أكد الرئيس السوداني عمر البشير ان السلام في دارفور لن يتحقق عبر مفاوضات طرابلس المقررة الشهر المقبل أو غيرها، وانما عن طريق الحوار الدارفوري – الدارفوري، وتعهد عدم العودة إلى الحرب في جنوب البلاد، في وقت قتلت إمرأتان وأصيب تسعة آخرون، جروح اثنين منهم خطيرة، في اثناء قصف الطيران الحكومي منطقة أم هجليجة شرق الفاشر عن طرق الخطأ.
وقال البشير أمس ان السلام في دارفور لا يتحقق الا بتوفر الارادة الوطنية الحقة. وأضاف ان السلام لن يتحقق عبر مفاوضات طرابلس أو غيرها، وانما عن طريق الحوار الدارفوري – الدارفوري.
وتعهد البشير لدى مخاطبته حفلة افطار نظمتها الطائفة القبطية، أن لا نكوص عن السلام الذي تم تحقيقه في الجنوب. وأضاف: «لن نعود إلى الحرب مرة أخرى لأننا حققنا السلام بالصبر الطويل»، مشيراً إلى جهود حكومته لانجاح مفاوضات طرابلس المقبلة في شأن دارفور.
وقتلت أمرأتان وأصيب تسعة آخرون جروح اثنين منهم خطيرة في قصف الطيران العسكري الحكومي منطقة ام هجليجة (51 كلم شرق الفاشر) في ولاية شمال دارفور. ورجحت مصادرحكومية أن يكون القصف وقع عن طريق الخطأ اثناء ملاحقة الجيش قوة من المتمردين أول من أمس. وقالت منى رابح لـ «الحياة» هاتفياً ان شقيقتها وامرأة أخرى قتلتا، موضحة ان بعض الجرحى في حال خطرة نقلوا الى الخرطوم لتلقي العلاج.
وفي تطور لافت، شرعت السلطات المحلية في حكومة ولاية جنوب كردفان في اتخاذ ترتيبات جدية للدخول في مفاوضات مباشرة مع حاملي السلاح المتمردين من مسرّحي «قوات الدفاع الشعبي» التي كانت تساند الجيش في العمليات. وقال مسؤول حكومي إن حاكم الولاية عمر سليمان ونائبه دانيال كودي انتقلا الى القطاع الغربي من الولاية المتاخم لدارفور الذي يشهد اضطرابات أمنية. وعقد سليمان اجتماعات في الفولة والمجلد وبابنوسة في محاولة لاحتواء التوتر والسيطرة على الأوضاع في المنطقة، إذ تخشى الخرطوم انتقال الحرب من دارفور الى اقليم كردفان المجاور. وأكد المصدر الحكومي ان توجيهات صدرت من الخرطوم الى حاكم الولاية بعدم مطاردة المتمردين وعدم استخدام العنف معهم تمهيداً للتوصل إلى تسوية سلمية عبر الحوار.
وشهدت منطقة القطاع الغربي لولاية جنوب كردفان طيلة الفترة الماضية توترات أمنية بسبب خروج مجموعات من أبناء المجلد واعلانها الحرب ضد الحكومة المركزية تحت اسم «حركة العدل والمساواة – قطاع كردفان» بدعوى وجود تظلمات في التنمية والخدمات المقدمة للسكان. وقامت الحركة الوليدة بقتل عدد من موظفي الحكومة وخطف سيارات. وكانت مجموعة من الشباب نفذت في وقت سابق احتجاجات واسعة للسبب ذاته، الأمر الذي دعا الرئيس عمر البشير إلى زيارة المنطقة والاستماع الى مطالب المحتجين.
في غضون ذلك، تصاعدت حدة التوتر بين وزارة الداخلية و «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تفجرت في اعقاب تنفيذ عمليات ضبط السلاح غير الشرعي في الخرطوم أخيراً. واعتبرت الداخلية في بيان أمس ان الحديث عن مصادرة وثائق عار من الصحة. وقالت في رد على اتهامات نائب الرئيس زعيم «الحركة الشعبية» سلفاكير ميارديت الجيش والشرطة باقتحام مقار حركته ومصادرة وثائق مهمة في اثناء حملات دهم وتفتيش على الأسلحة في الخرطوم إن الأمر «لا يعدو أن يكون جزءاً من حملة التشهير» ضد الوزارة. وأكد رد الداخلية ان الحملة أسفرت عن ضبط أسلحة إسناد ثقيلة وقاذفات ورشاشات وذخائر يقتصر استعمالها على القوات النظامية.