دعا كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديسموند توتو إلى استعجال التدخل الدولي لإغاثة السكان المدنيين ضحايا النزاع في إقليم دارفور في غرب السودان. وطالب الاتحاد الأوروبي بـ «ممارسة الضغط على الصين من أجل زيادة انفتاحها على الموقف الدولي وعزل الحكومة السودانية»، فيما دعا نواب أوروبيون «الى التهديد بمقاطعة الألعاب الأولمبية العام المقبل في الصين لحمل بيكين على القبول بتدخل القوات الدولية» لحماية المدنيين في دارفور.
وتحدث توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام إلى جانب جودي ويليامز، الحائزة بدورها على الجائزة الدولية، أمام رؤساء الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي ظهر أمس في بروكسيل، وأكدا أن «القانون الدولي يُلزم المجموعة الدولية حماية السكان المدنيين في حال فشلت السلطات الوطنية في ذلك، وهو حال الحكومة السودانية».
وتأتي هذه الدعوة بعد فرض الرئيس جورج بوش عقوبات أميركية جديدة على السودان الأسبوع الماضي. وقال ديبلوماسي أوروبي إن منسق السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا «أعد قائمة بعقوبات إضافية» ستُعرض على القمة الأوروبية قبل نهاية الشهر الجاري في بروكسيل.
وطالب ديسموند توتو الذي كان اشتهر بنضاله ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا، باستخدام «العصا والجزرة» ضد الحكومة السودانية و «مساعدة المتمردين على توحيد جهودهم» لتسهيل المفاوضات مع الخرطوم. واقترحت جودي ويليامز على الاتحاد الأوروبي «احتضان جهود توحيد منظمات المتمردين خارج السودان لأن محاولات تجمعهم في إقليم في دارفور كانت هدفاً سهلاً للقصف من جانب القوات السودانية».
ودعم النواب الأوروبيون اقتراح جودي ويليامز «استخدام استحقاق الألعاب الأولمبية لتهديد الصين بمقاطعتها في حال واصلت اعتراضها على تدخل القوات الدولية». وفي حين نصح كبير الأساقفة باستغلال «الانفتاح الذي تبديه الصين»، قالت ويليامز إن الديبلوماسية الصينية مارست «بعض الضغط على الخرطوم عندما ارتفع بعض الأصوات التي تدعو الى مقاطعة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها بيكين في 2008». وقالت ويليامز: «أدعو الاتحاد الأوروبي الى تحرك كبير في محاولة لعزل السودان اقتصادياً وسياسياً كما عُزلت جنوب افريقيا ابان نظام الفصل العنصري وكما يجب عزل الديكتاتورية العسكرية في بورما». ودعت أيضاً الاتحاد الأوروبي الى فرض عقوبات احادية الجانب على الخرطوم من دون انتظار اتفاق في الامم المتحدة يصعب التوصل اليه نظراً إلى دعم الصين النظام السوداني. وأضافت: «لا ينبغي ان ينتظر الاتحاد الأوروبي اجماعا بعيد المنال في مجلس الأمن». وقالت: «لا تنتظروا بقية العالم!».
Share this Post