يتخذ مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة خطوات مهمة لضمان المساءلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
على مدى ثلاثة أسابيع، باشر مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أعمال جلسته الـ 45 في الفترة بن 14 سبتمبر وحتى7أكتوبر 2020. وفي هذه الجلسة شارك مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في حملات مع العديد من المنظمات الحقوقية والإقليمية والدولية لإبراز مستجدات حالة حقوق الإنسان في 8 دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتركيز خاصة على ضمان المساءلة والمحاسبة عن الجرائم الحقوقية المرتكبة فيها.
وبالإضافة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تطرق المركز لحالة حقوق الإنسان فيها، انضم المركز القاهرة لأكثر من 300 منظمة مجتمع مدني إقليمية ودولية في رسالة مفتوحة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، والدول الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان في 9 سبتمبر 2020، لمطالبة الأمم المتحدة بتشكيل آلية دولية مستقلة للتصدي لانتهاكات الحكومة الصينية لحقوق الإنسان ومطالبة المجلس بالتحرك سريعًا وتشكيل آلية لرصد هذه الانتهاكات. وبمناسبة اليوم العالمي للإجهاض الآمن، انضم مركز القاهرة لـ 15 منظمة في دعوة الدول لاحترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان الخاصة بالنساء والفتيات، بما يشمل "ضمان توفر سلع وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية بشكل سهل ومقبول وبجودة عالية، ويشمل هذا موانع الحمل الحديثة وخدمات رعاية الإجهاض وما بعد الإجهاض المتكاملة لدى طلبها، كجزء من التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأساسية، في كل الأوقات، بما في ذلك أثناء فيروس كوفيد-19".
وكان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة قد تطرق لحملات الترهيب بحق منظمات المجتمع المدني المنخرطة في أعمال لجنة القضاء على التمييز العنصري في ديسمبر 2019، ومنها منظمة الحق ومركز الميزان ومركز القاهرة، الذين قدموا بياناً مشتركاً للجنة القضاء على التمييز العنصري، مشيرًا إلى أن ثمة تقارير عن تعرضهم لادعاءات من منظمات أخرى بشأن ارتباطهم بجماعات إرهابية. تقرير الأمين العام سلط الضوء أيضًا على أعمال انتقام طالت منظمات حقوق الإنسان التي تدعم تقرير مجلس حقوق الإنسان حول أنشطة الأعمال التجارية المتصلة بالاستيطان، وذلك من خلال وصمها بصلات بالإرهاب.
ركزت المنظمات الحقوقية أيضًا خلال هذه الجلسة على الأثار الوخيمة للحصار المفروض على قطاع غزة، والذي قالت عنه المفوضية السامية أن " له آثار وخيمة على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين، ويجب أن ينتهي فوراً." إذ طالبت المنظمات المجلس في بيان مشترك، بالتصدي للأسباب الجذرية لتصعيد الأزمة في قطاع غزة، من خلال مطالبة إسرائيل بأن تنهي بشكل كامل وفوري ودون شروط عملية الحصار غير القانوني.
رحّب مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وشركاؤه بزيادة الاهتمام الدولي بقضية قمع المجتمع المدني في الجزائر خلال الجلسة الـ 45 لمجلس حقوق الإنسان. وفي بيان مشترك في 16 سبتمبر، طالبت الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة الحكومة الجزائرية بإخلاء سبيل الصحفي خالد درارني، وجميع المحتجزين الحاليين الآخرين أو من ينتظرون المحاكمة بسبب عملهم أو للدفاع عن حقوق الإنسان. كما أدانت بلجيكا الملاحقات القضائية للصحفيين في الجزائر وطالبت السلطات بضمان حرية التعبير ووقف ممارسات الاحتجاز التعسفي بحق الصحفيين.
وفي ختام الجلسة طالبت 14 منظمة حقوقية، من بينهم مركز القاهرة، المجلس بالاستمرار في التصدي لحملة قمع المجتمع المدني في الجزائر، ومطالبة الحكومة بوقف "اعتقال النشطاء السياسيين والصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأي شخص يعبر عن المعارضة أو الانتقاد للحكومة". وكانت 31 منظمة حقوقية أخرى قد أرسلت للمجلس قبل بدء فعاليات الجلسة رسالة مشتركة تطالب الدول الأعضاء والمفوضية السامية والإجراءات الخاصة بالتعامل الفوري مع حملة قمع المجتمع المدني الجزائري، لا سيما بعد تعليق مظاهرات الحراك المطالبة بالديمقراطية بسبب جائحة كوفيد-19.
