اشتبك الجيش السوداني مع متمردي دارفور في منطقة جبل مون يوم الثلاثاء في هجوم للحكومة لاستعادة المنطقة الواقعة غرب الاقليم من المتمردين الذين حملوا السلاح قبل خمسة أعوام.
وعبرت الامم المتحدة عن قلقها ازاء امن مدنيي دارفور الذين التمسوا اللجوء الى المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون بالقرب من الحدود التشادية بعدما استعادت الحكومة ثلاث بلدات كبيرة بالقرب من عاصمة ولاية غرب دارفور الجنينة في الثامن من فبراير شباط والتقارير اللاحقة عن القصف يوم الاثنين.
وقال شيخ الدين ماهين المسؤول بحركة العدل والمساواة احدى حركات التمرد في دارفور «الاشتباكات مستمرة منذ الصباح.»
وأضاف » هناك طائرات تقصف…هليكوبتر وانتونوف.»
ورأى شاهد من رويترز طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش تقلع وتهبط في مطار الجنينة. وقال متحدث باسم الجيش السوداني ان الجيش بدأ عملية «تطهير» للمنطقة بأسرها.
وقال المتحدث لرويترز «توجد عناصر من المعارضة التشادية وأخرى من الحكومة التشادية تدعم متمردي دارفور في المنطقة الذين يهاجمون المدنيين.»
وتتبادل تشاد والسودان الاتهامات بدعم المتمردين في دارفور ومنطقة شرق تشاد المجاورة. وأحبط الرئيس ادريس ديبي هجوما للمتمردين على نجامينا في وقت سابق من الشهر الجاري اتهم الخرطوم بتنظيمه.
وقالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين انها أجلت بشكل مؤقت ستة أو سبعة أطقم من الجانب التشادي للحدود حيث تجمع ما بين سبعة الاف و12 ألفا من لاجئي دارفور منذ هجوم الثامن من فبراير.
وقالت جينيفر باجونيس وهي متحدثة باسم الوكالة في جنيف عن المنطقة الواقعة شرق تشاد «ليس لدينا تأكيد او تفاصيل اخرى عن القصف المزعوم لكن القصف يمكن سماعه من بيراك
وقالت ان اللاجئين وصلوا يحملوان امرأة فقدت ساقيها في قصف معسكر أرو شورو بالقرب من جبل مون يوم الاثنين. وتوفيت السيدة لاحقا.
واعرب مسؤول الامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز عن قلقه بشأن الاف المدنيين الذين يلتمسون اللجوء داخل جبل مون في اعقاب قصف معسكر أرو شورو الخالي تقريبا.
وقال في بيان «اني قلق جدا على السكان المدنيين المحاصرين وسط هذا العنف. اذا وقعت هجمات اخرى فالعواقب بالنسبة لنحو 20 الف مدني في هذه المنطقة يمكن ان تكون كارثية.»
وقال ان ما مجمله 160 الف مدني في المنطقة يمكن ان يواجهوا عواقب وخيمة جراء العنف.
وقال السكان ان الميليشيا المتحالفة مع الحكومة وغارات القصف قتلت 114 شخصا في هجوم الثامن من فبراير. ونفى الجيش اي صلة له بالميليشيا وقال ان كثيرا ممن قتلوا كانوا متمردين في ثياب مدنية.
وقال شاهد من رويترز انه رأى كثيرا من المسلحين يركبون الخيول والجمال ويرتدون ملابس عسكرية شمال الجنينة. كما شوهدت دبابة سودانية كتبت عليها كلمة «موت» على الطريق المتجه شمالا.
وحمل معظم المتمردين غير العرب السلاح في دارفور في اوائل 2003 متهمين الحكومة المركزية باهمال الاقليم. ويقدر الخبراء الدوليون ان 200 الف شخص لاقوا حتفهم وفر 2.5 مليون من منازلهم اثر عمليات الاغتصاب والنهب والقتل التي تلت ذلك.
وتسلمت لجنة مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي مهام حفظ السلام في 31 ديسمبر كانون الاول لكن مع وصول تسعة الاف فقط من 26 الفا من من قوات الجيش والشرطة يلزم وجودهم على الارض فان البعثة لم تتمكن بعد من أداء مهمتها على النحو المطلوب