قال خليل ابراهيم أحد زعماء المتمردين في دارفور يوم الثلاثاء انه سيواصل القتال اثناء انعقاد محادثات السلام المقبلة حتى يتم التوصل لتسوية نهائية لوضع حد للصراع في غرب السودان.
وقال ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة انه أقال نائبه بحر ادريس ابوقردة واتهمه بعقد اجتماعات سرية مع الحكومة لاضعاف الحركة.
وقال ابراهيم لرويترز من دارفور «لن نوقف اطلاق النار قبل أن نتوصل لتسوية سياسية… وقف اطلاق النار هو انهاء للمقاومة والثورة.»
وقال الرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارة هذا الشهر لايطاليا انه سيعلن وقفا لاطلاق النار في دارفور عندما تبدأ محادثات السلام مع المتمردين والمقرر عقدها في 27 اكتوبر تشرين الاول في ليبيا.
وقال ابراهيم الذي تتحمل جماعته المسؤولية الرئيسية عن القتال مع الحكومة في اقصى شرق دارفور في الاشهر الاخيرة ان الحركة ستحضر المحادثات لكنها لن تتخلى عن اسلحتها.
وقال «ليست هناك نوايا طيبة من الجانب الاخر. هذه مجرد خدعة» مضيفا أن حركات التمرد الثلاث التي تفاوضت في المحادثات السابقة حتى مايو أيار من عام 2006 التزمت بهدنة سابقة انتهكتها الحكومة.
ووقع فصيل واحد على اتفاق سلام عام 2006 رفضه الكثيرون في دارفور بوصفه غير كاف.
ومنذ ذلك الحين انقسمت جماعات التمرد لاكثر من 12 جماعة متنافسة. لكن تحالفا عسكريا ابرم مؤخرا بين حركة العدل والمساواة وفصيل الوحدة في جيش تحرير السودان شكل أكبر تهديد عسكري للخرطوم في دارفور.
وفي اشارة على المزيد من الانقسامات قال ابراهيم ان ابو قردة وهو من المخضرمين في الصراع اقيل وأن الحركة ستجري تغييرات في قادتها لتقوية صفوفها قبل المحادثات.
وأضاف ابراهيم «انه (ابو قردة) يعمل مع الحكومة.»
ووصف وسطاء محاولات الحكومة للتفاوض حول اتفاق مع قادة بصفتهم الفردية بأنها «غير مفيدة» حيث عمل المتمردون على التوصل الى قاعدة مشتركة قبل محادثات السلام.
وقال مؤسس ورئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد النور من قبل انه لن يحضر محادثات السلام حتى يتحقق الامن على الارض. ولعبد الواحد عدد قليل من القوات في دارفور لكنه يتمتع بتأييد شعبي واسع خاصة بين قبيلة الفور اكبر قبائل دارفور.
وهدد نائب وزيرة الخارجية الامريكية جون نيجروبونتي الاسبوع الماضي بأن بلاده ستفرض عقوبات على من يتغيبون عن محادثات اكتوبر تشرين الاول.
لكن ابراهيم الذي كان هدفا لعقوبات من واشنطن من قبل قلل من شأن التهديد.
وقال «الولايات المتحدة ليس لديها جزر لنا بل عصي فحسب… كان عليهم أن يعلموا أنهم حين يهددون يزيدون الموقف تعقيدا…عليهم وقف التهديدات انها لن تساعد السلام.»
وقال النور ان حركته تؤيد الديمقراطية وتأمل ان تدعمها واشنطن في دور ايجابي في دارفور.
واضاف لرويترز «اتمنى الا تكون كلمات نيجروبونتي تعكس سياسة الحكومة الامريكية.»
وانتقد النور رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري الذي قال مسؤولون بالامم المتحدة انه رفض عروضا بمشاركة كتائب غير افريقية في قوة مختلطة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي قوامها 26 الف جندي ومن المقرر نشرها في دارفور للقضاء على العنف.
وقال «انه يجادل في ذلك كل يوم ويؤخر البعثة (في حين) يتعرض اهلي للاغتصاب والقتل.» واضاف ان قوة الاتحاد الافريقي الموجودة حاليا في دارفور والتي تواجه صعوبات في عملها ليست لديها المعدات ولا الدعم الذي يتيح لها اداء المهمة.
وحمل المتمردون واغلبهم من غير العرب السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية باهمال الغرب النائي. وحشدت الخرطوم ميليشيا لقمع التمرد.
ويقدر خبراء دوليون ان نحو 200 ألف شخص قتلوا وشرد 2.5 مليون خلال اربع سنوات ونصف السنة من القتال في دارفور. وتصف واشنطن العنف في دارفور بأنه ابادة جماعية.
وترفض الخرطوم الوصف وتقول ان الغرب ضخم من حجم الصراع وتقول ان عدد القتلى هو 9000 فقط.
وتسبب القتال بين الفصائل المتمردة المنقسمة والميليشيا القبلية في فوضى أمنية في دارفور التي تشهد أكبر عملية للمساعدات في العالم لتقديم العون لاكثر من اربعة ملايين شخص.
وفي زالينجي في غرب دارفور خطف بدو عرب ثلاثة عمال اغاثة تابعين لمنظمة اغاثة مسيحية نرويجية يوم الاحد وطالب الخاطفون بتعويض مادي عن مقتل ثلاثة من رجال قبيلتهم داخل المدينة.
وقال أحد مسؤولي منظمة الاغاثة في زالينجي لرويترز ان عمال الاغاثة السودانيين الثلاثة افرج عنهم وانهم حاليا لدى الشرطة لحمايتهم حتى يكون من الامن لهم مغادرة المدينة يوم الاربعاء.
وأضاف أن اعيرة نارية اطلقت خلال الليل على مكتب امني تابع للامم المتحدة في زالينجي وتناقش وكالات الاغاثة مدى امان مواصلتها العمل في المدينة.
وحذرت منظمة اوكسفام الخيرية البريطانية يوم الاثنين من أنها قد تبحث الانسحاب من دارفور اذا ساء الوضع الامني