مجلس الأمن يؤجل بيانه والتناقض يحيط بهدوء معارك نجامينا

February 2008 · 3 minute read

فشل مجلس الأمن الدولي البارحة مشاوراته بشأن تشاد، من دون التوصل إلى اتفاق على نص إعلان بشأن الصراع هناك، وأعلن السعي لعقد اجتماع اليوم بناء على طلب من البعثة الروسية.

وقال السفير الفرنسي جان موريس ريبر إنه يأمل أن يتبنى المجلس الإعلان في اجتماع اليوم، مشددا على أن «تشاد ضحية عدوان تشنه مجموعات مسلحة تسعى إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة».

يأتي ذلك بينما أعلن المتمردون التشاديون انسحابهم من نجامينا لإفساح المجال للمدنيين بمغادرتها. ويسود العاصمة هدوء حذر أعقب معارك شرسة حول القصر الرئاسي الذي يتحصن فيه الرئيس إدريس ديبي.

وقال أحد قادة المتمردين إن قواته انسحبت من العاصمة وإنها موجودة عند مخرجها الشرقي وعلى مسافة بضعة كيلومترات من مقر الجمعية الوطنية. وبرر الانسحاب بالمعارك التي أدت إلى خسائر فادحة بين المدنيين.

ونفى المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية أن تكون قواته قد صدت من قبل القوات الحكومية, قائلا «على الناس أن يعرفوا أن ديبي لم ينتصر», فهو «لا يزال متحصنا في مخبئه ولا يمكنه الخروج منه».

وجدد المتمردون عزمهم الهجوم مجددا على المدينة, قائلين إنهم ينتظرون رتلا من التعزيزات من شرقي تشاد.

الحكومة: دحرنا الهجوم

بالمقابل أكد الجيش التشادي أنه أخرج المتمردين من العاصمة، وقال الجنرال محمد علي عبد الله في بيان إن «قوى الأمن والدفاع هزمت المرتزقة الذين يعملون لحساب (الرئيس السوداني عمر) البشير, ودفعتهم إلى خارج العاصمة», مضيفا أن عمليات التمشيط مستمرة في ضواحي نجامينا.

كما أكد وزير الخارجية أحمد علام في حديث لإذاعة فرنسية أن «معركة نجامينا انتهت», متهما الخرطوم بالوقوف وراء التمرد بقوله إن «السودان أرغم المهاجمين على اجتياز أكثر من 700 كلم لتدمير عاصمتنا».

وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة بأن حدة القتال تراجعت بين قوات المتمردين والجيش بعد تجدد الاشتباكات الأحد حول مقر القصر الرئاسي.

مغادرة ديبي

وكان المتمردون أفادوا أنهم يحجمون عن اقتحام القصر الرئاسي ليمنحوا الرئيس إدريس ديبي فرصة لمغادرة البلاد، ونفوا التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار.

وقد رفض الرئيس التشادي عرضا من فرنسا لمساعدته على مغادرة تشاد والقصر الرئاسي إذا اعتبر أن حياته في خطر وفق ما أعلنت باريس.

وتعرضت السوق الرئيسية في نجامينا ومبنى الإذاعة التشادية في العاصمة للحرق والنهب، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان.

ولم تصدر أية حصيلة ضحايا رسمية للمعارك، لكن المواجهات -وهي الأولى في نجامينا منذ هجوم المتمردين عام 2006- خلفت حسب منظمة أطباء بلا حدود مئات الجرحى معظمهم من المدنيين أصيبوا «برصاص طائش».

مقتل سوماين

من جهة أخرى أكدت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل رئيس هيئة الأركان التشادي الجنرال داود سوماين في معارك ضد المتمردين أول أمس الجمعة، وقال مراسل الجزيرة إنه لم تعلن أي جهة رسمية في تشاد نبأ مقتله.

ومنذ مساء أمس تم إجلاء سبعمائة أجنبي بينهم 217 فرنسيا إلى ليبرفيل على متن طائرات فرنسية، على أن تقلع طائرتان أخريان اليوم من العاصمة الغابونية، وفق ما أفاد به الجيش الفرنسي الذي ينشر في تشاد 1450 عسكريا.

وبينما احتدمت المعارك في نجامينا فتحت جبهة جديدة في شرق تشاد بين المتمردين والقوات الحكومية، إذ استولى المتمردون على مدينة أدري الواقعة قرب الحدود السودانية.

واتهم حاكم منطقة أدري الجنرال عبادي صغير الجيش السوداني بدعم المتمردين بمروحيات أثناء الهجوم.

لكن السودان نفى أي تدخل له في المعارك الدائرة في تشاد، ودعا الطرفين المتحاربين إلى ضبط النفس. وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية سماني الوسيلة للصحفيين إن ما يجري داخل الأراضي التشادية شأن داخلي «ونحن لا صلة لنا به، بل إننا نأمل استقرار الأوضاع في تشاد كما أننا حريصون على حسن الجوار».

تحركات دبلوماسية

وإزاء كل تلك التطورات الميدانية دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وضع نهاية للقتال في تشاد، وأعرب عن قلقه لما وصفه بالوضع الخطير خاصة الوضع الإنساني لنحو 285 ألف لاجئ و180 ألفا من النازحين داخليا.

وفي وقت سابق عقد سفراء دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل, دون التوصل إلى قرار بشأن قوة حفظ السلام المقرر إرسالها إلى تشاد.

وقالت متحدثة باسم رئاسة الاتحاد إنه يجري «مراقبة الوضع بعناية شديدة, وستقوم لجنة السياسة والأمن مجددا بمراجعة ما يحدث هناك الثلاثاء المقبل