فشل وزير الخارجية الفرنسى برنارد كوشنير امس فى اقناع الخرطوم بقبول مبادرة بلاده القاضية بعقد اجتماع موسع حول دارفور فى باريس فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى وفيما ابدت الحكومة زهدها فى اية مبادرة جديدة ذهب الوزير الفرنسى الى التلويح بان علاقات البلدين لن تكون بالشكل المطلوب دافعا بحزمة من الاشتراطات التى قال ان على الخرطوم تنفيذها حتى تحافظ على علاقات جيدة مع باريس. وفيما التقى كوشنير الرئيس عمر البشير وكبير مساعديه منى اركوى مناوى ومستشاره د.غازى صلاح الدين، قال مدير الإدارة الاروبية بوزارة الخارجية السفير خضر هارون ان البشير دعا خلال اللقاء المجتمع الدولي لتعزيز جهود السودان لتحقيق الاستقرار والتنمية واعادة الاعمار لدارفور وطالب فرنسا والاسرة الدولية لدعم جهود السودان لتأمين الحياة الكريمة للمواطنين في المناطق الآمنة بولايتي جنوب وغرب دارفور وعشر محليات من جملة ثلاث عشرة بشمال دارفور ودعم جهود العودة الطوعية من المعسكرات للقرى والمدن. وقال هارون لـ «الرأى العا» ان البشير شدد على استكمال اتفاق سلام دارفور بالضغط على الحركات الرافضة للاتفاق للجلوس لمائدة التفاوض والامتناع عن الاشارت والمواقف السالبة التي تشجع الحركات لعدم الاتجاه نحو السلام ومن بينها العقوبات الاحادية التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان.
واكد البشير ان الاوضاع بولايتي جنوب وغرب دارفور تشهد استقراراً امنياً كاملاً بجانب ولاية شمال دارفور عدا بعض المحليات الحدودية التي تتواجد بها العناصر الرافضة للاتفاق وعبر عن تفاؤله باستكمال مسيرة السلام في هذه المنطقة على ضوء تحسين العلاقات مع تشاد والاتصالات الجارية مع الحركات الرافضة. واكد الرئيس البشير حرص السودان على علاقاته مع فرنسا واستدل على ذلك بالعديد من الشواهد والمواقف التاريخية التي تعكس حرص الخرطوم على تعزيز علاقاتها مع باريس.
من ناحيته، قطع وزير الخارجية د. لام اكول الذى عقد اجتماعا مطولا مع الوزير الفرنسى الطريق امام المبادرة الفرنسية .
وقال ان الحكومة غير مستعدة فى الوقت الراهن للقبول باية مبادرة جديدة منوها الى ان اتفاق طرابلس الاخير ركز على ضرورة تجميع المبادرات المطروحة وضمها للوساطة التى تقودها الامم المتحدة والاتحاد الافريقى لافتا الى ان الحكومة تعكف حاليا على دراسة خارطة الطريق التى طرحها مبعوثا المنظمتين د. سالم احمد ويان الياسون وان اى طرح جديد ربما يؤدى لارباك هذه العملية وقال اكول فى المؤتمر الصحفى الذى عقدة بالاشتراك مع الوزير الفرنسى ان الحكومة ابلغت كوشنير بهذا الموقف بوضوح الامر الذى جعلة وفقا لاكول يؤكد ان اجتماع باريس لايضم الاطراف المتنازعة(الحكومة والحركات) ونفى لام اكول ان يكون لقاءه بالوزير الفرنسى تطرق للممرات الآنسانية التى اقترحها فى تشاد وأضاف اكول ان اللقاء أكد على ضرورة دعم العملية السلمية فى دارفور ودفع تحركات سالم والياسون. مضيفاً بأن أية مبادرة جديدة يجب أن تصب في التحرك الأخير وقال إن الحديث تطرق أيضاً لعملية حفظ السلام والتي ستسير جنباً الى جنب مع الجهود الحالية.
مؤكداً عدم اعتراض الحكومة على عدد القوات لكن تفاصيلها يجري التشاور حولها حالياً في أديس أبابا مضيفاً أنه بعد الاتفاق عليها ستتم دعوة الأمم المتحدة لتمرير قرار بتحويلها ومن ثم مطالبة دول الاتحاد الإفريقي بزيادة عدد القوات وعبر عن أمله في أن تسرع الأمم المتحدة في عمليات التحويل حتى يتم نشر القوات بأسرع ما يمكن ومن ثم تعود الحياة الى طبيعتها.
من ناحيته ،رهن وزير خارجية فرنسا خلق علاقات جيدة لبلاده مع الخرطوم بحسم جملة من العقبات التي أجملها في تطبيق السودان لقرارات الأمم المتحدة والقبول بالقوات الهجين وتحسين الأوضاع في دارفور التي وصفها بأنها سيئة ووقف ما أسماه القصف الجوي، والنزوح وتحسين الوضع السيئ للنازحين وقال إن حل تلك المشكلات يتمثل في خارطة طريق لدفع العلاقات وتطويرها وقطع بالقول «إذا لم تسو هذه المشكلات فإنه من الصعوبة أن تكون العلاقات جيدة» ونفى أن تكون لبلاده مصالح في دارفور
وقال لدينا مصالح كثيرة في السودان كله وأشار الى أن عدداً من المنظمات الفرنسية تعمل في دارفور منخرطين في عمليات الأمم المتحدة وأشار الى انه نقل لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية المبادرة الفرنسية. وحول ما أثير عن ممرات إنسانية في تشاد قال إن هذا المقترح ليس لفرنسا وحدها إنما الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مضيفاً أن الغرض ليس نشر القوات واختراق الحدود والمراقبة وإنما خلق مناطق آمنة لتسهيل إيصال الإغاثة وتوزيعها وحماية المدنيين مضيفاً أن المشكلة التي تواجه إيصال العون الإنساني عدم وجود مناطق آمنة ثابتة لافتاً الى أن هناك أشخاصاً يعانون تعجز المنظمات في الوصول إليهم.