الرئيس السوداني يوجه بفتح معسكرات للدفاع الشعبي

November 2007 · 4 minute read

وجه الرئيس السوداني عمر البشير بفتح جميع معسكرات الدفاع الشعبي «مليشيات شعبية موالية للحكومة» بالبلاد، وقال: «لسنا طلاب حرب ولكن اتضح بأنه لا بد ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات». واضاف البشير في لهجة تحذيرية «ان حكومته لن تشعل النار ولكن من يشعلها في البلاد عليه ان يتدفأ بها».
وشدد الرئيس السوداني: «من يريد ان يقاتلنا فعليه ملاقاتنا في الأحراش والخنادق وليس الفنادق»، ثم كال هجوما ضاريا على الغرب خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، وقال انهم «يريدون استغلال ثرواتنا، وهم ليسوا أكثر حرصا منا على الشعب السوداني».
وكان البشير يخاطب حشدا جماهيريا في استاد مدينة ود مدني ثاني اكبر مدن السودان امس بمناسبة العيد الثامن عشر لقوات الدفاع الشعبي، وتأتي هذه التصريحات المتشددة في وقت تتصاعد فيه الأزمة بينه وبين نائبه الاول، شريكه في الحكم سلفاكير ميارديت، الذي أنهى زيارة مثيرة للجدل إلى الولايات المتحدة، ولاحظ المراقبون ان البشير لم يوجه خطابه التحذيري هذا الى الحركة الشعبية مباشرة، ولكنه يشير بصورة او باخرى، الى الازمة المتفاقمة بين حزبه، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بزعامة سلفاكير. ووسط هتافات داوية مثل «هي الله هي الله» من الجماهير أعادت للاذهان الصورة المتشددة لحكومته، قال «نحن نقول الله اكبر لاننا ليس لدينا كبير سوى الله»، واضاف «ومن هان فان كل الطواغيت تحت بوطي، أي حذائي العسكري»، واضاف «ومن هان فان الكلام انتهى»، وقال الرئيس السوداني انه «اليوم مشتاق إلى الشهداء الذين قتلوا في حرب الجنوب ومن بينهم نائبه السابق الزبير محمد صالح»، واضاف «اذا كان لا مفر من الموت فانه من الأفضل ان يكون في سبيل الله».
وأكد البشير ان الدفاع الشعبي هو الوليد الشرعي للإنقاذ، واضاف: «إننا دعاة سلام وحريصون عليه ووضعنا السلام ووقعنا السلام ليس ضعفا او انكسارا وانما وقعناه ونحن في قمة انتصاراتنا وان الانقاذ عند مجيئها وضعت بند السلام خيارا استراتيجيا ومن اجله قدمت الشهداء والجرحى من كل الفئات»، وقال «عندما جئنا كان كل السودان مسارح للعمليات الحربية، وعليه مخطئ من يظن باننا الآن ضعفاء بسبب الحرب الدائرة الآن في دارفور».
وأبان ان انتصارات المجاهدين كانت بسلاح الله اكبر من المجاهدين والدبابيين» يفجرون الدبابات» والقوات المسلحة والشرطة الموجودة حتى حققنا الانتصار في جبال النوبة والنيل الازرق وكان الانتصار المدوي بتوريت. واضاف الرئيس السودانى قائلا «اننا اصحاب عهود ومواثيق لا نخرج عن الاتفاق الذي وقعناه ومن يظن اننا ضعفنا بسبب الحرب في دارفور فهو واهم».
ودعا الحركة الشعبية إلى الاحتكام إلى المفوضيات التي جاءت باتفاق السلام لنرى من الذي نفذ الاتفاق ومن الذي لم ينفذ، وقال ان اتفاق السلام فيه بنود آليات للتنفيذ «فعلى الحركة جرد الحساب لتعرف من هو الطرف الذي اخذ اكثر في الفترة الماضية».
وبشأن النزاع حول منطقة «ابيي» الغنية بالنفط والذي يعتبر من اكبر عقبات تنفيذ اتفاق السلام بينهما، جدد البشير عدم الاعتراف بما جاء به خبراء كلفوا من قبل الطرفين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في وقت سابق بوضع الحلول للازمة، وقال «عليهم ان يبلوا تقريرهم ويشربوا مويته»، واضاف في تشدد «نحن ملتزمون بحدود ابيي لعام 1950، ولن نعطيهم شبرا اكثر من ذلك».
وأكد الرئيس البشير رفضه قبول القوات من السويد والنرويج باعتبارهم أساءوا إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومن أساء إلى الرسول عليه السلام لا تطأ قدمه ارض السودان. وقال: اننا لا نبدأ باعتداء او حرب ولكن من يبدأ بها يتحمل المسؤولية. وندد الرئيس بمحاولة جمعية «آرش دي زوي» الفرنسية نقل اطفال الى فرنسا قالت انهم من ايتام دارفور في غرب السودان، بانها «تجارة رقيق»، وتساءل: هل يريدون اعادة تجارة الرقيق وهم الذين يدعون إلى حقوق الانسان وتحقيق الحريات. وكان والي ولاية الجزيرة عبد الرحمن سر الختم قال قبل يوم من زيارة البشير إلى مدينة ود مدني عاصمة الولاية، ان خطاب الرئيس سيكون مهماً قياساً بالمرحلة السياسية التي تمر بها البلاد وبما يدور في اذهان المواطنين عن مسيرة السلام والشراكة. وفي احتفال مماثل في مدينة دنقلا شمال الخرطوم، جدد الزبير بشير طه وزير الداخلية رفض بلاده التدخل الاجنبي، وقال ان حكومته لن تتخلى عن ثوابت ثورة «الانقاذ»، وحكم الرئيس البشير.
ومن جهة اخرى، تصل إلى البلاد الثلاثاء المقبل هنريتا فور وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الإدارة والتي تتولى مهام الوكالة الدولية للتنمية بالإنابة ومديرة العون الأميركي الخارجي، وذلك في زيارة رسمية تستغرق 3 ايام. وذكرت وكالة السودان للانباء الرسمية أن المسؤولة الأميركية ستلتقي خلال الزيارة بعدد من المسؤولين من بينهم وكيل وزارة الخارجية ووكيل وزارة الشؤون الإنسانية وستبحث معهم قضايا العون الإنساني وبرامج المعونة الأميركية بالسودان وستزور حاضرة شمال دارفور حيث تلتقي والي الولاية.