فرنسا((تفرض))ممرات آمنة على الحدود السودانية التشادية

June 2007 · 4 minute read

قررت الحكومة الفرنسية فتح ممرات إنسانية من مدينة أبشي التشادية إلى منطقة قوز بيضا الحدودية في شرق تشاد، حيث يقيم آلاف اللاجئين من إقليم دارفور، منتصف الأسبوع الحالي على الرغم من رفض الحكومة السودانية، وفيما حذَّر الرئيس السنغالي عبد الله واد من فرض إنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى اللاجئين في دارفور، ودعا إلى ترك الوقت أكثر للأفارقة لإقناع السودان بقبول هذه الفكرة، وفي الأثناء أبلغت الحكومة رسمياً أمس وزير الخارجية الفرنسي رفضها المشاركة في المؤتمر الدولي حول دارفور نهاية الشهر بباريس، واعتبرت أن التوقيت غير مناسب وفي انتظار ما ستخرج به الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لمجهوداتهما في استئناف المفاوضات مع متمردي دارفور، ووضعية قوات حفظ السلام في الإقليم. في وقت طالب فيه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر حكومة الخرطوم بالموافقة على نشر قوات مشتركة بدارفور.

 

وأوضح المتحدث المساعد باسم الخارجية دوني سيمونو، أن بلاده تقوم بذلك بطلب من برنامج الغذاء العالمي، وبشكل طارئ قبل موسم الأمطار، كما أعلن أن بلاده ستنقل بطرق جوية معدات إنسانية إلى قوز بيضا بطلب من السلطات التشادية، مشيراً إلى (استعداد) بلاده لنقل الأدوية والمعدات الطبية، بطلب من منظمة الصحة العالمية.

 

وفي سياق متصل رفضت الحكومة مبادرة فرنسية تقدَّم بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي يزور الخرطوم حالياً، تدعو إلى عقد اجتماع دولي في باريس نهاية هذا الشهر لبحث الأزمة في دارفور.

 

وقال وزير الخارجية د. لام أكول في تصريحات صحفية عقب لقائه كوشنر إن حكومته تنتظر خارطة طريق أعدها وسطاء من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ينتظر إعلانها قريباً، وبالتالي فإن أي مبادرة أخرى يمكن أن تثير ارتباكاً, وأوضح أكول أن الوقت غير مناسب لعقد اجتماع باريس، وكذلك لطرح أي مبادرة جديدة من فرنسا أو غيرها وإنما المطلوب هو دعم جهود، إلياسون ود. سالم المبعوثين الأممي والأفريقي لدارفور. وذكر وزير الخارجية أن مباحثاته مع الوزير الفرنسي لم تتطرق لما تردد عن مقترح فرنسي لفتح ممرات إنسانية في دارفور كما لم تخض في مسألة القوات التي تركت لاجتماع أديس أبابا.

 

وأكد الرئيس البشير خلال لقائه الوزير الفرنسي حرص السودان على تعزيز علاقاته مع فرنسا وتطويرها لخدمة مصالح شعبي البلدين. واستعرض الاجتماع تطورات وجهود الحكومة السودانية لتسوية قضية دارفور إضافة إلى القضايا ذات الإهتمام المشترك.

 

ودعا الوزير الفرنسي خلال لقائه المسؤولين السودانيين إلى القبول بنشر قوات دولية في الإقليم، والتعاون مع محكمة الجنايات الدولية بلاهاي. وقال كوشنر في تصريحات صحفية عقب مباحثات أجراها مع نظيره السوداني لام أكول إن المباحثات تركَّزت حول وقف اطلاق النار في دارفور والمرحلة الثالثة الخاصة بنشر قوات هجين وما وصفها بالأوضاع السيئة في الإقليم والقصف الجوي والنزوح من جرائه.

 

وأعلن أنه طرح على رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمس المبادرة الفرنسية التي تقوم على عقد اجتماع بباريس لمجموعة الإتصال الموسعة في الـ (25) من يونيو الجاري. ورهن تطوير العلاقات بين البلدين بإحداث تقدم في المحاور التي تناولها. وأضاف كوشنر بأن المقترح الداعي لفتح ممرات آمنة بدارفور عبر تشاد لإيصال المعينات الإنسانية للمتأثرين, ليس مقترحاً فرنسياً بل وجد تأييداً من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة، مبيناً أن الهدف من ذلك تحديداً ليس نشر قوات على الحدود, وإنما العمل على حماية المدنيين وتسهيل عملية توزيع الإغاثة على النازحين, وإعادة بناء القرى التي دمرت, وحماية النازحين العائدين لمناطقهم. مؤكداً أن الغاية لا تعني إغلاق ومراقبة الحدود، متناولاً الأغراض التي ستسخدم فيها الممرات المتمثلة في إيصال المعينات الإنسانية, وتشكيل مناطق آمنة.

 

وفي سياق متصل قال مسؤول الإعلام بالقصر الرئاسي في انجمينا جبريل محمد آدم لـ(السوداني) إنه تم تشكيل لجنة سداسية مشتركة بين فرنسا وتشاد من أجل وضع خطة لتوصيل الإغاثة للاجئين من دارفور والنازحين التشاديين في شرق تشاد، وقال إن وزير الخارجية الفرنسي برناند كوشنير الذي أنهى زيارة إلى انجمينا استغرقت يومين زار خلالها معسكرات اللاجئين والنازحين، وصف أوضاعهم بالسيئة، مشيراً إلى أن الوزير الفرنسي شدد على ضرورة خلق ممرات آمنة بقوات فرنسية وأوربية في حال موافقة دولها لنقل المساعدات الإنسانية عبر الطائرات قبل حلول فصل الخريف.

 

وبحث كبير مساعدي رئيس الجمهورية رئيس السلطة الانتقالية بدارفور مني أركو مناوي ووزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الدور الذي يمكن أن تضطلع به فرنسا لدعم الخطوات العملية لانفاذ اتفاق سلام دارفور. وقال مناوي عقب لقائه وزير الخارجية الفرنسي بالقصر الجمهوري اليوم، إن قضية دارفور لا تعالج إلا بالحوار والتنمية والخدمات، واصفاً لقاءه بالسيد كوشنير بأنه كان جيداً.

 

من جهته حذَّر الرئيس السنغالي عبد الله واد من فرض إنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى اللاجئين في دارفور كما كانت اقترحت فرنسا، ودعا إلى ترك الوقت أكثر للأفارقة لإقناع السودان بقبول هذه الفكرة، وقال واد بعيد لقائه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس: (فكرة الممر الإنساني أمر جيد لكن فرضها بالقوة أمر خطير جداً، ويجب إعطاء الوقت للأفارقة ليروا ما بوسعهم فعله لحمل السودانيين على القبول بذلك). وجاء تصريح واد للصحافيين تعليقاً على اقتراح وزير الشؤون الخارجية والأوروبية برنار كوشنر إنشاء ممر إنساني من تشاد إلى دارفور لنقل المساعدات الإنسانية إلى سكان الإقليم ضمن مبادرة لحل أزمة دارفور تركز على معالجة الوضع الإنساني بشكل عاجل.