من جانبه نظم مركز القاهرة بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية في 9 سبتمبر ندوة عبر الإنترنت بعنوان "الجزائر: التخلي عن الديمقراطية – الصمت الدولي إزاء الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية." وفيها سلط المتحدثون الضوء على تصعيد الهجمات بحق الصحفيين الجزائريين، والنشطاء والمتظاهرين أثناء أزمة كوفيد-19، مما أدى إلى مصادرة العمل الحقوقي والمدني وسط حالة من الصمت الدولي.
استكمالًا للحملة الحقوقية المستمرة بالتعاون مع المنظمات الشريكة السورية لضمان المحاسبة على الجرائم الحقوقية ووقف ممارسات الاحتجاز التعسفي في سوريا، وبعد اعتماد مجلس حقوق الإنسان للقرار A/HRC/44/L.10 بمنح ولاية خاصة لإعداد تقرير حول الاحتجاز التعسفي في جلسة المجلس الـ 44، يستمر مركز القاهرة خلال الجلسة الـ 45 في التواصل مع المجلس والدول الأعضاء لضمان إعلاء أولويات المجتمع المدني.
ففي أثناء الحوار التفاعلي مع لجنة تقصي الحقائق المعنية بسوريا، طالبت المنظمات الحقوقية – ومنها مركز القاهرة- ببلوغ الحقيقة وتحقيق العدالة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وأسرهم، ودعت الخبراء إلى إعداد التقارير حول سبل ضمان المحاسبة وتقديم التوصيات للمجلس في هذا الصدد. وفي بيان مشترك للمنظمات، طالبت لجنة تقصي الحقائق بالتصدي للعنف الجنسي والجنساني ضد النساء والرجال في مراكز الاحتجاز في سوريا، وتقديم توصيات للمجلس والدول الأعضاء من أجل تحقيق العدالة للضحايا. بينما ركز بيان حقوقي مشترك أخر على ضرورة اتخاذ إجراءات لمساعدة الأهالي على اكتشاف أماكن ومصائر أقاربهم المختفين، بمن فيهم المختطفين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
قبيل الجلسة الـ 45 للمجلس، مطلع سبتمبر الماضي، طالبت 32 منظمة حقوقية، من بينهم مركز القاهرة، وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بمواصلة الضغط على المملكة العربية السعودية حتى تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. وذلك في إشارة لنجاح الجهود الحقوقية والدولية مؤخرًا في دفع السعودية للإفراج عن سبع مدافعات عن حقوق الإنسان واتخاذ خطوات مبدئية نحو تفكيك نظام ولي الأمر. إلا أن السعودية ما زالت تتبع سياسات التوقيف التعسفي للأشخاص جراء تعبيرهم عن آراء انتقادية. ولا تتصدى لمزاعم التعذيب وإساءة المعاملة، ولم تجر تحقيقات تتمتع بالمصداقية في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وهو الأمر الذي نددت به المقررة الخاصة بالمعنية بالإعدام خارج نطاق القانون أو بإجراءات موجزة وتعسفاً.
ومن جانبها طالبت المفوضة السامية خلال هذه الجلسة بإخلاء سبيل المدافعات عن حقوق المرأة المحتجزات في السعودية، وأشارت إلى القلق إزاء "استمرار الحبس التعسفي للمدافعات عن حقوق الإنسان اللائي طالبن بتمكين النساء السعوديات من اتخاذ قراراتهن بأنفسهن، على قدم المساواة بالرجال". كما عرضت الدنمارك أمام المجلس بياناً عابراً للمناطق نيابة عن 33 دولة بالأمم المتحدة، أعربوا فيه عن القلق المتصاعد بشأن الممارسات السعودية بما في ذلك "تعذيب واحتجاز وإخفاء الأشخاص وحرمان المحتجزين من الرعاية الطبية والتواصل مع عائلاتهم." كما عارض البيان بقوة أحكام الإعدام التي تصدر في السعودية، وإعدام القاصرين، مطالبًا بالمحاسبة على مقتل جمال خاشقجي، والتصدي للتمييز المستمر ضد النساء.
Share this Post