمان الأوروبي لرفض الميثاق في تصويت «لجنة الحريات المدنية والعدل والشئون الداخلية – LIBE» المقبل؛ إذ أنه يضع نظامًا يهدد الحق في طلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وسيؤدي لانتشار انتهاكات في جميع أنحاء أوروبا، بحق الأفراد بسبب وضعهم كمهاجرين.
المنظمات الموقعة:
- Access Now
- ActionAid International
- AiA-Alternative Informatics Association
- AMERA International
- ARCI
- Avocats Sans Frontières France
- Be Aware And Share (BAAS)
- Better Days Greece
- Birlikte Yaşamak İstiyoruz İnisiyatifi (We Want to Live Together İnitiative) / Türkiye (Turkey)
- Bits of Freedom
- Boat Refugee Foundation
- Border Violence Monitoring Network (BVMN)
- Cairo Institute for Human Rights Studies (CIHRS)
- Centre for Peace Studies
- Churches´Commission for Migrants in Europe (CCME)
- CILD
- CIRÉ asbl
- CNCD-11.11.11
- Collective Aid
- Dråpen i Havet / Stagona
- Draseis sti Geitonia
- ECHO100PLUS
- Equal Legal Aid
- Equinox Initiative for Racial Justice
- EuroMed Rights
- European Civic Forum
- European Network Against Racism
- European Sex Workers Rights Alliance
- Federation of protestant churches in Italy (FCEI)
- Fenix Humanitarian Legal Aid
- Flucht, interkulturelle Arbeit, Migration, Diakonie Hessen,
- ForRefugees
- Fundación para la Innovación, Investigación, Formación y el Desarrollo Comunitario (FÜNDEC)
- Greek Council for Refugees
- Geloof & Samenleving
- Greek Forum of Migrants
- Grenzenlose Wärme – Refugee Relief Work e.V.
- Hermes Center
- HIAS Europe
- Homo Digitalis
- Hope Cafe Athens
- Human Rights Watch
- HumanRights360
- I Have Rights
- Infokolpa
- Institute Circle
- Inter Alia
- International Rescue Committee
- Inventati
- JRS Europe
- Kerk in Actie
- LDH (Ligue des droits de l’Homme)
- Legal Centre Lesvos
- Lesvos Solidarity (LESOL)
- Lighthouse Relief
- Ligue des Droits de l’Homme (LDH)
- Ligue des droits humains
- Migration Policy group (MPG)
- Mobile Info Team
- Network for Children’s Rights (Greece)
- Northern Lights Aid
- Oxfam
- Peace Institute (Mirovni inštitut)
- Project Armonia
- Project ELPIDA e.V.
- Quaker Council for European Affairs
- ReFOCUS Media Labs
- Refugee Legal Support (RLS)
- Refugees Welcome Italia
- Salud por Derecho
- Samos Volunteers
- Save the Children
- Sea-Watch
- Second Tree
- Sienos Grupė (Lithuania)
- SOLIDAR
- Statewatch
- Still I Rise
- The European Region of the International Lesbian, Gay, Bisexual, Trans and Intersex Association (ILGA-Europe)
- Velos Youth
- WissenschaftlerInnen für den Frieden Deutschland (Academics for Peace in Germany)
- Yoga and Sports with Refugees
Share this Post