قال مسؤولون اوروبيون يوم الثلاثاء إن البعثة العسكرية الاوروبية في تشاد تكبدت أول اصابة في صفوفها وان جنديا اخر فقد بعد أن ضلت دورية طريقها ودخلت السودان بطريق الخطأ واشتبكت مع قوات سودانية.
والحادث الذي وقع في منطقة الحدود بين السودان وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى هو أخطر حادث يلحق بقوة الاتحاد الاوروبي (يوفور) التي مازالت تنشر جنودها في شرق تشاد.
وكان انتشار القوة التي قوامها 3700 فرد والتي لديها تفويض من الامم المتحدة لحماية لاجئين شردتهم أعمال العنف في اقليم دارفور في غرب السودان قد تأخر بالفعل الشهر الماضي بسبب هجوم لمتمردين تشاديين على نجامينا.
وشكك محللون في قدرة القوة على ان تضطلع بمهمتها دون ان يستنزفها الصراع المتشابك بين السودان وتشاد.
وقال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران ان جنديا برتبة سارجنت من الجيش الفرنسي وجنديا اخر يخدمان في قوة يوفور في تشاد ضلا طريقهما ودخلا السودان يوم الاثنين بينما كانا يقومان بدورية استطلاع وأطلق جنود سودانيون عليهما النار.
واصيب أحد الجنديين لكنه استطاع ان يلتحق مرة اخرى بقوات اخرى من يوفور جاءت لتقصي الامر. لكن الجندي الاخر مازال مفقودا.
واعتذر الاتحاد الاوروبي وفرنسا للسودان عما قالوا انه عبور غير مقصود وغير متعمد للحدود السودانية من مركبة تابعة لقوات يوفور.
وطلب موران وقائد العمليات في يوفور اللفتنانت جنرال باتريك ناش وهو من ايرلندا من السلطات السودانية المساعدة في العثور على الجندي المفقود.
وقال ناش في بيان اصدرته يوفور «يوفور تنفذ تفويضها باحترام كامل لسيادة الحدود السودانية.»
ولم تتأثر عملية نشر القوات.
ورحب السودان باعتذار الاتحاد الاوروبي وفرنسا.
وقال علي الصادق المتحدث باسم الخارجية السودانية ان الخرطوم امرت وحدات من الجيش في منطقة الحدود «بتكثيف جهودها لتحديد موقع الجندي.»
وقال بيورن سبيرت وهو محلل بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية ببوستون ان الحادث غير مفاجئ بالنظر الى عدم وجود خط ترسيم واضح في منطقة الحدود الوعرة.
كما اظهر الحادث ايضا ان السودان ربما يكون قلقا ازاء محاولة فرنسية او اوروبية لجمع معلومات مخابراتية عن حدوده.
وقال سبيرت وهو مؤلف دراسة عن نشر قوات اوروبية في تشاد في تعليق ارسل عبر البريد الالكتروني «تبرز الواقعة احتمالية وقوع مزيد من الحوادث الحدودية والتي يمكن ان تجر قوات يوفور الى خضم الصراع الاقليمي.»
وتسبب الحادث في احراج يوفور في الوقت الذي يتشكك فيه منتقدون للمهمة في مدى حياديتها لان أكثر من نصف افراد القوة من فرنسا التي يوجد لها بالفعل جنود وطائرات في تشاد.
وساعد دعم عسكري مخابراتي فرنسي الشهر الماضي الرئيس التشادي ادريس ديبي في صد المتمردين الذين هاجموه في العاصمة نجامينا. وتتهم تشاد السودان بدعم المتمردين وهو اتهام تنفيه الخرطوم.
لكن منتقدين يقولون ان الظروف المحيطة تعرض قوات يوفور لخطر ان يعتقد انها تدعم ديبي ضد السودان.
وقال موران ان الجنديين الفرنسيين «عبرا الحدود دون ان يدركا ذلك.»
واضاف انهما تعرضا لهجوم على الفور رغم انهما اعلنا عن هويتهما امام قوات «سودانية فيما يبدو» واجهتهما.
واضاف موران «أحد الرجلين انهار بينما تمكن الاخر من الخروج من الجيب وأخذ ساترا.»
وقال الصادق في وقت سابق يوم الثلاثاء إن مجموعة من الجنود البيض في عربة جيب عسكرية دخلت السودان من تشاد يوم الاثنين وفتحت النار على نقطة تفتيش عسكرية سودانية.
واضاف انه بعد اشتباكات اولية دخلت قوة أكبر تدعمها طائرة هليكوبتر السودان من تشاد واشتبكت مع نفس نقطة التفتيش السودانية وان مدنيا سودانيا قتل في هذا الاشتباك