في تطور خطير لما تعرض له النشطاء والحقوقيون المحتجزون في سجن بدر (1)، اعتقلت قوات الأمن فجر اليوم نعمة الله هشام، زوجة المحامي الحقوقي والمعتقل السياسي محمد الباقر من منزلها وتم نقلها لجهة غير معلومة حتى الآن.
المنظمات الموقعة على هذا البيان تطالب بالإفراج الفوري عن نعمة هشام التي لم ترتكب جرمًا، وإنما استغاثت مما يتعرض له زوجها من عنف من إدارة سجن بدر 1، بعد أن رأته في الزيارة أمس مصابًا في فمه وضلوعه ومعصمه جراء ما تعرض له هو وزملائه في الزنزانة من تعد بالضرب. كما تدين المنظمات الموقعة أدناه وقائع الاعتداء بالضرب وسوء المعاملة الذي تعرض له السجناء في سجن بدر1 (الناشط السياسي أحمد دومة، المحامي الحقوقي محمد الباقر، الصحفي محمد اكسجين، و السياسي حامد صديق)، وذلك على يد مأمور سجن بدر 1، وتطالب بفتح تحقيق رسمي سريع ومستقل في هذه الوقائع والاعتداءات والتحقيق مع مأمور سجن بدر 1. كما تطالب بتشكيل لجنة مستقلة من الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني لفحص الأوضاع في سجون بدر، وبيان صحة ما يتردد حول ممارسات التعذيب والتنكيل الجماعي فيه. تطالب أيضًا النائب العام بسرعة التحقيق في البلاغ المقدم له من أسرة المحامي محمد الباقر رقم 385866.
تعود أحداث الواقعة إلى يوم الاثنين 10 أبريل، حين رفض المعتقل حامد صديق الخروج من زنزانته لجلسة تجديد حبسه، معللًا ذلك بحالته النفسية السيئة بعد وفاة زوجته مؤخرًا، وتدويره على قضية جديدة بعد انقضاء الفترة القانونية لحبسه الاحتياطي. أما مأمور السجن فلجأ لاستعمال القوة الضاربة (مجموعة أمنية داخل السجون تقوم بفض أعمال الشغب بالقوة) بهدف إخراجه من الزنزانة بالقوة، والاعتداء عليه باستخدام العصا ودهس وجهه بالأحذية. وليس هذا فحسب، بل وأمر المأمور بنقله لزنزانة التأديب ملفوفًا في بطانية. دفع هذا التعدي زملائه في الزنزانة (محمد الباقر ومحمد اكسجين) بالتدخل محاولين منع الاعتداء عنه، كما طلب حامد النجدة من أحمد دومة والزنازين المجاورة في العنبر، إلا أن المأمور اعتدى على المتضامنين وأمر بتكميم أفواههم بالقماش. وبحسب نعمة هشام زوجة الباقر أدى ذلك لإصابات بارزة في معصم وفم زوجها، فضلًا عن إصابة اكسجين في أحد ضلوعه. كما امر مأمور السجن بنقلهم جميعًا للتأديب بملابسهم الداخلية فقط.، حيث بقوا محتجزين طوال يوم الثلاثاء بلا طعام أو شراب أو أدوية حتى صباح الأربعاء، حين سُمح لهم بإدخال بعض الأدوية وزجاجات المياه وتعيين السجن (رغيف واحد ومعه قطعة جبن صغيرة). وفي يوم الخميس تم إعادة باقر وأكسجين وحامد صديق الي عنبر السجن، ولكن في زنازين انفرادية متباعدة وبدون أغراضهم، فضلًا عن حرمانهم من التريض.
تعرب المنظمات الموقعة عن قلقها الشديد إزاء استمرار وزارة الداخلية في استعمال سياسات المعاملة القاسية والمهينة بحق المحتجزين، بما في ذلك الاعتداء والضرب والتنكيل بالمعتقلين، رغم التصريحات الرسمية المستمرة حول تطوير البنية التحتية لمنظومة السجون دون أي التفات لتطوير الثقافة المؤسسية لأفراد وإدارة السجون، وفي ظل الحديث عن حوار وطني وفتح المجال العام.
ونحن إذ نؤكد على حق المحتجزين في المعاملة الكريمة والإنسانية وفقًا لحقوقهم في المواثيق الدولية والدستور المصري، بما في ذلك الرعاية الصحية اللازمة وعدم التعرض للإساءة والتعذيب نطالب بما يلي:
- الإفراج الفوري عن نعمة هشام زوجة المحامي الحقوقي سجين الرأي محمد الباقر، والتوقف عن ملاحقة أسر المحتجزين.
- توقف السلطات المصرية عن سياسية التعذيب وسوء المعاملة في السجون المصرية، أيا كان الهدف؛ سواء انتزاع اعترافات أو استخدامها كوسيلة لعقاب المحتجزين، وتقديم مرتكبي هذه الجريمة للعدالة ومحاسبتهم.
- العمل على تحسين ظروف السجون، بما في ذلك السجون الحديثة التي تمارس فيها الانتهاكات نفسها، رغم تغيير مسمياتها إلى مراكز التأهيل والإصلاح. وإصلاح النظام القضائي لضمان تحقيق العدالة وعدم الإفلات من العقاب.
- السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون في مصر، والسماح للمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية المتخصصة بزيارة جميع أماكن الاحتجاز. وكذا السماح لخبراء الأمم المتحدة وخاصة المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب، بزيارة مصر.
- تشكيل آلية وقائية وطنية من منظمات حقوقية مستقلة تتولى تنظيم زيارات غير معلنة لأماكن الاحتجاز لبيان أوضاعها، بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان والنيابة العامة، تختص بالمتابعة الدورية لأوضاع السجون وخاصة الزنازين الانفرادي والتأديب.
الموقعون
- حتى آخر سجين
- المفوضية المصرية للحقوق والحريات
- الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
- مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب
- مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان
- منصة اللاجئين في مصر
- مؤسسة حرية الفكر والتعبير
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- كوميتي فور جستس
- مبادرة الحرية
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
Share this Post