هددت حركة تحرير السودان باستئناف الحرب بعد أن قالت إن أكثر من خمسين شخصا قتلوا في هجوم دعمته الحكومة على مدينة المهاجرية جنوب دارفور.
وقال أركو سليمان ضحية قائد جيش تحرير السودان الذراع العسكري للحركة التي يتزعمها مني أركو ميناوي إنه «من الآن فصاعدا، لن تقف الحركة مكتوفة الأيدي في وجه مثل هذه الهجمات».
وهدد أنه إذا حدث ذلك مرة أخرى «فستعود الأمور إلى المربع رقم واحد وهو الحرب التي ستكون أسوأ مما كانت عليه قبل التوقيع على اتفاق السلام» في أبوجا عام 2006.
وبدوره قال المتحدث باسم الحركة سيف الدين هارون إنه طبقا لآخر حصيلة فقد قتل 48 مدنيا وأربعة مسلحين في مدينة المهاجرية.
وأضاف أن مدنيين كانوا يفرون من المدينة تعرضوا لهجوم إلا أنه لم يعرف عدد القتلى منهم، ووصف الهجوم بأنه «انتهاك سافر» لاتفاق أبوجا.
وفي المقابل نفى الجيش السوداني أن يكون تدخل في هذه المنطقة، وقال إنها كانت مسرحا «لمواجهات بين قبائل» وإن الطائرات العسكرية السودانية لم تقترب من مدينة المهاجرية التي تسيطر عليها قوات ميناوي.
بعثة الأمم المتحدة في السودان اكتفت بدورها بالقول إن اشتباكات وقعت «بين حركة تحرير السودان التابعة لمني ميناوي وقوات يشتبه في أنها من مليشيا القبائل».
ويأتي الهجوم عقب اتهامات وجهها سليمان جاموس أحد زعماء التمرد في دارفور للجيش السوداني بتدمير مدينة حسكنيتة وقتل حوالي مئة مدني ردا على هجوم دام استهدف قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور في 29 سبتمبر/أيلول الماضي وأدى إلى مقتل عشرة من جنودها. ونفى الجيش السوداني تلك التهم.
دارفور.. السلام الصعب
تحذير
ودفعت هذه التطورات مدير إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان ماري غوهينو للتحذير من احتمال امتداد دائرة العنف المتصاعد في دارفور إلى أنحاء السودان الأخرى.
وأضاف المسؤول الأممي أن هناك حاجة إلى ضرورة أن تزود القوة المشتركة المزمع وضعها في دارفور بعتاد حربي متقدم وقدرة كبيرة على الحركة للسيطرة على الوضع.
وبموازاة ذلك حذرت منظمة العفو الدولية من أن الجيش السوداني يعد لشن هجمات على شمال إقليم دارفور خلال أسابيع، ودعت إلى الإسراع بنشر قوات الأمم المتحدة في هذه المنطقة.
واستشهدت المنظمة بتقارير تشير إلى أن القوات السودانية تتجمع «بأعداد كبيرة» في ست مدن على الأقل شمال دارفور.
وقالت تاواندا هوندورا -نائبة مدير برنامج أفريقيا في المنظمة- «إنها تخشى أن يعاني المدنيون من مزيد من القتل والتهجير دون وجود قوة قادرة على حمايتهم».
ودعت المنظمة بشكل خاص إلى الانتشار السريع لقوات الأمم المتحدة مع توفير الإمكانات والموارد اللازمة لحماية المدنيين.
وأسفرت الحرب الأهلية في دارفور منذ اندلاعها مطلع العام 2003 عن سقوط مئتي الف قتيل ونزوح أكثر من مليونين من ديارهم، وفقا لمنظمات دولية. إلا أن الخرطوم تقول إن عدد القتلى لا يتجاوز تسعة آلاف.