المبعوث الأميركي للسلام يبحث في الخرطوم الترتيبات لانعقاد مفاوضات طرابلس حول دارفور

September 2007 · 8 minute read

يبدأ المبعوث الأميركي للسلام في السودان أندرو ناتسيوس مباحثات في الخرطوم اليوم تركز على الترتيبات الجارية لانعقاد مفاوضات طرابلس بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور في 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الاضطراب وأعمال القتل في الإقليم.

وتستغرق زيارة المسؤول الاميركي هذه المرة 10 أيام تشمل جولة في الجنوب ودارفور وجنوب كردفان، وقالت مصادر مطلعة أن المبعوث الأميركي سيجري مباحثات مع المسؤولين في الدولة تتناول متابعة تنفيذ عملية السلام الشامل في الجنوب وتطورات قضية دارفور على ضوء نتائج الإجتماع الأممي بنيويورك الجمعة الماضية. وذكرت المصادر ان الزيارة ستبحث الترتيبات الجارية لانعقاد مفاوضات طرابلس بين الحكومة والحركات الرافضة في 27 أكتوبر المقبل.

وفي حفل إفطار أقامه في الخرطوم حضره حشد من السياسيين والصحافيين، حذر القائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم البرتو فرنانديز من فشل المحادثات المقبلة حول دارفور بين الحكومة والفصائل المسلحة الرافضة لاتفاق أبوجا، وقال «إن فشلها يعنى فشل الجميع كما أن نجاحها يعني نجاح الجميع».

ودعا مسلحي دارفور للتضحية بطموحاتهم الشخصية والحزبية في سبيل إيجاد تسوية لمشكلة دارفور تنهي معاناة اللاجئين والنازحين، وقال ان محادثات طرابلس المقررة الشهر المقبل بين الحكومة ومسلحي دارفور تتطلب من المجتمع الدولي «الاتزان والضغط على من يرفض من المشاركين وان ينصب اهتمامنا على الدعم الملموس للتنمية واعادة اعمار دارفور»، واضاف ان الحكومة مطالبة بقدر من المرونة والتنازلات «كرامة ورحمة للضعفاء» الى جانب مستوى من الأمانة والنقد الذاتي من قبل الحكومة لانهاء دورة التهميش والانتقام، وطالب المسلحين بان «يكونوا مخلصين مع بعضهم البعض اولاً ومع اهل دارفور الذين يدعون تمثيلهم والاقرار بان حل ازمة دارفور يمكن في العملية السياسية وليست عبر القتال».

وحسب الدبلوماسي الاميركي فان الفشل في طرابلس يعني «فشلنا جميعاً كما ان النجاح يعني نجاحنا جميعاً ولابد ان تنجح. وتمنى ان لا يكون الحديث القادم «عن الحرب ولكن عن كيفية تقوية السلام والعدل» في دارفور وسائر ارجاء السودان. الى ذلك، تجددت الاتهامات بين شريكي حكومة الوحدة الوطنية في السودان حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وفي نفس السياق، جدد الفريق سلفاكير ميار ديت النائب الاول للرئيس رئيس حكومة الجنوب عزمه قيادة جنوب السودان نحو الحكم الذاتي وندد بمن اطلق عليهم الساعين لتقويض اتفاق السلام الشامل.. وانتقد كير حملات الشرطة السودانية لجمع السلاح في ولاية الخرطوم الاسبوع الماضي، وقال: انها شملت مقار للحركة الشعبية. واضاف كير وهو يخاطب المصلين في كنيسة كتور في مدينة جوبا عاصمة الجنوب، ان الشرطة اغلقت بعض مقار الحركة في الخرطوم لنحو 24 ساعة وسلمت مفاتيحها في وقت لاحق لقيادات سياسية بالحركة بعد ان اخذت منها وثائق مهمة، واضاف: أود ان ابلغكم ان وزير الدفاع تجنب مقابلتي للاستفسار حول احتجاز 55 من جنود الجيش الشعبي في منطقة المجلد بجنوب كردفان وقد التقيت لاحقا الرئيس عمر البشير ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه مما ادى الى اطلاق سراحهم. وقال كير بتشدد «اننا نقاتل من اجل تقرير المصير وان مسؤوليتي هي ضمان مشاركة شعبنا في الاستفتاء الذي سيجري في العام 2011 حول تقرير المصير».

