توصل فريق تحقيق مشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي إلى أن هجوم القوات الحكومية السودانية والميليشيا المتحالفة معها على بلدتين باقليم دارفور الجمعة الماضي أسفر عن تدميرهما جزئيا.
وقالت مصادر مقربة من فريق التحقيق إنه تم العثور على مباني محترقة، كما قال سكان محليون إنهم تعرضوا للهجوم من قبل رجال يمتطون الخيول كما شاهدوا مروحيات عسكرية وطائرة أنتونوف.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد العاملين السودانيين بالمنظمة لقي حتفه في القتال.
وقد فر آلاف اللاجئين إلى تشاد المجاورة بعد الهجوم الذي قالت الحكومة السودانية إنه يهدف إلى تطهير المنطقة من المتمردين.
وقال المتمردون إن حوالي 200 شخص لقوا حتفهم في القتال غير أنه لم يصدر تأكيد لذلك.
وأعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن أربعة آلاف نازح فروا من دارفور إلى تشاد المجاورة في أعقاب تلك هجمات.
وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت من جانبها أنها شنت هجوما على مقاتلين من حركة العدل والمساواة التي تتخذ من المنطقة معقلا لها، وقال مسؤولون حكوميون إن الهجوم شمل قصفا جويا استهدف المتمردين.
وقال عثمان محمد الغباش، المتحدث باسم الجيش السوداني: «إن المتمردين تراجعوا إلى تشاد، مخلفين وراءهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمعدات التي يجرى الآن إحصاؤها».
وأكد المتمردون استهداف القوات الحكومية السودانية للمنطقة من خلال القصف الجوي والهجمات التي شنتها القوات النظامية بالتعاون مع مليشيا الجنجاويد العربية الموالية لها. مشكلة اللاجئين
وكان رئيس الحكومة التشادية نور الدين ديلوا كاسير كوماكويي قد قال الاثنين إن بلاده لن تقبل المزيد من اللاجئين الفارين من إقليم دارفور المضطرب، كما ستبادر إلى طرد النازحين، ما لم يقم المجتمع الدولي بإعادتهم إلى موطنهم أو إيجاد بلد آخر يأويهم.
وقال كوماكويي: «لا نستطيع السماح للمزيد من اللاجئين بالقدوم ليخلقوا لنا المشاكل والبلبلة.»
وأضاف: «فلندع المجتمع الدولي، الذي يعتمد اللين مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير، يبحث عن بلد آخر لإيوائهم (اللاجئين).»
وكان رئيس قوة حفظ السلام الدولية، المشكلة من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، قد دعا الطرفين إلى ضبط النفس.
يذكر ان هذه القوة يبلغ عددها حاليا قرابة تسعة آلاف فرد ومن المقرر أن يزداد عددها إلى 26 ألف فرد خلال العام الحالي.
يشار إلى أن الصراع في دارفور تسبب في مقتل حوالي 200 ألف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين، أكثرهم فروا غربا إلى تشاد.
وجاءت موجة النزوح الجديدة من دارفور إلى تشاد في أعقاب الهجوم الذي شنه متمردون على العاصمة التشادية نجاميا، حيث استهدفوا القصر الرئاسي والرئيس إدريس ديبي، وهو ما أوقع البلاد في أزمة حادة.
وتتبادل تشاد والسودان الاتهامات بأن كلا منهما تأوي متمردين مناهضين لهما.