السلطات السودانية فرضت منع التجول وقطعت المواصلات بين المدينة والخرطوم مؤكدة التصدي للمهاجمين ... متمردو دارفور يعلنون السيطرة على أم درمان بعد اشتباكات في محاولة لقلب الحكم

May 2008 · 2 minute read

شهدت العاصمة السودانية أمس تطورات متسارعة بعدما نجح مئات من متمردي دارفور في الوصول إليها محاولين إسقاط حكومة الرئيس عمر البشير. وفيما أعلنت القوات المسلحة فرض حظر التجول وأكدت تصديها لمتمردي «حركة العدل والمساواة» في أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الثلاث، حيث قصفتهم بالدبابات لمنعهم من عبور النيل الأبيض في اتجاه الخرطوم، أقر المتمردون مساء بأنهم يحاولون اقتحام العاصمة وقلب نظام الحكم. وقال مسؤولون في «العدل والمساواة» إن مئات من مقاتليهم وصلوا الى أم درمان ويشتبكون حالياً مع القوات الحكومية. وأضافوا إن «جيشهم» وصل على متن نحو 700 آلية ويستعد للسيطرة على مبنى الإذاعة الحكومية في أم درمان.

وقال عبدالعزيز النور وهو قائد كبير في «العدل والمساواة» لـ «رويترز» هاتفياً إن الحركة سيطرت على أم درمان وتحاول الآن السيطرة على الخرطوم وإن استيلاءها على السلطة مسألة وقت. وتابع أن الحركة تحظى بدعم من داخل الخرطوم بل وداخل القوات المسلحة.

لكن وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود أعلن مساء احباط مخطط المتمردين و «تدمير القوة» التي تسللت إلى الخرطوم وقتل قائدها وبعض المسؤولين في جهاز «حركة العدل والمساواة»، وتدمير 56 سيارة والاستيلاء على 25 أخرى. وقال إن المسلحين تسللوا مرتدين الزي المدني وانتشروا في الأحياء، وطلب من المواطنين البقاء في منازلهم حتى العاشرة صباح الأحد. وقال ان معظمهم مرتزقة تشاديون.

واتهم مسؤولون سودانيون تشاد بدعم هجوم المتمردين على الخرطوم، وقالوا إن نظام الرئيس إدريس ديبي «يدفع فاتورة» وقوف «حركة العدل والمساواة» إلى جانبه عندما هاجمه المتمردون في نجامينا في شباط (فبراير) الماضي.

وقال شهود لـ «الحياة» إن عناصر من متمردي دارفور يحملون رشاشات وقذائف تفرقوا في مناطق مختلفة من مدينة أم درمان في غرب الخرطوم واشتبكوا مع القوات الحكومية في أحياء الثورات والبوستة والمهندسين وأم بدة والفتيحاب والسوق الشعبي وغرب الحارات، ما أوقع ضحايا معظمهم من المتمردين إلى جانب مدنيين أصابهم تبادل الرصاص. وشوهدت جثث ملقاة في الطرقات.

وأدى تبادل النيران بالأسلحة الثقيلة إلى تدمير السوق الشعبي وسوق ليبيا. وأفيد أن المتمردين حاولوا العبور من أم درمان إلى الخرطوم عبر جسر «الانقاذ»، لكن القوات الحكومية تصدت لهم بالدبابات لمنعهم من استخدام مراكب لعبور النيل الأبيض. وطلب من المواطنين الذين كانوا يعبرون الجسر راجلين النوم على الأرض لتجنب النيران المتبادلة، وسقط بعضهم في النيل ذعراً.

وكانت الخرطوم شهدت أحداثاً مشابهة عندما اجتاحت قوات «الجبهة الوطنية» المعارضة بزعامة الصادق المهدي الخرطوم العام 1976 لاطاحة حكم الرئيس السابق جعفر نميري لكنها فشلت. وحكم على زعيم المحاولة محمد نور سعد بالإعدام.