قال رئيس قوة حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة يوم الاربعاء إن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في اقليم دارفور بالسودان الذي مزقته الحرب تواجه أزمة تمويل خانقة أثرت على معنوياتها قبل نشر القوة المختلطة المقرر.
وفي الشهر الماضي وافق السودان تحت ضغوط دولية متواصلة على نشر قوة مختلطة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لحفظ السلام في دارفور قوامها 20 ألفا من قوات الجيش والشرطة لتعزيز قوة حفظ السلام الافريقية التي يبلغ قوامها سبعة الاف جندي في غرب السودان والتي تواجه نقصا في الاموال.
لكن الامم المتحدة قالت في أواخر الشهر الماضي انه من غير المتوقع نشر القوة المختلطة قبل ستة أشهر. وفي الوقت نفسه لا يملك الاتحاد الافريقي الاموال اللازمة لتغطية نفقاته.
وقال رودلف أدادا الممثل الخاص لبعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور ورئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان «المشكلة المالية خطيرة جدا. لدينا أفراد في الميدان لم يتقاضوا رواتبهم لاربعة أشهر. هذا سيء جدا لمعنويات الجنود في الميدان.»
وأرسل الاتحاد الافريقي في أول مهمة كبيرة له لحفظ السلام الاف الجنود والشرطة الى دارفور في عام 2004. ومن المتوقع أن تشكل هذه القوات نواة قوة مشتركة في المستقبل.
وقال أدادا لرويترز في نهاية زيارة استمرت ستة أيام للسودان «أحد أسس القوة المختلطة هذه هو ما تقوم به بعثة الاتحاد الافريقي في السودان الان.»
واضاف «انه لامر على أكبر قدر من الاهمية حقا أن تكون بعثة الاتحاد الافريقي في السودان جيدة كي نستطيع أن نبني عليها القوة المختلطة.»
ومن المتوقع أن يطلب مشرعون من الاتحاد الاوروبي يوم الخميس اجراء تحقيق في تأخير دفع رواتب قوات الاتحاد الافريقي.
والاتحاد الاوروبي هو أكبر مانح لبعثة الاتحاد الافريقي في السودان وساهم بأكثر من 400 مليون يورو (546 مليون دولار).
وقال متحدث باسم البرلمان الاوروبي في ستراسبورج ان خمسة من المشرعين الاعضاء في البرلمان ابلغوا خلال رحلة الى المنطقة في وقت سابق من الشهر الحالي بانه «يبدو ان الاموال عالقة في اديس ابابا» العاصمة الاثيوبية التي يوجد بها مقر الاتحاد الافريقي.
وقال المتحدث باسم مفوض معونات الاتحاد الاوروبي لوي ميشيل ان المفوضية الاوروبية تعتقد ان التأخير يرجع الى نقص الخبرة والقدرات الادارية وانه لا يوجد دليل على حدوث احتيال.
وقال المتحدث أمس الثلاثاء «هناك تأخير.. لكن على حد معرفتنا فانه لا يمكن الحديث عن وجود اختلاس.»
وكان الاتحاد الاوروبي حذر الشهر الماضي من نفاد الاموال المخصصة للقوات الافريقية في دارفور.
وقال أدادا انه سيمر على أوروبا في طريقه للامم المتحدة في نيويورك في محاولة لتأكيد أهمية الدعم المالي الاوروبي للقوات الافريقية.
وأضاف «سأذهب لاراهم ولاوضح لهم مدى أهمية تمويل البعثة ولاطلب منهم مزيدا من المساعدات لان هذا سيكون الاساس لبعثة مختلطة قوية.»
وأرسل السودان اشارات متباينة بشأن القوة المختلطة قائلا انها يجب أن تكون تحت قيادة وسيطرة الاتخاد الافريقي لا الامم المتحدة وأشار الى أنها يجب أن تكون أفريقية بالاساس.
ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف قتيل سقطوا في الصراع العرقي والسياسي في دارفور منذ أن اندلعت الحرب في عام 2003 عندما حمل المتمردون وأغلبهم من غير العرب السلاح متهمين الحكومة المركزية بالاهمال.
وتصف واشنطن العنف في دارفور بأنه ابادة وتحمل الحكومة والميليشيات المتحالفة معها المسؤولية. وترفض الخرطوم الوصف وتقول ان تسعة الاف فقط لاقوا حتفهم.