تحتضن فرنسا اليوم مؤتمرا دوليا لبحث سبل دعم الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي تعصف بإقليم دارفور غربي السودان، لكن الخرطوم قررت مقاطعة المؤتمر واعتبرته لقاء غير مجد.
وتشارك في المؤتمر بالإضافة إلى فرنسا والولايات المتحدة، روسيا والصين والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و11 دولة أوروبية واليابان ومصر والجامعة العربية.
في المقابل تغيب عن المؤتمر إلى جانب السودان، تشاد المعنية مباشرة بأزمة دارفور والاتحاد الأفريقي الذي نشر قوة سلام في الإقليم.
وتقول باريس إن الهدف من اجتماع اليوم هو دعم جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وتقديم الدعم السياسي لمن يحاولون لم شمل جماعات التمرد وتقديم الدعم المادي للقوة الأممية الأفريقية المختلطة التي وافقت الخرطوم على نشرها بالإقليم، وسط شكوك في تنفيذ تعهدها.
توقعات واستباق
ومن جهتها تأمل واشنطن أن يساعد اجتماع باريس في تنسيق الجهود بين الدول الكثيرة المعنية بأزمة دارفور وبحث فكرة فرنسا بإنشاء قوة لحفظ السلام في شرق تشاد.
وقد استبقت وزيرة الخارجية الأميركية مؤتمر باريس بتجديد الدعوة للسودان إلى قبول نشر قوة دولية في دارفور.
وقالت كوندوليزا رايس أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنر في باريس إنها أبلغت الحكومة السودانية أنها «إما عاجزة أو لا تمتلك الإرادة لضمان أمن سكان الإقليم وعليها بالتالي قبول المساعدة الدولية».
وحملت الوزيرة المجتمع الدولي مسؤولية استمرار العنف بالإقليم قائلة إنه لم ينهض بمسؤولياته هناك، داعية إلى التشديد على الخرطوم لإرغامها على القبول بنشر قوة مشتركة في دارفور.
أسباب الرفض
وتسوق الخرطوم أسبابا عدة لتبرير رفضها المشاركة في مؤتمر باريس لكنها تترقب ما سيتمخض عنه من نتائج. وتقول السودان إن فرنسا لم تستشرها قبل الإعداد لهذا المؤتمر.
وتقول الخرطوم إن ذلك المؤتمر يمكن أن يؤدي إلى «تشتيت الجهود» الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية للنزاع في دارفور.
ويرى أحد كبار مسؤولي وزارة الإعلام أن المؤتمر يهدد بإيجاد «قناة موازية إذا لم تكن متناقضة» مع تلك التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.