من جانبه، اتهم المؤتمر الوطني ممثل في الرئيس المشترك للمفوضية السياسية لوقف اطلاق النار الدرديري محمد احمد الحركة الشعبية بخرق ما تم الاتفاق عليه بالمفوضية السياسية لوقف اطلاق النار حول انسحاب قوات الحركة بكل من مناطق المجلد والدبب جنوب كردفان. وأبدى في تصريحات عن أسفه لعدم انفاذ الحركة الشعبية لتوجيه المفوضية القاضي بسحب الحركة لقواتها كافة من المنطقة المشار اليها خلال اسبوع واحد فقط من تاريخ نشوب الازمة حسب ما تم الاتفاق عليه. وطالب الدرديري قيادة الحركة الشعبية بالتشديد على انفاذ التوجيهات واهمية انتقال قوات الجيش الشعبي جنوب حدود 1956 في اقرب وقت. وكشف عن تقرير ستقدمه بعثة الامم المتحدة بالخرطوم للمفوضية السياسية لوقف اطلاق النار خلال اليومين القادمين يحوي تقييما دقيقا لالتزام الحركة الشعبية بانفاذ موجهات المفوضية السياسية لوقف اطلاق النار. ووصف نائب رئيس هيئة الاركان عمليات للجيش الشعبى اللواء بيور أجانق قرار المفوضية بالجيد لكنه اشار لعدم مراعاة الامكانيات المحدودة واعتبر الفترة غير كافية لنقل القوة. وقال أجانق انهم سيقدمون اليوم ورقة للمفوضية حول اسباب تأخير الانسحاب.

وعلى ذات الصعيد قالت مصادر مطلعة ان مجلس الوزراء الاحد المقبل سيستمع لتقرير من وزير الداخلية حول اسباب تفتيش الشرطة لمقار الحركة الشعبية، وحسب المصادر فان استدعاء وزير الداخلية لتقديم التقرير في الجلسة جاء استجابة من الرئيس عمر البشير مذكرة احتجاجية تقدم بها وزير النقل والقيادي في الحركة الشعبية المهندس كوال ميانق في اجتماع مجلس الوزراء الاحد الماضي مطالباً فيها باستيضاح وزير الداخلية والشرطة لما وصفه باعتداءاتها على مقار الحركة الشعبية في الخرطوم.

وتوقعت المصادر ان يعقد المكتب السياسي للحركة الشعبية اجتماعاً عاجلاً واستثنائياً في جوبا في وقت قريب لمناقشة نتائج اجتماعات رئيس الحركة ورئيس المؤتمر الوطني البشير التي عقدت مؤخراً في الخرطوم والتي تناولت العديد من القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاقية السلام. ولاول مرة منذ اكثر من 17 عاما، رحبت الحكومة امس بتقرير قدمه فريق من الامم المتحدة حول اوضاع حقوق الانسانية بدارفور اشاد بدور الخرطوم في تنفيذ قرارات مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة

لمبعوث الأميركي للسلام يبحث في الخرطوم الترتيبات لانعقاد مفاوضات طرابلس حول دارفور
26/9/2007
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
الخرطوم: الشرق الأوسط

يبدأ المبعوث الأميركي للسلام في السودان أندرو ناتسيوس مباحثات في الخرطوم اليوم تركز على الترتيبات الجارية لانعقاد مفاوضات طرابلس بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور في 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الاضطراب وأعمال القتل في الإقليم.

وتستغرق زيارة المسؤول الاميركي هذه المرة 10 أيام تشمل جولة في الجنوب ودارفور وجنوب كردفان، وقالت مصادر مطلعة أن المبعوث الأميركي سيجري مباحثات مع المسؤولين في الدولة تتناول متابعة تنفيذ عملية السلام الشامل في الجنوب وتطورات قضية دارفور على ضوء نتائج الإجتماع الأممي بنيويورك الجمعة الماضية. وذكرت المصادر ان الزيارة ستبحث الترتيبات الجارية لانعقاد مفاوضات طرابلس بين الحكومة والحركات الرافضة في 27 أكتوبر المقبل.

وفي حفل إفطار أقامه في الخرطوم حضره حشد من السياسيين والصحافيين، حذر القائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم البرتو فرنانديز من فشل المحادثات المقبلة حول دارفور بين الحكومة والفصائل المسلحة الرافضة لاتفاق أبوجا، وقال «إن فشلها يعنى فشل الجميع كما أن نجاحها يعني نجاح الجميع».

ودعا مسلحي دارفور للتضحية بطموحاتهم الشخصية والحزبية في سبيل إيجاد تسوية لمشكلة دارفور تنهي معاناة اللاجئين والنازحين، وقال ان محادثات طرابلس المقررة الشهر المقبل بين الحكومة ومسلحي دارفور تتطلب من المجتمع الدولي «الاتزان والضغط على من يرفض من المشاركين وان ينصب اهتمامنا على الدعم الملموس للتنمية واعادة اعمار دارفور»، واضاف ان الحكومة مطالبة بقدر من المرونة والتنازلات «كرامة ورحمة للضعفاء» الى جانب مستوى من الأمانة والنقد الذاتي من قبل الحكومة لانهاء دورة التهميش والانتقام، وطالب المسلحين بان «يكونوا مخلصين مع بعضهم البعض اولاً ومع اهل دارفور الذين يدعون تمثيلهم والاقرار بان حل ازمة دارفور يمكن في العملية السياسية وليست عبر القتال».

