لم تكد الخرطوم تدحر هجوم «حركة العدل والمساواة» الدارفورية المتمردة، حتى أعلنت قطع العلاقات مع نجامينا، متهمة إياها بتدبير محاولة الانقلاب ودعم منفذيها، ومؤكدة احتفاظها بـ «حق الرد». وفي وقت طاردت القوات السودانية المتمردين الذين فروا من أم درمان، تردد أمس أن زعيمهم خليل إبراهيم يختبئ في أحد أحياء العاصمة بعدما قاد بنفسه الهجوم الذي أثار أمس انتقادات دولية وعربية.
وبدأت الأوضاع تعود إلى طبيعتها في أم درمان ثاني كبرى مدن العاصمة السودانية الثلاث، بعد طرد الجيش متمردي «العدل والمساواة» الذين اجتاحوا المدينة أول من أمس. وأعلنت السلطات قتل مسؤول كبير في التمرد وأسر 200 مقاتل والاستيلاء على 50 سيارة. ورصدت 250 مليون جنيه سوداني (125 ألف دولار) لمن يلقي القبض على إبراهيم أو يقدم معلومات تساعد على اعتقاله.
وأنهت السلطات أمس حظر التجوال في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، لكنها أبقته سارياً في أم درمان حيث تجري عمليات تفتيش ودهم واسعة بحثاً عن متمردين فروا إلى داخل الأحياء السكنية بعد دحر هجومهم. وانتشر آلاف من رجال الشرطة والأمن عند مداخل ومخارج بقية مدن العاصمة. وأعلن الجيش قتل مسؤول شؤون الرئاسة في «حركة العدل والمساواة» جمال حسن جلال الدين الذي وصفه بأنه «كاتم أسرار خليل إبراهيم».
وأكد الرئيس عمر البشير أن «القوات النظامية تمكنت من السيطرة تماماً على أم درمان»، كما أعلن قطع العلاقات مع تشاد بسبب «المساعدة التي قدمتها للهجوم»، مؤكداً أن حكومته تحتفظ بحق الرد. ورأس البشير فور عودته من المملكة العربية السعودية اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي في حضور نائبه الأول سلفاكير ميارديت الذي وصل الخرطوم من جوبا عاصمة إقليم الجنوب أمس لمتابعة تداعيات الهجوم. وقال البشير الذي كان يرتدي بزته العسكرية إن «هذه القوات تشادية بالأساس مدعومة ومجهزة من تشاد، تحركت تحت قيادة المتمرد خليل إبراهيم. ونحن الآن نقطع العلاقات الديبلوماسية مع هذا النظام المتهالك». غير أن تشاد نفت أي علاقة لها بالهجوم. وأعربت تشاد عن دهشتها لقرار السودان قطع علاقاته الديبلوماسية معها. وقال وزير الإعلام محمد حسين في بيان نقلته وكالة «رويترز» إن حكومته «شعرت بدهشة شديدة إزاء قرار الحكومة السودانية … ولا تستطيع أن تستقبل هذا القرار المتسرع إلا بالأسف».
لكن الخرطوم أكدت أمس أنها تمتلك «أدلة دامغة علي وجود دور لنجامينا»، بعدما فتشت مقر السفارة التشادية في الخرطوم «وتبين أنها كانت إحدى نقاط الاتصال لقيادة الهجوم». واعتبرت أن «العدوان التشادي على السودان» قضى على اتفاق داكار لتطبيع العلاقات بين البلدين و «ألغاه تماماً».