سعى دبلوماسيون كبار من 26 دولة لاعطاء قوة دفع يوم الجمعة لنشر قوة لحفظ السلام في اقليم دارفور وإجراء مفاوضات لوقف اطلاق النار ولكن الخلافات استمرت بشأن الجهة التي ستزود هذه القوات بما يلزمها من امدادات.
ودعا المسؤولون الذين اجتمعوا لاكثر من اربع ساعات الدول الى التعهد بتقديم الدعم المالي ومساعدات اخرى للقوة المزمع تشكيلها من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لاقليم دارفور الواقع في غرب السودان والتي تضم ما يصل الى 26 الف جندي وشرطي.
وأدت اربع سنوات من الحرب الى مقتل مئات الآلاف وتشريد 2.5 مليون شخص من ديارهم في المنطقة.
وقال مارك مالوتش بروان وزير الدولة البريطاني لشؤون افريقيا ان «الجميع يدركون ان هذه مجرد بداية الجزء الصعب وهو عملية الارسال وحفظ السلام.
«العنف لم يهدأ» مشيرا الى تجدد القتال في دارفور الاسبوع الماضي ولاسيما في المخيمات المكدسة بالاشخاص الذين شردوا من ديارهم.
ولكن تشكيل قوة حفظ السلام كشف عن انقسامات بشأن نشر القوات غير الافريقية على الرغم من نفي الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ورئيس الاتحاد الافريقي عمر كوناري اللذين رأسا المحادثات المغلقة ان تكون تلك هي الحقيقة.
وصرح مسؤولون بالامم المتحدة بأن السودان مدعوم من الاتحاد الافريقي رفض قوات مشاة من تايلاند واوروجواي . بل ورفضت الخرطوم وحدة مهندسين من النرويج على الرغم من تعهدها بالسماح لوحدات غير افريقية بالقيام بالمهام المتخصصة.
وقال جون نجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية للصحفيين «لا نعتقد ان هناك اي شيء يخشاه السودان من السماح والموافقة على مشاركة بعض من تلك الوحدات غير الافريقية المتخصصة في تكوين قوة لحفظ السلام في دارفور.»
واضاف ان هذا لن يشكل «خرقا لمبدأ تشكيل قوة اغلبها من الافارقة» والذي وافقت عليه الامم المتحدة.
وقال اكوم لام وزير الخارجية السوداني ان الدول الافريقية قدمت «190 في المئة» من القوات البرية اللازمة ويمكن لدول اخرى ان تقدم مساعدات لوجيستية بالاضافة الى التمويل.
ووافق كوناري على هذا الرأي قائلا «لقد اكدنا ان لدينا عروضا كافية على كل الجبهات .
«انني واثق اننا سنتوصل الى تفاهم بشأن كل المسائل الفنية التي نناقشها.»
ولكن جان ماري جيوهينو الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام قال انه ليس لدى كل القوات الافريقية المعدات الملائمة او التدريب اللازم للقيام بمهام مختلفة.
وأصرت محادثات يوم الجمعة ايضا على حضور كل الجماعات المتمردة محادثات السلام مع الحكومة والمقرر عقدها في 27 اكتوبر تشرين الاول في ليبيا مع تهديد نجروبونتي بفرض عقوبات على زعماء المتمردين اذا رفضوا المفاوضات.
ويرفض احد الزعماء الرئيسيين للمتمردين وهو عبد الواحد محمد النور الذي يتخذ من باريس مقرا له الحضور.
وقال نيجروبونتي «اذا اختارت جماعة متمردة مهمة عدم الحضور..فيجب الا يكون هذا خيار مجاني .
«فكرة العقوبة ليست قاصرة على الحكومة وحدها. انها تتعلق ايضا بزعماء جماعات التمرد.»
وسيسعى اجتماع ليبيا الى انهاء صراع اثار واحدة من اسِوأ الازمات الانسانية في العالم وادى الى اتهامات امريكية رفضها السودان بوقوع ابادة جماعية.
ومازال توقيت الانتشار الكامل معلقا مع توقع البعض ان يكون في اوائل العام المقبل ولكن اخرين يتوقعون حدوث تأخير ولاسيما اذا لم تقدم الدول الغربية وحدات هليكوبتر وطائرات نقل متخصصة
تهديد دولي لمتمردي دارفور حال رفض المشاركة بمحادثات ليبيا
الجزيرة: وكالات
دعا المشاركون في اجتماع دولي في نيويورك كافة الجماعات المتمردة في إقليم دارفور غربي السودان إلى المشاركة في محادثات السلام مع الحكومة السودانية المرتقبة في ليبيا، وهددوها بالعقوبات في حال رفضت دخول المفاوضات.
وجاء في بيان مشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في ختام اجتماع انعقد أمس الجمعة في نيويورك وشارك فيه ممثلو ثلاثين بلدا أنهما «وجها دعوة إلى كافة الأطراف للانضمام إلى العملية السياسية والاستعداد للمفاوضات التي ستبدأ في 27 أكتوبر/تشرين الأول في ليبيا».
وهدد المجتمعون بفرض عقوبات على الجماعات التي تتخلى عن تلك المفاوضات. وقال جون نيغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية «نحن مستعدون لفرض عقوبات» على المجموعات المتمردة التي ترفض الذهاب إلى المفاوضات.
وشدد المندوبون في المؤتمر على أن «كل مجموعة لا تشارك في المحادثات أو تحاول عرقلتها ستواجه بتدابير تأديبية حازمة وفعالة».
موقف المتمردين
وكانت جماعات متمردة من إقليم دارفور علقت اجتماعا يهدف إلى التوصل لموقف مشترك قبل محادثات طرابلس, وذلك على أمل انضمام المزيد من الفصائل للمشاورات.
وكانت الاجتماعات قد بدأت في تشاد يوم الأربعاء الماضي بهدف الاتفاق على موقف تفاوضي للمتمردين ولكن لم تحضر الجماعات كلها، وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر بداية الشهر المقبل للسماح بمزيد من المشاورات.
وكان عبد الواحد نور -مؤسس حركة جيش تحرير السودان والذي يعتبر دعمه لأي اتفاق سلام بشأن دارفور أمرا أساسيا- تغيب عن الحضور.
وكان نور قد رفض في وقت سابق الاشتراك في محادثات السلام في ليبيا وطالب بأن تضمن القوات الدولية نزع أسلحة المليشيات الموالية للحكومة المعروفة باسم الجنجويد.
خلاف حول القوات
من جهة أخرى شهد اجتماع نيويورك خلافا حول تشكيل القوات المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي يتوقع نشرها في إقليم دارفور للسهر على حفظ السلام.
وقد أبدى مسؤولون من الأمم المتحدة شعورا بالقلق بسبب عدم قيام عدد كاف من الدول بعرض المساهمة بجنود في تلك القوة المشتركة التي يبلغ قوامها 26 ألف فرد.
وقال مالكون براون مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية في الاجتماع إنه يتعين حل هذه المشكلة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويصر السودان على أنه يجب أن يغلب الطابع الأفريقي على تلك القوات.
وتركزت المشاورات في لقاء نيويورك على التمهيد لمفاوضات طرابلس التي دعت إليها الأمم المتحدة وسبل الإسراع بنشر القوات المشتركة في دارفور.
وشارك في الاجتماعات إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري، وممثلون من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالإضافة إلى مصر والصين