انهارت هدنة هشة في منطقة ابيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، وخلّف تجدد المواجهات بين قبيلة المسيرية العربية والدينكا كبرى قبائل الجنوب السودان 20 قتيلاً من الطرفين على رغم وجود وفد حكومي من طرفي السلام في المنطقة.
وجاء ذلك في وقت هدد الرئيس التشادي إدريس ديبي بمطاردة وضرب المتمردين التشاديين «داخل السودان»، متهماً الخرطوم مجدداً بالوقوف وراء «خطة لزعزعة استقرار تشاد». ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه قوله خلال «مسيرة تأييد» لنظام حكمه في نجامينا أمس: «لا وجود لأي مرتزقة (الصفة التي تطلقها نجامينا على المتمردين) على الأراضي التشادية». وأضاف ديبي الذي كان يتحدث أمام مئات الأشخاص: «سنقضي عليهم في أوكارهم داخل السودان». وتابع: «ستنقض قواتنا عليهم داخل السودان. سنسحقهم داخل السودان». وتحدث عن المتمردين المناهضين له والذين تحالفوا في منتصف كانون الأول (ديسمبر) قائلاً: «للأسف هؤلاء التشاديون الذي يتم التلاعب بهم لم يفهموا شيئاً… فليتخلوا عن السلاح وليعودوا إلى البلاد، هذا ما أنصحهم به».
ودارت معارك عنيفة من 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الى الرابع من كانون الأول (ديسمبر) بين الجيش التشادي وحركات التمرد الرئيسية في شرق تشاد، ما أدى إلى سقوط اتفاق السلام الموقع في 25 تشرين الأول (اكتوبر) في سرت في ليبيا. ومنذ ذلك الحين يؤكد المتمردون انهم يعيدون تشكيل صفوفهم. ويقر مسؤولون متمردون إن العدد الأكبر من قواتهم موجود حالياً على الجانب السوداني من الحدود مع تشاد.
واتهم ديبي نظيره السوداني عمر البشير بالسعي الى «فرض عقيدة في تشاد وفي المنطقة تستند إلى الإرهاب والاسلام الجهادي»، مؤكدا أن «خطة زعزعة استقرار تشاد لن تنجح».
المسيرية و«الجيش الشعبي»
على صعيد آخر، قالت مصادر رسمية سودانية ان قوات «الجيش الشعبي لتحرير السودان» المتمركزة في محطة بحر العرب شمال حدود جنوب البلاد، اعتدت على رعاة من قبيلة المسيرية العربية، ما أدى الى وقوع اشتباكات بين الجانبين جنوب مدينة الميرم سقط على اثرها 20 قتيلاً من المسيرية وعدد من الجرحى.
وقال رئيس لجنة درء آثار الحرب بين المسيرية والدينكا دينق قاو إن الهجوم وقع في اعقاب زيارة وفد حكومي إلى المنطقة بهدف التهدئة، وطالب السلطات العليا بالتدخل الحاسم لوقف الاقتتال الذي حصد عشرات الارواح.
وقال وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين إن توسع قوات «الجيش الشعبي» في مواقع جديدة في مناطق المسيرية أمر غير صحيح ولا يتفق مع إتفاق السلام. وطالب بإلتزام الحدود القديمة القائمة الآن بين شمال البلاد وجنوبها وعدم تجاوزها، موضحاً أن الهدف من ترسيم الحدود تعزيز التعايش السلمي بين سكان المنطقة.
وأعلن باقان أموم، وزير شؤون مجلس الوزراء الأمين العام لـ «الحركة الشعبية»، أن قائد «الجيش الشعبي» سيصل اليوم الى المنطقة لتنفيذ قرار رئيس الحركة الفريق سلفاكير ميارديت بسحب قواته الى جنوب بحر العرب. ودعا الطرفين الى الالتزام بمواقفهما وعدم القيام بأي أعمال هجومية كما دعا لفتح الطريق الذي يربط بين ولايتي جنوب كردفان وشمال بحر الغزال ولو استدعى ذلك تشكيل حراسات للعربات التي تمر ب