قال الرئيس عمر البشير إن السودان أعاد علاقاته مع دولة تشاد الى طبيعتها، وأضاف: ان العلاقة الآن بين البلدين «عسل على لبن»، في استباق لزيارة، طال انتظارها، سيقوم بها الرئيس التشادي ادريس دبي للخرطوم بعد غد.
وقالت مصادر في الخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس دبي يبحث فى الخرطوم تفاصيل إنهاء الازمة بين البلدين بسبب التوترات على الحدود المشتركة، ونوهت المصادر على حرص كل من البشير ودبي على تنفيذ الاتفاقات السابقة، فضلا عن التعهدات التي قطعتها قيادة البلدين في اتفاق الرياض تحت القيادة السعودية، واتفاق طرابلس تحت القيادة الليبية، وقالت المصادر ان زيارة دبي تبحث بصورة دقيقة عملية نشر قوات مشتركة سودانية ـ تشادية لمراقبة الحدود.
ومنذ عام 2003 حيث تفجرت أزمة دارفور، ظلت العلاقات بين الخرطوم ونجامينا في حلة تذبذب مستمر بسبب النشاطات المعارضة للبلدين، وخاصة نشاط حركات دارفور المسلحة، ووصلت الازمة حد اعلان تشاد في عام 2006 الحرب على السودان. وتتنازع مبادرتان من ليبيا والسعودية لنزع فتيل التوتر بين البلدين. وكان البشير يتحدث ليل اول من امس فى احتفال أقامه حزبه المؤتمر الوطني بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لانقلابه المعروف بـ«ثورة الانقاذ الوطني»، وصوب البشير هجوما ضاربا على الغرب، وركز الهجوم على الولايات المتحدة.
وشدد على أن حكومته لن تسمح بدخول أية قوات غربية ضمن حزمة القوات الهجينة التي وافقت على دخولها اقليم دارفور المضطرب اخيرا بدون شروط، وقال في الخصوص «لن نقبل بدخول الخواجة الى بلادنا»، وواصل في تشدد ان القوات التي ستدخل الى دارفور أفريقية، وتابع «لن نفرط في السودان ولن نسلمه لمستعمر».
وسخر الرئيس السوداني مما وصفها الدول المتربصة بالسودان حينما وقعنا الدعم الثقيل في اطار القوات الهجينة «عملوا مناحة» في واشنطن «وفرشوا وبكوا» ودونما خجل اصدروا قرارات لمعاقبة السودان، قال: حينما نسمع انهم يريدون فرض عقوبات علينا نضحك عليهم لأنهم يعتقدون ان الكون في يدهم.
وحسب الرئيس السوداني، فان دارفور الآن آمنة وكل الاحداث التي تقع «من حرامية وقطاع طرق»، وقال ان الطريق من الخرطوم وحتى مدينة «الجنينة» الحدودية مع تشاد آمن ويمكن السير فيه دونما حراسة. وقال البشير في الشأن إن الكيد والتربص بالبلاد لم ينته، وأضاف ان الهدف هو دولة السودان العظمى، وان كل الدول التي أصبحت كبرى ليست «أرجل مننا». وبعد ان قدم سردا مسهبا لانجازات حكومته منذ قدومها عام 1989 وحتى الآن ، تعهد الرئيس البشير، لاول مرة ، بأن المفصولين الذين فصلوا ظلماً سيجدون حقوقهم كاملة، وقال: «اي زول لمن جينا وقلنا ده شيوعي وده حزب امة وفصلناه ديل العندهم حق عندنا»، وأضاف: ان اي مواطن تم فصله لأسباب سياسية سيجد حقه كاملا غير منقوص، ويذكر ان عدد المفصولين تعسفيا وسياسيا تحت بند ما يعرف بـ«الصالح العام» في عهد الرئيس عمر البشير يفوق عددهم الـ 909 آلاف عامل وموظف.
وقال البشير ان السودان يسع الجميع، وكل من يريد العمل السياسي له الحرية في ذلك، ومضى ان الانتخابات قادمة، وأوضح ان الشعب هو الذي يختار، مبيناً انه (اي الشعب) اذا لم يخترهم فلن يعارضوا الوطن وسندعم الذي يختاره الشعب، وسنكون ضد كل ما من شأنه معارضة مصالح البلاد، وزاد: إذا جاء غزو للبلاد سيجدون «شبابنا قدام». وفي الخطاب قال البشير «اننا حققنا السلام رغم كيد المتآمرين»، وأكد السعي لإكمال السلام بدارفور وعدم تسليم البلاد لأي اجنبي أو أممي أو اي جهة، وأضاف سنجتهد لحلحلة المشاكل رغم محاولاتهم لإيقاف مشروعات التنمية. وأكد البشير أن الشريكين في اتفاق السلام حققا اختراقاً كبيراً تم في قضية أبيي بتجاوز تقرير الخبراء والسعي للوصول الى حل سياسي بين الشريكين، وقال اذا وصلنا الى حل «أهلا وسهلا، واذا لم نصل سنعمل حلا مؤقتاً».