وحسب الدبلوماسي الاميركي فان الفشل في طرابلس يعني «فشلنا جميعاً كما ان النجاح يعني نجاحنا جميعاً ولابد ان تنجح. وتمنى ان لا يكون الحديث القادم «عن الحرب ولكن عن كيفية تقوية السلام والعدل» في دارفور وسائر ارجاء السودان. الى ذلك، تجددت الاتهامات بين شريكي حكومة الوحدة الوطنية في السودان حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وفي نفس السياق، جدد الفريق سلفاكير ميار ديت النائب الاول للرئيس رئيس حكومة الجنوب عزمه قيادة جنوب السودان نحو الحكم الذاتي وندد بمن اطلق عليهم الساعين لتقويض اتفاق السلام الشامل.. وانتقد كير حملات الشرطة السودانية لجمع السلاح في ولاية الخرطوم الاسبوع الماضي، وقال: انها شملت مقار للحركة الشعبية. واضاف كير وهو يخاطب المصلين في كنيسة كتور في مدينة جوبا عاصمة الجنوب، ان الشرطة اغلقت بعض مقار الحركة في الخرطوم لنحو 24 ساعة وسلمت مفاتيحها في وقت لاحق لقيادات سياسية بالحركة بعد ان اخذت منها وثائق مهمة، واضاف: أود ان ابلغكم ان وزير الدفاع تجنب مقابلتي للاستفسار حول احتجاز 55 من جنود الجيش الشعبي في منطقة المجلد بجنوب كردفان وقد التقيت لاحقا الرئيس عمر البشير ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه مما ادى الى اطلاق سراحهم. وقال كير بتشدد «اننا نقاتل من اجل تقرير المصير وان مسؤوليتي هي ضمان مشاركة شعبنا في الاستفتاء الذي سيجري في العام 2011 حول تقرير المصير».

من جانبه، اتهم المؤتمر الوطني ممثل في الرئيس المشترك للمفوضية السياسية لوقف اطلاق النار الدرديري محمد احمد الحركة الشعبية بخرق ما تم الاتفاق عليه بالمفوضية السياسية لوقف اطلاق النار حول انسحاب قوات الحركة بكل من مناطق المجلد والدبب جنوب كردفان. وأبدى في تصريحات عن أسفه لعدم انفاذ الحركة الشعبية لتوجيه المفوضية القاضي بسحب الحركة لقواتها كافة من المنطقة المشار اليها خلال اسبوع واحد فقط من تاريخ نشوب الازمة حسب ما تم الاتفاق عليه. وطالب الدرديري قيادة الحركة الشعبية بالتشديد على انفاذ التوجيهات واهمية انتقال قوات الجيش الشعبي جنوب حدود 1956 في اقرب وقت. وكشف عن تقرير ستقدمه بعثة الامم المتحدة بالخرطوم للمفوضية السياسية لوقف اطلاق النار خلال اليومين القادمين يحوي تقييما دقيقا لالتزام الحركة الشعبية بانفاذ موجهات المفوضية السياسية لوقف اطلاق النار. ووصف نائب رئيس هيئة الاركان عمليات للجيش الشعبى اللواء بيور أجانق قرار المفوضية بالجيد لكنه اشار لعدم مراعاة الامكانيات المحدودة واعتبر الفترة غير كافية لنقل القوة. وقال أجانق انهم سيقدمون اليوم ورقة للمفوضية حول اسباب تأخير الانسحاب.

وعلى ذات الصعيد قالت مصادر مطلعة ان مجلس الوزراء الاحد المقبل سيستمع لتقرير من وزير الداخلية حول اسباب تفتيش الشرطة لمقار الحركة الشعبية، وحسب المصادر فان استدعاء وزير الداخلية لتقديم التقرير في الجلسة جاء استجابة من الرئيس عمر البشير مذكرة احتجاجية تقدم بها وزير النقل والقيادي في الحركة الشعبية المهندس كوال ميانق في اجتماع مجلس الوزراء الاحد الماضي مطالباً فيها باستيضاح وزير الداخلية والشرطة لما وصفه باعتداءاتها على مقار الحركة الشعبية في الخرطوم.

وتوقعت المصادر ان يعقد المكتب السياسي للحركة الشعبية اجتماعاً عاجلاً واستثنائياً في جوبا في وقت قريب لمناقشة نتائج اجتماعات رئيس الحركة ورئيس المؤتمر الوطني البشير التي عقدت مؤخراً في الخرطوم والتي تناولت العديد من القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاقية السلام. ولاول مرة منذ اكثر من 17 عاما، رحبت الحكومة امس بتقرير قدمه فريق من الامم المتحدة حول اوضاع حقوق الانسانية بدارفور اشاد بدور الخرطوم في تنفيذ قرارات مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة