أصدر اليوم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تقريره الثاني للمرصد الإعلامي، الذي يتناول بالتقييم والتحليل أداء وسائل الإعلام المرئية والمقروءة (6 قنوات تليفزيونية حكومية وخاصة، و17 صحيفة مملوكة للدولة ومستقلة)، خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي انتهت رسميا أول أمس، ليتوجه الناخبون غدا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
يقع التقرير في 57 صفحة (باللغة العربية)، ويمكن تلخيص أبرز مستخلصاته فيما يلي:
أولا: اتسم أداء وسائل الإعلام بشكل عام بالانحياز لمرشح الحزب الوطني الحاكم، مع تفاوت كبير ومثير بين وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، وبين وسائل الإعلام المملوكة للدولة والخاصة.
ثانيا: كان أداء القنوات التليفزيونية المملوكة للدولة أكثر عدلا وأقل انحيازا وأكثر توخيا للحياد، مقارنة بالقنوات الخاصة! والصحف المملوكة للدولة، بل ومقارنة بأدائها في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية.
جاءت في المقدمة القناة الثانية التي منحت 18% لمرشح الحزب الحاكم وبلغت أقصاها في القناة الثالثة 29%، و71% لبقية المرشحين التسعة. بينما منحت القنوات الخاصة نحو أكثر من ضعف ذلك لمرشح الحزب الحاكم (69% في قناة دريم، و 41% في المحور). ولكن تغطية القنوات الخاصة اتسمت بدرجة أكبر من السخونة والحيوية، الأمر الذي يساعد الناخب بطريقة أفضل على اتخاذ موقف مدروس يوم الاقتراع.
ثالثا: واصلت الصحف المملوكة للدولة –خاصة اليومية- انحيازها الصارخ لمرشح الحزب الحاكم، على نفس منوال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، وبلغت أقصاها في الجمهورية 75%، وأدناها في المساء 55% وروز اليوسف 53%، ولكن الأخيرة استهدفت المرشحين الآخرين بالنقد، الذي بلغ مستوى التجريح للمرشح أيمن نور.
واكب التمسك بمنهج الانحياز، دفاع عدد من المسئولين عن الصحف القومية عن هذا النهج بشكل صريح، والاستهزاء بأغلبية المرشحين الآخرين، دون أن يشرحوا للقارئ السياق السياسي والتشريعي الذي أغلق من المنبع فرصة المنافسة أمام أي أشخاص آخرين قد يشكلون ندا منافسا لمرشح الحزب الحاكم.
رابعا: لم يتوقف شكل انحياز الصحف المملوكة للدولة على إفراد مساحات كبيرة لمرشح الحزب الحاكم، ولكنه امتد ليشمل أيضا الجانب النوعي، أي بتوظيف مختلف الفنون الصحفية لخدمة هذا التوجه، بما في ذلك الصورة وبنط الخط، وموقع الخبر أو التحقيق، والخلط أحيانا بين الرأي والمعلومات في إطار التغطية الإخبارية، وطمس التعليقات النقدية من المرشحين الآخرين لبرنامج أو سلوك الحزب الحاكم، وإبراز الإشادة بمسئوليه البارزين.
خامسا: كانت مجلة آخر ساعة هى الأفضل بين الصحف القومية الأسبوعية، بينما واصلت مجلة روز اليوسف نهجها العدواني تجاه بعض المرشحين المنافسين لمرشح الحزب الحاكم.
سادسا: واصلت صحيفتا المصري اليوم ونهضة مصر المستقلتان نهجهما الحيادي والمهني الأمين في التغطية الإيجابية للحملة الانتخابية، ولم يؤثر حيادهما على سخونة وحيوية تناول الصحيفتين للحملة الانتخابية، وقدرتهما على جذب القارئ، على خلاف ما ذهب إليه بعض المسئولين في الصحف القومية من أن اتباع الحياد ينفِّر القارئ من الصحيفة.
سابعا: لم ترصد لجنة الانتخابات الرئاسية أي انتهاك؟؟!، وكرست جهودها للمواجهة مع القضاة ومنظمات حقوق الإنسان التي ستقوم بمراقبة الانتخابات، وأعلنت عدم احترامها لحكم قضائي يلزمها بذلك!! ولم تفوت أي سانحة من أجل إثارة أعمق الشكوك حول مدى النزاهة والشفافية التي ستتوفر لانتخابات الغد
Share this Post