أقر مبعوثا الأمم المتحدة، يان الياسون، والاتحاد الافريقي سالم احمد سالم الى دارفور، أمس بفشلهما في العملية السياسية بين اطراف النزاع السوداني في الاقليم المضطرب، واعتبرا ان التحدي الذي يواجههما الآن هو التوصل الى موقف مشترك بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في الاقليم حول وقف العدائيات قبل فصل الخريف، في وقت ربطت فيه حركة العدل والمساواة وقف العدائيات باتفاق إطاري بشأن القضايا السياسية.
وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي سالم احمد سالم في مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الاممي يان الياسون في الخرطوم، ان الوساطة التي يقومان بها فشلت. واضاف «لو كانت الوساطة نجحت لكان هناك سلام على الارض الآن»، معتبراً ان التوصل الى اتفاق سلام في دارفور لا يعتمد على الوسطاء بل على اطراف النزاع، راهناً الوصول الى سلام بتطبيع العلاقات بين السودان وتشاد.
من جهته، حدد مبعوث الامين العام للامم المتحدة لدارفور، الياسون، في ذات المؤتمر الصحافي ثلاثة مجالات للتشاور بين الاطراف السودانية بان يتم اعداد لوقف النار، والتعاون بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة والقوات المشتركة الاممية والافريقية (يونميد) لبناء الثقة على الميدان وايصال المساعدات الانسانية للنازحين. وقال ان التحدي الذي يواجه الوساطة هو الوصول الى موقف مشترك بين الاطراف حول وقف العدائيات وشروطها وكيفية تحقيقها، مشيراً الى انهم يضعون في الاعتبار القتال الذي يدور بين الحركات والعنف العشوائي لمليشيا الجنجويد، وآخرها ما حدث في سوق الفاشر بشمال دارفور، واصفاً القتالَ بين القبائل المختلفة في الاقليم بالخطير جداً.
وكشف الياسون عن ان الحكومة والحركات المسلحة في دارفور أبدت استعدادها لمناقشة وقف العدائيات، وقال «التحدي الآن هو كيفية التوصل الى موقف مشترك في هذه المرحلة الحرجة مع تزايد العنف والاوضاع الخطيرة التي تواجهها معسكرات النازحين». واضاف ان «الاتجاه الآن حشد كل الشركاء لوقف العنف واجراء لقاءات مباشرة بين الحكومة وحركات دارفور لمناقشة وقف العدائيات»، معرباً عن امله ان يتم اللقاء قبل موسم الخريف. وقال بعد تحقيق وقف للعدائيات يمكن الدخول الى قضايا المفاوضات الاساسية.
غير ان حركة العدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم الذي اجرى اجتماعاً مع الوسيطين الياسون واحمد سالم في المناطق التي تسيطر عليها حركته ربطت التوصل لاتفاق وقف العدائيات مع الحكومة السودانية باتفاق اطاري يتم تذيله بوقف اطلاق النار مع الاجابة على القضايا المتعلقة بالنزاع. وطالبت بتحديد اطراف النزاع وفق معايير واضحة في أي مفاوضات قادمة.
وقال الناطق الرسمي للحركة احمد حسين لـ«الشرق الاوسط» ان الاجتماع الذي جمع خليل وقيادات الحركة مع الوسطاء تناول قضايا استئناف العملية السياسية بشكل جديد. واضاف ان الحركة ابلغت الوسطاء الى ضرورة اجراء اصلاح جذري ومؤسسي في الوساطة لتصبح حقيقية وتساعد الاطراف في التعاطي مع العملية السياسية. وتابع «لقد اثبتت الوساطة فشلها تماماً مع التقدير لجهود سالم والياسون، لكننا طالبنا بوسيط أوحد دولي وبكفاءة ومعايير محددة وليس كما يحدث الآن من وسيطين»، مشيراً الى ان حركته طالبت ضرورة اجراء مشاورات مسبقة حول زمان ومكان واجراءت التفاوض. وقال «ألا نساق سوقاً للمفاوضات ولن نشارك في مفاوضات علاقات عامة تخدم النظام وهو ما ابلغناه للوسطاء